الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

توتر لاذع بين البابا فرنسيس و"فرسان مالطة"... الرئيس الاعلى للمنظمة يستقيل

المصدر: "أ ف ب"
توتر لاذع بين البابا فرنسيس و"فرسان مالطة"... الرئيس الاعلى للمنظمة يستقيل
توتر لاذع بين البابا فرنسيس و"فرسان مالطة"... الرئيس الاعلى للمنظمة يستقيل
A+ A-

قدّم الرئيس الاعلى لمنظمة "فرسان مالطة" ماثيو فستينغ استقالته، بطلب من #البابا_فرنسيس، بعد شهر من المواجهة غير المسبوقة بين المنظمة والبابا، على خلفية صراع على السلطة في الفاتيكان وجدل حول توزيع الاوقية الذكرية. "بعد ظهر الثلثاء، استقبل البابا فرنسيس الرئيس الاعلى، وطلب منه الاستقالة. وقد قبل الرئيس الاعلى"، وفقا لما اعلن متحدث باسم المنظمة.


وقد اظهرت اخيرا المنظمة- وهي احدى أقدم المؤسسات المسيحية التي اصبحت دولة من دون أرض- الطاعة للبابا. وبذلك تجنبت قطيعة مع الكرسي الرسولي بعد أكثر من 900 عام من اتفاق راسخ بينهما، وايضا الحاق ضرر قوي بصورتها.


المنظمة الناشطة في 120 دولة تدير مستشفيات وعيادات مع 13,500 عضو، و100 الف موظف أو متطوع. وقد بدأت فروعها المحلية في كل أنحاء العالم تقلق تجاه انخفاض التبرعات بسبب الجدل القائم، خصوصا مع اقتراب اليوم العالمي لمرض الجذام في 29 كانون الثاني، والذي يكون عادة فرصة لجمع أموال كبيرة، وفقا لمصدر داخلي.


القضية بدأت بالرحيل القسري للرجل الثالث في المنظمة البرشت فون بوزيلاجر في 6 كانون الاول 2016، وهو ألماني حظي باحترام كبير في منصبه من العام 2014. ويبدو أن توزيع الاوقية الذكرية في عيادة في بورما اشعل الشرارة، رغم أن المنظمة لم تتطرق الى الموضوع علنا.


وفقا لمصدر في الداخل، توقف بوزيلاجر عن توزيع الاوقية الذكرية عندما تنبه الى الامر. الواقي الذكري يبقى إلى حد كبير من المحرمات في الكنيسة الكاثوليكية التي ترفض كل أشكال وسائل منع الحمل، حتى لو كان البابا فرنسيس نفسه دعا في تشرين الثاني الى "سلوك مسؤول" تجاه مرض الإيدز.


هل اعتمد الألماني مواقف ليبرالية جدا في قلب منظمة قديمة ولدت خلال فترة الحروب الصليبية؟ بعد شهر من تصاعد التوتر بين المنظمة والكرسي الرسولي عبر بيانات لاذعة متبادلة، يبدو ان المسألة تجاوزها الزمن في كل الاحوال. وفقا لمصادر داخل المنظمة، تدور القضية أساسا حول معركة ضارية تشنها فئة محافظة في الكنيسة ضد البابا فرنسيس.


في الواقع، ليس ممثل البابا على رأس المنظمة سوى الكاردينال الاميركي رايموند بورك، وهو محافظ وضع في هذا المنصب الفخري لابعاده من ادارة #الفاتيكان. كذلك، هو مدافع شرس عن عقيدة نقية وصارمة، ويتحدى علنا البابا حول نص مهم يتيح للأساقفة بان يسمحوا في بعض الحالات لمطلقين متزوجين بالتناول. في العديد من المقابلات مع الصحافة الكاثوليكية، طلب الكاردينال من البابا تصحيح ما يعتبره خطأ يشكك في عقيدة عدم انحلال الزواج الكاثوليكي.


كذلك، اندلعت المعركة بالتزامن مع تعيين شقيق بوزيلاجر في مجلس إدارة بنك الفاتيكان (IOR)الذي يشهد اصلاحا بعد سلسلة فضائح هزته. "التوقيت معبّر للغاية"، يقول المصدر.


لكن هل تصرف الرئيس الاعلى للمنظمة ماثيو فستينغ، صاحب الشخصية القوية، تحت التأثير العدائي للكاردينال بورك، ام دافع ببساطة عن سيادته؟


في 21 كانون الاول، عيّن البابا فرنسيس لجنة تحقيق من 5 أعضاء، كُلِّفت التحقيق اكثر في استقالة المسؤول الألماني بوزيلاجر. لكن فستينغ رفض في شكل قاطع هذا التحقيق، مؤكدا ان الامر يتعلق بشأن داخلي للمنظمة، وصولا الى التشكيك في نزاهة بعض أعضاء اللجنة. الحلقة الاخيرة من المواجهة: اضطر الكرسي الرسولي الى اصدار بيان قدم فيه الدعم الكامل للجنته.


البريطاني فستينغ الذي كان عيّن من حيث المبدأ رئيسا اعلى للحياة، يجمع السبت المقبل مجلسه السيادي للمصادقة رسميا على استقالته.


"فرسان مالطة" التي ترجع جذورها إلى الحروب الصليبية تأسست في القدس العام 1048 كمنظمة استشفائية لعلاج المرضى، قبل أن يعترف بها البابا العام 1113.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم