الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"النهار" في مؤتمر "الطاقة الاغترابية" في جوهانسبورغ فرص الاستثمار المتبادل كبيرة والمطلوب المتابعة لتوظيفها

جوهانسبورغ - سابين عويس
"النهار" في مؤتمر "الطاقة الاغترابية" في جوهانسبورغ فرص الاستثمار المتبادل كبيرة والمطلوب المتابعة لتوظيفها
"النهار" في مؤتمر "الطاقة الاغترابية" في جوهانسبورغ فرص الاستثمار المتبادل كبيرة والمطلوب المتابعة لتوظيفها
A+ A-

لم يكد يمضي على انعقاد الطبعة الثانية من مؤتمر "الطاقة الاغترابية اللبنانية" في سان باولو في البرازيل اكثر من شهرين حتى انعقدت الطبعة الثالثة من هذا المؤتمر في جوهانسبورغ، العاصمة الاقتصادية لجنوب افريقيا، حيث للاغتراب اللبناني مكانته وحجمه وثقله الاقتصادي ومشاركته في الحياة السياسية والنشاط الاقتصادي من خلال مجموعة غير قليلة من ذوي الأصول او الجذور اللبنانية.


مفارقتان يمكن تسجيلهما على هامش هذا المؤتمر الذي جمع نحو 400 شخصية من رجال الاعمال اللبنانيين المنتشرين في العواصم الافريقية الذين جاؤوا ليستمعوا الى ما لدى الوفد اللبناني من أفكار واقتراحات، وليقدِّموا في المقابل تجاربهم في ارض الفرص التي أعطت الكثير للبنانيين المهاجرين منذ عقود الى هذه البلاد.
المفارقة الاولى ان مؤتمر جوهانسبورغ ينعقد بعد اكتمال عقد المؤسسات الدستورية في لبنان بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، مما يتيح لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يترأس الوفد اللبناني ان يتحدث بثقة اكبر، اولا من منطلق استعادة المؤسسات قدرتها على العمل وعلى اتخاذ القرارات والاجراءات التي تتيح توفير البيئة الملائمة للاستثمار، وذلك بعد عامين ونصف عام من التراجع الاقتصادي والاستثماري بفعل شلل المؤسسات وتعطل إنتاجيتها، وثانيا من منطلق ان باسيل يرأس التيار السياسي الموجود على رأس السلطة في لبنان، ما يتيح له ايضا ان يقوم بالتزامات يمكنه ان ينفذها في ظل المناخ التوافقي السائد (بقطع النظر عن الملف الانتخابي وما يمكن ان يحمله من تطورات في الفترة المقبلة).
اما المفارقة الثانية، فتتمثل في الاختلاف في الطابع الذي ينطوي عليه هذا المؤتمر عن النسخة السابقة. ففي حين غلب الطابع الاغترابي على مؤتمر سان باولو حيث كان الهدف الرئيسي للمؤتمر اعادة اللحمة بين لبنان المقيم ولبنان المغترب والتشديد على اهمية إعطاء الجنسية لمن فقدها بفعل الاغتراب من خلال قانون استعادة الجنسية، فإن محور مؤتمر جوهانسبورغ ركز على الطابع الاقتصادي والاستثماري، والامكانات المتاحة امام اللبنانيين الراغبين في الاستثمار في جنوب افريقيا، فضلا عن البحث في المجالات المتوافرة في لبنان ولا سيما بعد إطلاق ورشة النفط والغاز امام الراغبين من المغتربين في التوظيف في لبنان.
ولذلك كان التركيز في ورش العمل على مجالات الاستثمار المتاحة في جنوب افريقيا في الاتصالات او الخدمات والسياحة او التجارة او البنى التحتية، مع عرض للآليات التي تتيح التوسع خارج البلاد. اما في الجانب اللبناني، فكانت عروض للتسهيلات التي يقدمها القطاع المصرفي للتمويل الاستثماري، فضلا عن عروض لتشجيع الانتاج اللبناني والخدمات الصناعية والفرص المتاحة للإستثمار في الصناعات المحلية.
ولم يفت المؤتمر تخصيص ورشة عمل حول الجنسية اللبنانية والأطر القانونية لاستعادتها.
ولعل ابرز ما ميز هذا المؤتمر هو رغبة اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، في التواصل والتحاور بعيدا من مناخ سياسي متشنج على الساحة الداخلية.
والمؤتمر، على أهميته في فتح آفاق جديدة امام اللبنانيين، مقيمين كانوا ام مغتربين، خصوصا انه لا يفوت المشارك فيه ملاحظة قصص النجاح الباهرة التي سجلها لبنانيون في مجالات مختلفة، فهو في المقابل يستدعي التعامل معه بدقة نظرا الى الحساسية التي يمكن ان تثيرها مسألة الاستثمار في ظل ما يتعرض له لبنانيو افريقيا من تشدد ومراقبة أميركية في شكل خاص بسبب قانون العقوبات الذي يتابع عن كثب اي تمويل يمكن ان يشتبه فيه لارتباطه بـ "حزب الله".
في الخلاصة، لا يكفي اللبنانيين ان يستمعوا الى قصص النجاح وان يناقشوا الآفاق والفرص المتاحة في ارض الفرص، من دون ان يتلمسوا آليات عملية للمتابعة لئلا تبقى الفرص ضائعة بين الاوهام والآمال.
ولا شك في ان الوتيرة المتسارعة في عقد مؤتمرات الطاقة الاغترابية، والنسخة الرابعة في أيار المقبل في بيروت، تعزز الأمل في أن يؤتي هذا التواصل ثماره، أقله في اعادة لمّ شمل اللبنانيين، سيما ان غالبية المشاركين في المؤتمر هم من الجيل الثاني او الثالث حيث الطابع الشبابي هو الغالب.
وبالفعل خلصت التوصيات الى تأكيد أهمية استمرار التواصل ودعوة الحكومة الى مباحثات ثنائية مع دول افريقيا وتحريك الاتفاقات الخاصة والإعفاءات الجمركية، ودعوة القطاع المصرفي لتوسيع نشاطه ومشاركته بدعم الاستثمارات في الخارج.
ولأن شركة طيران الشرق الأوسط لا تزال خارج إطار خدمة خطوط افريقيا، جدد المؤتمر دعوتها لتسيير المزيد من الرحلات لربط الانتشار بالوطن.
وأخيرا لم يغفل المؤتمر دعوة المنتشرين لانتهاز الفرص للاستثمار في لبنان ودعوة الرساميل اللبنانية للتوجه للاستثمار في دول أفريقية.
وأعلن وزير الخارجية في ختام المؤتمر انشاء الصندوق الاغترابي الذي كان من المفترض إعلانه في أيار المقبل بعدما انجزت صيغته القانونية ولم يعد ينقصه الا الترجمة العملية لإعلانه كتجديد الإيمان بلبنان. فيما أعلن رئيس غرفة التجارة الدولية وجيه البزري انشاء مجلس رجال الاعمال اللبناني الجنوب أفريقي من اجل المتابعة وتوطيد العلاقات.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم