الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مطر مخاطباً رئيس الجمهورية: رجاء لوضع تغييري جديد وسلام زاهر

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
مطر مخاطباً رئيس الجمهورية: رجاء لوضع تغييري جديد وسلام زاهر
مطر مخاطباً رئيس الجمهورية: رجاء لوضع تغييري جديد وسلام زاهر
A+ A-

احتفلت الطائفة المارونية اليوم، بعيد مؤسسها القديس مارون، واقيم الاحتفال المركزي في الكنيسة التي تحمل اسم القديس في محلة الجميزة في بيروت، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال #عون وزوجته ناديا الشامي عون، رئيس مجلس النواب نبيه #برّي ممثلا بالنائب ميشال موسى، رئيس مجلس الوزراء سعد #الحريري، الرئيس امين الجميل، الرئيس ميشال سليمان وزوجته، وفاعليات سياسية وأمنية وعدد كبير من المدراء العامين ومن نقباء المهن الحرة والقضاة والمحافظين ورؤساء البلديات، وحشد من المؤمنين.


وكان عون وصل الى الكنيسة في الحادية عشرة قبل الظهر، فأدت له التحية كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، فيما عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني ولحن التعظيم. واستعرض عون كتيبة التشريفات، وكان في استقباله رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي رافقه الى مدخل الكنيسة حيث رحب به المطران مطر، ودخل الجميع وسط التراتيل الى الكنيسة التي غصت بالشخصيات الرسمية والسياسية والديبلوماسية والثقافية، وتعالى التصفيق ترحيبا بعون والسيدة الاولى.


ويذكر أن هذه هي المرة الاولى التي يحضر فيها رئيس الجمهورية قداس مار مارون منذ العام 2014 حين الشغور الرئاسي، وهو ما اشار اليه رئيس اساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر في عظته مخاطبا رئيس الجمهورية قائلا: "ملأتم بحضوركم كرسيا شغر بالأمس في مناسبة عيدين مماثلين ومتتاليين، بعد أن ملأتم لبنان الوطن والدولة والشعب، بانتخابكم رئيسا للجمهورية، رجاء وطيدا بقيادة سفينته، مع معاونيكم المخلصين، إلى وضع تغييري جديد وسلام زاهر أكيد".


وعاون مطر في الصلاة النائب العام لابرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج، كاهن الرعية الخوري ريشار ابي صالح وعدد من المطارنة والاساقفة وممثلون عن الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والارمنية والروم الكاثوليك والقبطية.


وبعد الانجيل، القى مطر عظة جاء فيها: "(...) إننا نصلي يا فخامة الرئيس، لكي يكون عهدكم الميمون الذي بدأت تباشيره الحلوة تلوح في الأرجاء، موفقا كل التوفيق في خدمة لبنان. ونعرب عن الاعتقاد الذي نلمسه عند المواطنين، بأن التوافق العريض الذي حملكم في المجلس النيابي، وفي أفئدة الشعب وانتظاراته، إلى سدة الرئاسة، لم يكن وليد صدفة، ولا خلاصة تحالفات ظرفية عابرة، بل كان تجديدا حقيقيا من قبل اللبنانيين لميثاق عيشهم الواحد الذي من شأنه أن يقوي وحدة الوطن ويصونها، ويدعم المشاركة الحقة في صنع المصير والحفاظ معا على أسمى القيم الروحية والوطنية التي يجسدها لبنان. فأنتم، يا صاحب الفخامة، لم تأتوا إلى هذا الموقع إلا لخدمة لبنان، وما نذرتم العمر والحياة، إلا للحفاظ على لبنان. وقد أوضحتم بأبهى صورة في خطاب قسمكم الدستوري أن لبنان الذي تقصدونه هو "لبنان القوي الموحد لكل أبنائه، لبنان الحرية والكرامة، لبنان السيادة والاستقلال، لبنان الاستقرار والازدهار، لبنان الميثاق والرسالة، أي لبنان الذي يؤمن به جميع اللبنانيين". أما من جهة اللبنانيين، فإنهم يشعرون اليوم أنهم معكم أمام فرصة تاريخية جديدة، تأتي بعد فرصتين سابقتين لإقامة دولتهم في العصر الحديث، هما على التوالي فرصة إعلان لبنان الكبير في العام 1920 وفرصة تحقيق الاستقلال الوطني الناجز في العام 1943".


وتابع: "(...) وإن رأينا اليوم في إطلالة هذا العهد الجديد الفرصة الثالثة والأهم لإرساء الدولة في بلادنا وعلى أسس راسخة تضمن لها الحياة والاستمرار، فلأن تطبيق الاتفاقات المعقودة أصبح بين أيدي اللبنانيين أنفسهم وعلى مسؤوليتهم وحدهم، ولأن الشراكة الوطنية التي كان قد أصابها وهن أصبحت اليوم قادرة على الفعل، ولأن المصالحات التي جرت في مجتمعنا قد لاقت ارتياحا كبيرا، ولأن الحوارات من أجل السلم الأهلي تستكمل بكل جدية وإخلاص. وهذا ما جدد فيهم العزم على التوافق والرضى، وما رسخ عندهم القناعة بأن الدولة هي وحدها السقف الواقي لكل الوطن ولكل المواطنين. إنها ساعة الحقيقة تدق في أسماعنا وفي حنايا الضمائر. فهذا الوطن العزيز الغالي، الذي يجسد مشروعا إنسانيا لا مثيل له في المنطقة كما في العالم أجمع، لن يصل إلى مبتغاه ما لم يتم فيه بنيان دولة قادرة وعادلة تثبت قيم عيشه الواحد وتحميه، وترعى الشراكة الكاملة في حكمه، وتؤمن وسائل الحياة لأهله بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. إن هذا العمل الإنقاذي المنتظر منذ مئة عام إلى الآن، لم يعد يحتمل التأجيل ولا التسويف. لكننا والحمد لله نضع في قلوبنا رجاء جديدا بالنجاح لأن أهلنا ومسؤولينا على حد سواء قد وصلوا إلى هذه القناعة الحاسمة بأن تضامنهم الصادق وحوارهم البناء، ونواياهم الحسنة، وهذه الاندفاعة التفاؤلية التي يحيونها اليوم ستساعدهم على تخطي كل صعاب الماضي ومطباته. فيجب ألا نتراجع أمام أي مأزق وألا نوفر جهدا ولا إرادة للوصول في الأيام العشرة المقبلة إلى وضع قانون انتخابي يجد الجميع أنفسهم فيه حتى ولو سهر المسؤولون أياما وليالي، دون انقطاع، وصولا إلى تأمين مصلحة لبنان (...)". 


وبعد القداس والصلوات التي رفعت على نية لبنان والسلام، توجه عون والسيدة الاولى والحريري ومطر والصياح وكاتشا والخازن الى صالون الكنيسة حيث تقبلوا التهانئ بالعيد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم