الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

بعد قرار اقفال "الكوستابرافا"... هل تعود نفايات بيروت والضاحية الى الشوارع؟

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
بعد قرار اقفال "الكوستابرافا"... هل تعود نفايات بيروت والضاحية الى الشوارع؟
بعد قرار اقفال "الكوستابرافا"... هل تعود نفايات بيروت والضاحية الى الشوارع؟
A+ A-

اذا لم تمر "طيور المطار" في جلسة مجلس الوزراء، فإنها مرّت في مكتب قاضي الأمور المستعجلة في بعبدا حسن حمدان، الذي اصدر قراراً باقفال "مطمر الكوستابرافا" موقتا إلى حين ورود جواب كل من وزارتي الصحة والزراعة والمديرية العامة للطيران المدني. النورس أعاد وضع الاصبع على "جرح" ازمة النفايات النازف منذ نحو سنة ونصف السنة، فهل ستتكرر مشاهد الجبال على طرق الضاحية الجنوبية والعاصمة؟
تهديد سلامة الطيران من الطيور التي اجتذبها مطمر الكوستابرافا ومصبّ نهر الغدير، وقرار القاضي حمدان، دفع بوزير البيئة طارق الخطيب الى زيارة المطمر وفي اتصال مع "النهار"، أكد أن" الموضوع لا يحتاج الى كل هذه الضجة. قرار القاضي حمدان لم ينص على اقفال المطمر، بل هو لحثّ الادارات المعنية بموضوع المطار لتقديم تقرير فني على ضوئه سيتخذ قراره من المطمر، وبدورنا سنحترمه ونخضع له".
وكان الخطيب قد ادلى اليوم بتصريح جاء فيه: "تبيّن لي شخصياً خلال هذه الجولة أنه ضمن نطاق المطمر لا توجد طيور بل هي موجودة على مصبّ نهر الغدير، لكن أينما كانت هذه الطيور فإن الامور تقضي المعالجة". واضاف: "اتصلت صباحاً بوزير الاشغال وكان هناك اجتماع سابق في الوزارة لرؤساء البلديات المعنية بمجرى نهر الغدير. وطالبنا من البلديات أن تتخذ اجراءات معينة، وعقدت اجتماعاً أمس مع المتعهد جهاد العرب وأبدى كل استعداد لتقديم معدات اضافية تصدر أصواتاً لتهريب الطيور ضمن حرم المطار، واتصلت برئيس مجلس الانماء والاعمار وهناك اقتراح بإطالة مصبّ نهر الغدير الى عمق البحر بما يتيح إبعاد الطيور، وهذا هو الرأي الفني والاستشاري".


"المطمر"... بريء
كلام الخطيب أكده وزير الزراعة السابق، النائب اكرم شهيب لـ"النهار" والذي لفت الى ان"المشكلة لم تنشئ نتيجة المطمر الصحي الذي قد يكون له دور، بل من تكديس النفايات منذ ثمانية اشهر تحت حائط المطار، والتي يجري تغطيتها الآن بشكل كامل كي لا يستمر ضررها، كذلك من تجمع المياه الآسنة ومياه الصرف الصحي عند مصب نهر الغدير، والتي يجب معالجتها او ضخّها في أعماق البحر بالاضافة الى منع تربية الحمام في محيط المطار". ولفت الى انه "تمت زيادة مكنات تنفير الطيور لتشمل المدرج البحري بالقرب من السمرلاند، وطمر مستنقعي المياه داخل حرم المطار".
"سلامة الطيران هي الأساس وقبل ايام قدّم خبير فرنسي تقريرا قيّماً الى مجلس الانماء والاعمار عن الموضوع "، لكن اغلاق الكوستابرافا يعني بحسب شهيب ان " النفايات ستعود الى الشوارع خاصة ان الف طن منها تنتجها الضاحية عدا بعبدا والساحل يوميا"، ، القضية تحتاج كما قال "الى تضافر جهود كل القوى السياسية، ومن دون قرار من الدولة فاعل وحاسم ستبقى الازمة، وكنت اتمنى الا نصل الى مطمر الكوستابرافا وان تنفذ الخطة التي طرحتها انما الظروف السياسية منعت تنفيذها".


المشهد في العاصمة
وعما اذا كان اغلاق "الكوستابرافا" سيعيد مشهد النفايات الى طرق العاصمة، أجاب عضو مجلس بلدية بيروت رئيس لجنة العلاقات العامة والاعلام هاكوب ترزيان في اتصال مع "النهار" انه"بالتأكيد هناك مشكلة كبيرة، لا يمكننا التخفي خلف اصبعنا، فأين سنذهب بالنفايات التي كانت تنقل اليه".
وشرح ان " نفايات العاصمة يتم نقلها الى ثلاث مواقع، هي معمل صيدا الذي يستقبل 250 طنا يومياً، بدأ نقلها اليه منذ ثلاثة أيام، والمطمر الصحي في برج حمود الذي يستقبل 200 طن، والكمية ذاتها تنقل الى الكوستابرافا، وعدم استقبال الاخير للكمية المحددة له لا يعني ان الموقعين الآخرين سيقومان باستيعابهما".
"النفايات متراكمة في منطقة الكرنتينا، تنتظر نقلها الى المطامر" لذلك كما قال ترزيان لا بد من العودة الى الحل الوحيد المتكامل لجبه هذه الازمة والذي يقوم على توعية المواطنين بضرورة الفرز من المصدر، الفرز في المصنع، التسبيخ، وتحويل البقية من النفايات الى طاقة عبر التفكك الحراري تفادياً للمطامر".
المشهد في الضاحية
الضاحية الجنوبية لا تحتمل اغلاق المطمر يوماً واحد، وستعود النفايات للتراكم في الطرق، هذا ما اكده رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية المهندس محمد درغام لـ"النهار" قبل ان يضيف: "اتحاد البلديات يضم الغبيري، حارة حريك، برج البراجنة، المريجة - تحويطة الغدير - الليلكي، لدينا 800 طن يوميا من النفايات في نطاق الاتحاد، وسنحاول الا يتكرر المشهد السابق، من خلال معالجات قمنا بها في حينه " وطالب المعنيين" البحث عن سبب وجود طيور النورس في حرم المطار بالتحديد".
من جانبه لفت رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد اننا " لم نتبلغ رسميا قرار الاقفال، ومع ذلك نبحث الموضوع لاتخاذ الاجراءات كي لا يتكرر مشهد النفايات في الطرق، علماً ان الحل يجب ان يكون على مستوى الدولة والحكومة وليس البلدية". واشار" حارة حريك اصغر بلدة في الضاحية، تنتج 80 طناً من النفايات يوميا". اما رئيس بلدية الغبيري معن الخليل فقال: "نجري اتصالات لمعالجة الموضوع، كون مستودعات سوكلين تغطي ثلاثة ايام فقط، ننتج يومياً ما يزيد عن 300 طناً، لكن بالتأكيد لن نشهد نفايات في الطرق".
سواء تكرر المشهد خلال الأيام المقبلة في العاصمة والضاحية أم لا، فإن هذا الملف سيبقى معلقاً، ومعه امكان غرق الشارع بالنفايات في اية لحظة!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم