الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

القضاء ينصرُ السلامة العامة..."كوستا برافا" وداعاً؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
القضاء ينصرُ السلامة العامة..."كوستا برافا" وداعاً؟
القضاء ينصرُ السلامة العامة..."كوستا برافا" وداعاً؟
A+ A-

من المبكر القول "وداعاً مطمر #كوستا_برافا"، لكن الأكيد أن القرار الذي أصدرَه قاضي الأمور المستعجلة في جبل لبنان حسين حمدان باقفال المطمر بعد 4 أشهر، يضع الدولة والمعنيين في مواجهة مباشرة مع القضية لايجاد الحلول السريعة قبل أن تتكدّس النفايات مجدداً في الطرق، خصوصاً أن هذا المطمر يستقبل يومياً 1200 طن، 200 منها من بيروت و1000 من بلديات جبل لبنان، ولا يزال القرار يحتمل استئناف المدعى عليهم، لكن ذلك لن يبطل التنفيذ إلاّ اذا عادت المحكمة وأصدرت قراراً بوقفه. والسؤال الأهم اليوم: ما عجزت عن تحقيقه القوى السياسية طوال العام الماضي لايجاد مكان بديل عن "كوستا برافا" أو للانطلاق بحل دائم، هل ستستطيع توفيره خلال 4 اشهر وهي منشغلة بقانون الانتخاب؟


 


تعرّض حركة الملاحة الجوية للخطر ومخالفة في انشاء المطمر، سببان رئيسيان اعتمد عليهما القاضي، فحكم وفق ما جاء في القرار بـ"الزام المدعى عليهما اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية وشركة الجهاد للتجارة والمقاولات والمقرر ادخاله مجلس الانماء والاعمار كما بما يعنيه، بالوقف الكلي لنقل النفايات إلى المركز الموقّت للطمر الصحي في منطقة الغدي - مطمر الكوستا برافا، وذلك بعد انقضاء اربعة اشهر من تاريخ تبليغهم هذا الحكم، على ان يبقى العمل خلال هذه الفترة تحت رقابة كل من وزيري البيئة والاشغال والنقل، ويستنسبانه من تدابير تقتضيها سلامة البيئة وامن الملاحة الجوية".



وهل نحتاج إلى مثل هذين السببين لاغلاق هذه البؤرة المقرفة، فالمرور من المنطقة حيث المطمر كافية ليقول أي مواطن: لا للأمراض والأوبئة، وكان البعض يحسب انه في حال سلك طريق الأوزاعي للوصول إلى خلدة أو صيدا، سيمرّ الى جانب المطمر. لكن بعد أشهر من تراكم النفايات وطمرها تبيّن أن المواطن يمرّ من قلب المطمر، فما أن تنتهي من نفق مدرج المطار حتى تصبح محاطاً بالنفايات يميناً ويساراً وتواكبك رائحة "لا تطاق" مصدرها المطمر ومجرى نهر الغدير الملوّث.



المحامي عماد القاضي، الناشط في "حملة إقفال مكب الغدير" يصف قرار اقفال المطمر بعد 4 اشهر بـ"الجيّد"، لكنه يعتبر أنه لا بد من قرار آخر "يوجب نقل النفايات من المكان لأن ضررها يرتبط بها، خصوصاً النفايات الموجودة على حائط المطار فلا بدّ من نقلها أو معالجتها بطريقة تقنية تمنع انتاج غاز الميثان". ويضيف: "القرار قابل للاستئناف لكن الأخير لا يلغي التنفيذ، أما مدة 4 اشهر فيبدو انها لاعطاء الوقت لايجاد البديل كي لا تتكدّس النفايات في الشوارع حين التنفيذ". ويذكر بأنه "خلال 8 اشهر فان النفايات تنتج غاز الميثان بقوة ما يؤدي إلى تغيّرات في الضغط الجوي ما يؤثر في شكل مباشر على الطائرات خلال الهبوط والاقلاع لأن هذا الغاز من شأنه أن يخفف من وزن الطائرة خلال ثوان فتفقد توازنها في لحظات".
ويقول رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام: "لدينا 4 اشهر لنضغط فيها على الحكومة اللبنانية لانجاز الحل الدائم والبديل عن هذا المطمر وسنكون سعداء اذا اتجهت الدولة نحو الحل الدائم كبديل لكوستا برافا، وانا اساند هذا القرار".



هل ستطالبون باستئناف القرار؟ يجيب: "لم نستأنف بعد ويبنى على الشيء مقتضاه، واذا اضطررنا الى اتخاذ قرار الاستئناف سنتخذه ونفضل ألا نقدم على ذلك وان يوجد البديل عن الكوستا برافا، لأنه في حال لم تجد الدولة البديل فستكون هناك صعوبة في اقفال المطمر، خصوصاً أنه يستقبل يومياً 1200 طن من النفايات، ونحو 35 بلدية ترسل نفاياتها نحو المطمر بينها بلديات جبل لبنان و200 طن من بيروت وجزءاً صغيراً من عاليه".
وفي شأن خطورة غاز الميثان والمطمر على حركة الملاحة الجوية، يقول ان "مجرى نهر الغدير أساساً ملوّث وطيور النورس موجودة قبل انشاء المطمر، وغالبية المطارات تكون على الشواطىء البحرية، ولا بدّ من حل لمجرى نهر الغدير لأنه المشكلة الأكبر، أما غاز الميثان، فعند عزل النفايات من فوق ومن تحت وبعد سحب غاز الميثان وتحويله الى طاقة كهربائية نكون قد حللنا جزءاً من المشكلة، لأن خطورة الغاز هي في الابقاء عليه من دون تصريفه".


"النهار" حاولت الاتصال بوزير البيئة طارق الخطيب من دون نجاح.


 


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم