الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما لن أفعله لأصل إلى مجلس النواب

جمانة سلّوم حداد
ما لن أفعله لأصل إلى مجلس النواب
ما لن أفعله لأصل إلى مجلس النواب
A+ A-

عندي مروحة واسعة جداً من القارئات والقراء، صفتهم الأولى أنهم مواطنون. إنهم يكتفون بهذه الصفة، ولا يطمحون إلى أن يحملوا أيّ صفةٍ "إكسترا". هؤلاء يتابعون بدأبٍ كلّ ما أقوم به من أعمال، وأمارسه من نشاطات إنسانوية ومجتمعية وثقافية. يقرأون ما أكتبه من مقالات، وما أنشره من كتب، في الأدب وفي سواه من أنواع الكتابات التي تكافح من أجل إعلاء كرامة الإنسان، رجلاً أكان أم امرأة. أتبادل وإياهم الرأي والمشورة. آخذ حيناً بما يقترحونه عليَّ، ويأخذون في المقابل بما يرونه مناسباً من أفكاري.
لقد صنعنا معاً فضاءً ديناميكياً خلاّقاً للتبادل والتواصل، قوامه الصدق، والجرأة في قول الحقّ، والشجاعة في رفض التنازل. هم الآن يريدون مني أن أكشف أوراقي "السياسية"، من أجل مساعدتي في بلورة احتمالات ترشّحي لأكون "ممثلة الشعب" في مجلس النواب.
هل عندي، يا ترى، أوراق "سياسية" مستورة، يجب عليَّ أن أكشفها، تأكيداً لمبدأ الشفافية والنزاهة الأخلاقية الذي أرفعه، وأنادي به؟
نعم. ثمّة أوراق، بل دفاتر، لا بدّ من أن أفتحها علناً جهاراً. أريد أن تعلموا أن أوراقي "السياسية" هي أوراقي الإنسانوية نفسها، التي لا أكفّ عن إشهارها. إنها أوراقي الممهورة بصفتي الأولى والأخيرة: مواطِنة لبنانية، تتشرّف بالدفاع عن مواطنيتها اللبنانية.
ليس عندي شيء مستور، لم أعلنه سابقاً. والحال هذه، أتعهد بأني لن أفعل ما لم أفعله حتى الآن. سأظلّ مواطِنة فحسب، أنتمي إلى لبنان مباشرةً، من دون المرور بأيّ وسيط. لا أحتاج إلى وسيطٍ للتعبير عن مواطَنتي ولبنانيتي. يكفيني كرامةً أن أعلن انتمائي إلى وطن لا إلى مزرعة، ولا إلى وكرٍ من أوكار الفساد والنهب والعار القيمي والأخلاقي. ولائي للدولة، دولة القانون، دولة الإنسان، دولة الحقّ، دولة المؤسسات، لا دولة الدويلات، ولا دولة الطوائف والمذاهب. لن أنتمي إلى أيّ جماعةٍ من الجماعات السياسية القائمة، لأني أؤمن بالعمل السياسي "الصعب" جداً، الذي لا يتلاعب فيه القادة والزعماء بمريديهم ومؤيديهم، ولا يستثيرون غرائزهم، ولا يبتزّونهم في أعزّ ما يملكون.
وعليه، مثلما لم أكن يوماً على الـPAYROLL المادي أو المعنوي عند أحد، لن أستزلم لأحد، ولن ألهث وراء أحد، ولن أستجدي مقعداً من أحد، ولن أقبض من أحد.
تسألونني عن أوراقي "السياسية": أوراقي هي ما لن أفعله. لن أتنكر لكوني ولدتُ في عائلة فقيرة، بسيطة، مكافِحة، عالية الرأس، ولن أخون القيم التي جعلتني مَن وما أنا عليه.


[email protected] / Twitter: @joumana333

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم