السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"جشع" الثنائي المسيحي حق

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
"جشع" الثنائي المسيحي حق
"جشع" الثنائي المسيحي حق
A+ A-

لعل الحملة على الثنائي المسيحي، من ابناء الطوائف الاخرى، ومن بعض المسيحيين ايضا، تدفع عدداً كبيراً من المسيحيين من غير الحزبيين، الى التضامن مع ثنائي "التيار - القوات" بعدما اتخذت الحملة بعداً مذهبياً، وبدت اصراراً على الاستمرار في هضم حقوق المسيحيين وعدم ازالة آثار الوصاية السورية عليهم.


لكن هذا التضامن لا يلغي أن على الثنائي ألا يكرر مع الغير ما اصابه زمناً. فالاقصاء الذي مارسه الآخرون بحق "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" يجب ان يكون دافعا لهما للعمل السياسي بطريقة اكثر انفتاحاً، من دون الغاء او اقصاء، ومن دون تكرار اخطاء الماضي.
يحاول الثنائي المسيحي (الماروني تحديداً) تعويض غيابه عن السلطة ببعض الجشع، تماماً كما فعل الشيعة عندما اطلق الامام موسى الصدر "حركة المحرومين" وجعل مشاركة الشيعة في القرار وانخراطهم في الدولة هدفاً تحوّل جشعاً وتهافتاً على أخذ ما اعتُبر حقاً والاستيلاء على بعض ما ليس لهم. واستمرت هذه السياسة الى يومنا هذا.
ويفعل الثنائي المسيحي ما فعله السنّة مع الرئيس رفيق الحريري عندما حاول ان يستأثر بالسلطة ويتحول اللاعب الاول في انتخاب رئيس الجمهورية والامساك بالقرارين المالي والاقتصادي، كما في السياسة الخارجية، وجمع في لوائحه الانتخابية العدد الاكبر من النواب المسيحيين مسمياً اياهم من دون ان تكون لبعضهم صفة تمثيلية.
ويفعل الثنائي المسيحي ما فعله النائب وليد جنبلاط عندما احتكر الجبل، المنطقة المسيحية والسنية بقدر ما هي درزية، فأمسك بالقرار والخيار والنواب وقرار العودة واموالها.
إذاً ما يفعله الثنائي المسيحي حالياً، جشع يحاول ان يعوض ما فاته، تماما كما فعل الآخرون قبله ويسعون الى المحافظة على مكتسباتهم التي تحققت في زمن مضى. والانتقاد الذي يوجهه هؤلاء ليس في محله، اذ ما يقوم به "التيار- القوات" هو استعادة لحق مسلوب، او في الحد الادنى اعادة التوازن الضروري الذي يبقي لبنان وطناً حقيقياً لكل ابنائه، فلا يكون فيه ابناء ذمة يجهدون لتحصيل حقوقهم.
واذا شاء البعض التعويض للبعض الآخر، وخصوصاً الوقوف على خاطر النائب وليد جنبلاط، وهذا امر مستحب دفعاً للتعايش والتوافق وحفاظاً على الصيغة والميثاق، فلماذا لا يبادر الى اعطائه من حصته النيابية، فتدعم كتلته بنواب سنّة وشيعة، مع دروز، وايضا مسيحيين، فتصير كتلته وطنية بامتياز؟
ما يحصل حاليا هو مزايدات فارغة، ومحاولة تعويض على حساب الغير، وبيع مواقف لا تكلف اصحابها، وتأكيد ان لا رغبة حقيقية في استعادة المسيحيين دورهم وفاعليتهم، بل هو اظهار الانزعاج من المصالحة المسيحية المسيحية، في مقابل الترحيب بالحوار الاسلامي، السني - الشيعي، في عين التينة، والحوارات التي قبله والتي أدت الى تحالفات انتخابية سابقة، وتسويات اخرى. هذا ما يبدو على الاقل، والايام كفيلة بتظهير الحقيقة.


[email protected] / twitter:@ghassanhajjar

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم