الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

المشكلة في الإرهاب، قبل ترامب!

علي بردى
المشكلة في الإرهاب، قبل ترامب!
المشكلة في الإرهاب، قبل ترامب!
A+ A-

من غير الواضح متى ستنتهي العاصفة التي أثارها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظر دخول اللاجئين والرعايا من سبع دول، منها ست عربية: العراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا والسودان، فضلاً عن ايران. غير أنها زعزعت ثوابت قديمة في الأرض الجديدة. ليس واضحاً ما إذا كان أمره التنفيذي سيشمل دولاً أخرى. مهما يكن من أمر، يجدر بالبلدان المعنية النظر الى الإرهاب - لا الى ترامب - باعتباره المتهم الأول.
لا يمكن الدفاع عن السياسات الحمائية التي يعتمدها ترامب. وحده المستقبل سيثبت ما إذا كان مبدأ "أميركا أولاً" الذي يعتنقه يمكن أن "يجعل أميركا عظيمة مجدداً". غير أن الإجراءات التي باشر اتخاذها منذ وصوله الى البيت الأبيض تدل الى أنه يطبق الشعارات التي رفعها خلال حملته الإنتخابية. لم يكن الأمر مجرد دعاية انتخابية. يضع القيم الأميركية التقليدية على المحك. يوحي قراره التنفيذي الأخير بأنه يستهدف المسلمين، وخصوصاً بعدما صرح بأنه سيكون متساهلاً مع المسيحيين المضطهدين حقاً في الشرق الأوسط. قال: "لا نريد الإرهابيين هنا". لم يكن قد صفى حساباته بعد في شأن بناء جدار عملاق مع المكسيك لضبط "الحدود السائبة" التي تسمح بعبور الآلاف من "هيسبانيك" أميركا الجنوبية واللاتينية، فضلاً عن السلاح والمخدرات. مثله "الجدار العازل" الذي تبنيه اسرائيل. من يدفع الثمن؟ قال: "لا نريد المجرمين هنا". لم يعر اهتماماً كبيراً لهواجس السكان الأصليين من الهنود الأميركيين في ولايات داكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية ونيبراسكا إذ أنعش العمل بخط أنابيب النفط العملاقة بين كندا والولايات المتحدة. يخشى أن يؤدي مضيه في تفكيك قانون الرعاية الصحية الذي أنجزه سلفه باراك أوباما الى حرمان ملايين الأميركيين الفقراء، وأكثرهم من السود، الطبابة. يمكن فقط تخيّل خطوات أخرى يمكن أن تعني شرائح أخرى من المجتمعات الأميركية.
أحدث القرار التنفيذي لترامب في شأن "منع وصول الإرهابيين" صدمة لدى الرأي العام وفي الأوساط الشعبية. أثار أميركياً مواجهة بدأت وفقاً للدستور وللقوانين السارية والأنظمة المرعية. وجد من يقول للرئيس الأميركي: "أنت لست حاكماً عربياً!"، و"أميركا ليست بلداً عربياً!"، و"هذه الخطوات لن تحمي أميركا!". غير أن ترامب نجح في نقل الخوف الى البلدان المعنية بالحظر، والى البلدان التي قد يشمل رعاياها لاحقاً. فرض مواجهة لن تكون مجدية مع الولايات المتحدة. بالنسبة الى الإدارة الأميركية الجديدة، المعركة الكبرى لهذه الدول الإسلامية والعربية هي مع الإرهاب وجذوره، ومع الإرهابيين من المتشددين الإسلاميين.
يوجب الأمر على دولة معنية بالحظر مثل ايران إعادة الحسابات لتفكيك نزاعاتها مع السعودية، وهي دولة غير معنية بالحظر الآن، من أجل التعامل مع تحديات لا تزال يكتنفها الغموض في النظام العالمي الجديد. هناك بلدان أخرى ستكون معنية عاجلاً بهواجس هذا العالم الجديد. هذا يوجب دوراً قيادياً ليس فقط على السعودية، بل أيضاً على دول أخرى مثل مصر وباكستان ونيجيريا، على سبيل المثل لا الحصر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم