الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل بات مطلب "الكوتا" غير مجدٍ!

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
هل بات مطلب "الكوتا" غير مجدٍ!
هل بات مطلب "الكوتا" غير مجدٍ!
A+ A-

علينا أن نعي حقيقة مرّة أن المرأة تلام لأنها لا تدعم فعلياً إمرأة أخرى ترغب في السلطة. قبل أن نلوم الرجال، علينا أن ندرك أن لا أحد من النساء يعترف فعلياً أن ثمة إمرأة أخرى أفضل منها لمركز معين. هذا التشرذم يفرض تغيير نهج العمل لهذا المطلب، وتضافر جهود الجميع لوضع آلية مختلفة لتحقيق المبتغى.


حاولت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين أن تكرر في تصاريح عدة تمسكها بكوتا نسائية بينما وعود بعض السياسيين بتمثيل نسائي داخل الحكومة أو في مجلس النواب تحوّلت فعلياً إلى مجرد مجموعة بالونات هوائية سرعان ما انفجرت في وجوهنا، نحن النساء.


يبدو أن لجان شؤون المرأة في الأحزاب الرئيسية في لبنان غائبة عن أي تحرك مطلبي لتعزيز دور المرأة في السياسة. تكتفي هذه اللجان في تنظيم عيد الأم والطفل في رعاية زوجة الرئيس الحالي للحزب أو مؤسسه. كما تتوسع أيضاً في نشاطاتها في المناطق لتمكين المرأة عبر تطوير مهارات يدوية توفر لها بعض المدخول المالي أو تميل إلى الحديث عن سرطان الثدي أو فوائد الرضاعة الطبيعية أوما شابه. إن هذه النشاطات لا تمنع البتّ خوض تجارب أخرى عن دور المرأة في السياسة وإستراتيجيا العمل للوصول إلى الهدف.


أما لجنة المرأة والطفل النيابية فحدّث ولا حرج، علماً انها عقدت اجتماعاً منذ يومين لما قيل انه بحث في مسألة الكوتا. لا أحد يعرف فعلياً ما موقفها من الكوتا النسائية أو من الإنتهاكات التي تتعرض لها المرأة في لبنان. المهم أن وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان مطالب اليوم أكثر من أي وقت برفع الصوت أكثر، ولا سيما في مجلس الوزراء. كما نتطلع إلى مبادرة من الوزيرة عز الدين لتكون صوت النساء في كل جلسة وزارية.


تحتاج الديموقراطية للمرأة كي تكون ديموقراطية حقاً، وتحتاج المرأة إلى الديموقراطية إذا أرادت تغييراً. إذا حلمنا بربيع عربي حقيقي، فهو يرتبط بـ "انتفاضة" نسائية في عالمنا العربي تُغيّر نهج تربية الأم لأبنائها. هي مسؤولة-عن دراية أو عدم دراية– عن تنمية حبّ السيطرة لدى ابنها وميله للتمسك بالقرار في كنف العائلة. سيتغيّر المجتمع العربي يوم تطالب المرأة بحقها الفعلي في الحياة بكرامة، حقها بالتعلم، والحب والعمل دون أي رقابة من ولي أمرها أي والدها، شقيقها أو زوجها.


ما نحتاج إليه في لبنان هو أن نرى مشهداً آخر يتكرر عند تشكيل كل حكومة أو التحضير لانتخابات بلدية او نيابية. لا يجوز أن تكرر لقاءات مجموعة من النساء مع مسؤول من الصف الأول لتذكيره في حق توزير النساء في الحكومة أو رصد #كوتا نسائية مشرفة لـ "نصفه الآخر" داخل البرلمان. نرى هذا المشهد الروتيني عند كل استحقاق، يتسلم المسؤول النافذ من مجموعات نسائية عريضة بالمطالب وينتهي اللقاء بوقوفه مع هذه المجموعة لالتقاط الصورة التي سترسل مع خبر تفصيلي إلى وسائل الإعلام يؤكد فيه التزامه الكامل بالمطالب ودعمه للمرأة.


للمرة الألف، تغادر السيّدات اللقاء معه وهنّ على أمل بتعيين نساء في الحكومة المقبلة. لكن المطلب أضحى نوعاً من التسوّل، ولا سيّما بعدما تمّ توزير إمرأة واحدة في حكومة العهد الجديد. فما سرّ هذه البسمة العريضة على وجوه هؤلاء المسؤولين النافذين عند لقائهم المجموعات النسائية وما جدوى تكرار هذه اللقاءات مع أصحاب القرار الذين أخلوا بوعودهم، هذه الوعود التي لم تبصر النور إلى اليوم!!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم