الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

شاشة - حرب الشاشات المعيبة

فاطمة عبدالله
شاشة - حرب الشاشات المعيبة
شاشة - حرب الشاشات المعيبة
A+ A-

لم يعد لائقاً أن نضحك أو ندّعي أنّ ما يجري كوميدي. إنّها حرب غير نظيفة، لها متاريس وخنادق وتشوّهات. أيّ نموذج وقيم هو التلفزيون اللبناني اليوم؟ أيّ وحول وانزلاقات؟ للمحطات أسنان تنهش بها، لا قلب ترتقي به.


أصبح مؤكداً أنّ "منا وجر" ("أم تي في") يكاد يفقد الصدقية إن لم يخضع فوراً لمراجعة كاملة، وأنّ المحطة تشنّ حروباً لا حرج في إشعالها وتأجيجها. وأمام الردّ بمستواه ونوعيته، يُذلّل الفارق ما بين الحرب من أجل قضية (الفساد، الانترنت غير الشرعي) والحرب المجانية ("منا وجر"، "لهون وبس"). الحقيقة أنّها حربٌ أبعادُها إلغائية، تدميرية، بشعة. وُجد "منا وجر" لإعلاء برامج "أم تي في" وتركيع برامج أخرى، وفي المقابل، لا يوفّر هشام حداد ("أل بي سي آي") فرصة للانتقام السريع. ما شاهدناه ليس رداً بل خصومة علانية، من الطرفين لا من طرفه فحسب. أزلام الشاشات خلف متراس. منافسوهم أعداؤهم، وسحق العدو متاح. بالمقدّمات المسمومة، بالتقارير الموجّهة إلى الصميم كطلقة مدفع، باستعمال المحطة برامجها كوابل من رصاص. خذ سخرية بيار رباط من إقالة عبدالمنعم يوسف، وعادل كرم من بطرس حرب. خذ أخبار "الجديد" وأيّ مستوى تألّقت به وهي تقاتل لهزيمة "أم تي في". وخذ هوس هشام حداد بالرايتينغ وتغنّيه ببرامج "أل بي سي آي" مهما تدنّى مستواها بحجّة أنّها تتفوّق بالأرقام على برامج "أم تي في"(!). إلى هذا الحدّ ضاق الزاروب وضاقت الصدور. حدّ أن يُقال كلّ شيء وأيّ شيء. وتصبح تصفية الحسابات بطولة ولعبة الأوساخ مهارة تلفزيونية.
استعاد حداد "كواليتي يا كواليتي" بعد غياب. أكانت هدنة أم استراحة محارب؟ لا جواب. بلغت حرب المحطات مستويات مخجلة. كنا لنحتفل بالتلفزيون اللبناني وهو ينتقد ويُنتَقد، لو تحلّى بروح جميلة. وكنا لنقدّر النيات لو قصدت التصويب والتحسين والمعاني الجامعة. لكن ما يحصل معيب. مصالحة طوني خليفة وجو معلوف تستحقّ التحية.


[email protected]
Twitter:@abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم