الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"ترامب اللبناني"... إيراني سلبي؟

علي بردى
"ترامب اللبناني"... إيراني سلبي؟
"ترامب اللبناني"... إيراني سلبي؟
A+ A-

يشهد العالم هذا الأسبوع بداية حقبة جديدة. تفيد كل المؤشرات أن عهد دونالد ترامب سيمضي الى اتجاهات مختلفة في الشرق الأوسط، ليس فقط عن مسار سلفه باراك أوباما، بل ربما أيضاً عن عدد كبير من الرؤساء الأميركيين السابقين، جمهوريين وديموقراطيين. الوزن الوحيد الذي يمكن أن يقيمه لـ"الشؤون اللبنانية" يتعلق فقط بمقادير سلبية مرتبطة خصوصاً بايران. الرابط الوحيد هو "حزب الله".


وصف ترامب خلال حملته الانتخابية الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية و"مجموعة ٥ + ١" للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، الى ألمانيا بأنه "أسوأ صفقة جرى التفاوض عليها". ووعد في خطاب أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية بأن تكون "الأولوية الرقم ١ لديه هي تفكيك الصفقة الكارثية" لأن طهران كانت، برأيه، أبرع من واشنطن في انتزاع التنازلات. لا توافق إدارة أوباما على أي اجراء في هذا الاتجاه على رغم إقرارها بأن ايران تضطلع بأدوار "خطرة" في الشرق الأوسط وعبر العالم، وفقاً لاتهامات ساقتها المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة المنتهية ولايتها سامانتا باور لأنها "تهدد اسرائيل، تهددنا، تواصل دعم جماعات ارهابية (...) مثل حزب الله، وتواصل زعزعة استقرار دول جارة مثلما يحصل في اليمن وسوريا". رأت أنه من الحكمة بمكان - في ظل هذه النظرة الى ايران - صون اتفاق يحرمها الحصول على سلاح دمار شامل.
لا يحتاج دور ايران الى شرح طويل في العراق. تريده جرماً سابحاً في فلك نفوذها المتوسع في عهدين أميركيين، بدأ مع الجمهوريين برئاسة جورج بوش الإبن وتعزز مع الديموقراطيين بزعامة أوباما. يكفي التأمل في الدور الرئيسي الذي تقوم به جماعات مثل "الحشد الشعبي" و"حزب الله" بطابعهما الشيعي في عمليات تحرير "العراق السني" من "الدولة الإسلامية - داعش" وسواها من الجماعات التي تعتنق مذهب "القاعدة" في الإرهاب العنيف. لا شك في أن القضاء على الجماعات الإرهابية سيكون خبراً طيباً للجميع. غير أنه لا يبدو حتى الآن أنه يأتي في سياق بناء دولة عصرية يسودها النظام العام ويسوسها حكم القانون.
دفعت الجمهورية الإسلامية بقوى شيعية مختلفة، أبرزها على الإطلاق "حزب الله"، الى "المقتلة الجهادية" الرهيبة في سوريا. تبددت سوريا المستقرة كلاعب مؤثر في إقليم غير مستقر. صارت كتلاً ملتهبة غير مستقرة تهدد المنطقة والعالم. لن يغير هذا الواقع أي حديث عن مؤامرة، كائنة ما كانت نهايات المأساة السورية. تقدر اسرائيل أن هذه الحرب أضعفت قدرة "المقاومة" على نحو دراماتيكي على رغم تصريحات مسؤولي "حزب الله" عن الخبرات القتالية الجديدة للمقاومين في سوريا.
ترامب سيعتني أكثر بإضعاف قدرات الجمهورية الإسلامية، ومنها ما يتصل خصوصاً بالتهديدات المباشرة وغير المباشرة لإسرائيل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم