الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المرعبي خلال مؤتمر عن النازحين :لبنان يحتاج الى 10 مليارات دولار ليعوض التدهور في السنوات الست الأخيرة

المصدر: " الوكالة الوطنية للإعلام"
المرعبي خلال مؤتمر عن النازحين :لبنان يحتاج الى 10 مليارات دولار ليعوض التدهور في السنوات الست الأخيرة
المرعبي خلال مؤتمر عن النازحين :لبنان يحتاج الى 10 مليارات دولار ليعوض التدهور في السنوات الست الأخيرة
A+ A-

حمل وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي مشاكل لبنان وأزماته التي تفاقت عقب النزوح السوري، الى المحافل الدولية، فشكلت هواجس الانماء، الزيادة المطردة في عدد النازحيين الذين فاقوا في الكثير من البلدات عدد المواطنيين اللبنانيين، طول أمد الأزمة، الفقر وغيرها من العناوين ركيزة خطاب المرعبي الذي حرص على تضمينه كل النسب والأرقام التي تظهر حقيقة الأزمة ومدى خطورتها.


وأشار المرعبي الى أن لبنان يستضيف أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري ما يعني زيادة في عدد سكانه بنسبة 37%.، إضافة الى إستضافته 400 ألف لاجئ فلسطيني شكلوا في فترة معينة أكثر من 10في المئة من سكاننا، ما معناه أن شخصا من أصل ثلاثة أشخاص مقيم حاليا في لبنان هو لاجئ مما يجعلنا أصغر دولة مع أعلى نسبة للاجئين مقارنة مع عدد السكان.


وعكس المرعبي من خلال مشاركته في مؤتمر "اطلاق الخطة الاقليمية للاستجابة لازمة النزوح السوريHRP و 3RP "، المنعقد في العاصمة الفنلندية هلسنكي بمشاركة ممثلين عن مؤسسات الامم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي، اضافة الى ممثلين عن الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية، صورة لبنان ووجهه الحقيقي المنهك بأزمات الداخل والخارج، لبنان الذي يحتاج اليوم الى 10 مليارات دولار أميركي ليعوض التدهور الناتج عن الست سنوات الأخيرة.


وإذ أكد المرعبي على أننا "نأتي إليكم من بلد عانى الكثير خلال العقود الثلاثة الماضية ويستمر في اختبار أزماته الخاصة كما أزمات الآخرين، ولكننا نأتي بروح متجددة"، لافتا الى "أننا وبعد سنتين ونصف السنة من الفراغ السياسي انتخبت أمتنا رئيسا للجمهورية، وبالتالي لدينا الآن حكومة جديدة ووزير يعنى تحديدا بشؤون النازحين"، مشددا على أن "هناك ثقة متجددة داخل بلدنا، ومن الخارج أيضا كما نأمل.ولكن هذه الثقة الداخلية لا تزال مقترنة بشعور من اليأس، عززته أزمة مجاورة طال أمدها جداً وأدت إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخصا، أي نصف سكان سوريا، وقتل الكثيرين".


وتساءل المرعبي ماذا يمكن أن تفعله هكذا زيادة مفاجئة في عدد السكان بأية دولة؟ ماذا لو حدث ذلك، لا سمح الله طبعا، في فنلندا التي يبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة أي أكثر بقليل من سكان لبنان؟ ماذا لو ازداد عدد السكان 37%؟ ماذا لو اضطررتم فجأة للتعاطي مع مليوني شخص إضافي؟


فكيف الحال بالنسبة للبنان الذي لم يكد أن يخرج من حرب أهلية دامت 15 عاما ليدخل مباشرة في اضطرابات أمنية وسياسية لا تتوقف؟


وقدم المرعبي للمشاركين في المؤتمر شرحا مفصلا عن لبنان الذي تكبد خسائر تتجاوز الـ15 مليار دولار أميركي. ووصل مستوى الدين الوطني إلى 75 مليار دولار، مع تجاوز نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 150في المئة، ما يجعله واحدا من أعلى المعدلات في العالم.


وقال: "علينا فقط أن نضيف هذه الأرقام إلى تباطؤ النمو الاقتصادي لدينا والذي انخفض بشكل كبير من متوسط قدره 8 في المئة قبل الأزمة إلى ما متوسطه 1 في المئة خلال الأزمة، وإلى مستويات غير مسبوقة من البطالة المباشرة (حوالى 25 في المئة )، خاصة بين شبابنا (36 في المئة)، وإلى الضغط الهائل على الخدمات العامة".


وأضاف: "كل ما تقدم أثر على قدرتنا على الإعتناء بمواطنينا وضيوفنا بالشكل المناسب، لقد فاض لبنان بالنازحين ولقد تسبب هذا الفيضان بمزيد من الفقر، وخاصة في المناطق الريفية الأكثر فقرا، لافتا الى "أن لدينا قرى في لبنان على الحدود مع سوريا، تستضيف سوريين أكثر من مواطنيها"، موضحا أن عرسال، وهي بلدة على الحدود الشرقية مع سوريا، تعاني مباشرة من تدفق المشاكل الأمنية من الحرب المجاورة وهي تحت خطر مستمر من الهجمات الإرهابية، ويبلغ عدد سكان عرسال 35ألفا وهي تستضيف حاليا حوالي 100 ألف نازح سوري.
الواقع نفسه ينسحب على الحدود الشمالية مع سوريا، في محافظة عكار، التي تشكل 10% من مساحة لبنان وتعاني من أعلى معدلات الفقر، وأعلى عدد سكان في البلاد، وأعلى هجرة داخلية، وتكاد تخلو من البنية التحتية، مع عدم وجود طرقات مناسبة، وشبكات مياه (حيث أقل من 8% من المنازل تحصل على المياه)، ولا وجود لجامعة وطنية، أما مستشفياتنا فلم يعد فيها ما يكفي من الأسرّة حتى لاستقبال المواطن اللبناني.أبناء عكار كانوا أول من استضاف إخوانهم السوريين في بيوتهم. وما زالوا. إلى أن أصبح عدد الضيوف السوريين يوازي عدد السكان اللبنانيين، وهنا علينا جميعًا أن نقر بأن "حالة الطوارئ" تحولت إلى أزمة ممتدة، وهو أمر يحتاج إلى التفكير على المدى البعيد وإيجاد حلول طويلة الأمد".


وتابع المرعبي: "من هنا تأتي خطة لبنان للاستجابة للأزمة 2017 - 2020، التي تستهدف الخطة 3.3 مليون نسمة وتطلب 2.8 مليار دولار للاستجابة للاحتياجات الأساسية للمواطنين اللبنانيين، والسوريين والفلسطينيين الأكثر ضعفا، وهي ضرورية للتعاطي مع الشق الإنساني وشق تعزيز القدرة على مواجهة الأزمات.لكن احتياجاتنا تتعدى هذه الخطة بكثير. في السنوات الثلاث القادمة، لبنان بحاجة إلى ما لا يقل عن 8 إلى 10 مليارات دولار من الإستثمارات الجديدة ليعوض "فقط" عن التدهور الذي وقع خلال الـ 6 سنوات الأخيرة".


وتوجه المرعبي للحضور بالقول: "نحن بحاجة إلى دعمكم لتحقيق هذه النقلة. نحن نحتاج أن يقوم أصدقاؤنا بالبحث بعمق أكثر في صناديق التنمية الخاصة بهم والعمل على الاستثمار أكثر في اقتصادنا.لقد شهدنا على مر السنين، كرم العديد من الأصدقاء حول العالم، ولكن هذا الكرم لا يزال بعيدا عن مطابقة احتياجاتنا، لافتا الى أن التمويل التي تلقاه لبنان لا يزال من أدنى المعدلات، إذا ما أخذنا في الاعتبار عدد اللاجئين للفرد الواحد.


فقد تلقينا أقل من نصف الاحتياجات الأساسية للعيش، المحددة في النداءات السنوية. في عام 2014 تلقينا 47% من ندائنا. وفي عام 2015 تلقينا 54%. بينما في عام 2016 تلقينا فقط 46%.


ودعا المرعبي في كلمته للتحرك ووقف حمام الدم المجاور، مؤكدا أن الإرهاب لا يعرف حدودا، وبالتالي ينعدم الأمان، وتوجه بالقول: "دعونا نعد الناس أن هذا النفق الأسود سينتهي بضوء! دعونا نعطي الناس الأمل بأنهم يومًا ما سيعودون إلى أرضهم، وأننا سوف نساعدهم على القيام بذلك ! دعونا نعمل على دعم تلك المناطق الخالية من النزاعات داخل سوريا!دعونا نعمل على التطوير داخل سوريا، كلما كان ذلك ممكنا، من خلال دعم المجتمع هناك لتحقيق الازدهار وخلق فرص لأبنائه! دعونا نؤكد على أن تكون نساؤنا وفتياتنا محميات وأن يتم دعمهن في الاعتماد على النفس لتصبحن أقوياء في وجه كل ظلم تواجهنه! دعونا ندعم الدول المضيفة لتكون قادرة على مساعدة كل من يعيش على أراضيها ولنضمن الاستدامة من خلال التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمصلحة الجميع!


وفي الختام طالب المرعبي العالم بتنفيذ وعوده وليبين لنا أن التضامن ليس فقط بالكلمات!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم