الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تركيا في عين عاصفة الارهاب...هل يسقط أردوغان أم يشدد قبضته على السلطة؟

المصدر: "النهار"
تركيا في عين عاصفة الارهاب...هل يسقط أردوغان أم يشدد قبضته على السلطة؟
تركيا في عين عاصفة الارهاب...هل يسقط أردوغان أم يشدد قبضته على السلطة؟
A+ A-

لا تكاد #تركيا تصحو من هجوم حتى يضربها هجوم آخر. بين متحف وملهى ليلي وبين محكمة وثكنة، تختلف نوعية الهجمات وهويات منفذيها لكن استهداف عسكريين مثله مثل مذبحة الملهى الليلي واغتيال ديبلوماسي وغيره، كلها أعمال إرهابية تساهم في ضرب الاستقرار في هذه الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي والتي كانت حتى الامس القريب مرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.


ليست الاغتيالات السياسية ولا الاضطرابات الامنية ظاهرة غريبة عن تركيا، الا أن ثمة تهديدات جديدة تضاف الى الأسباب التقليدية والعداوات التاريخية التي تضع تركيا في مهب العاصفة.


هذه التهديدات التي سرعت وتيرة الهجمات، مرتبطة بحسب الديبلوماسي التركي السابق سينان أولغن ب"ثلاث ديناميات"، هي أولاً موقف تركيا من الحملة الدولية على "داعش"، وثانياً عجزها عن منع استراتيجية الرعب التي تنفذ على أراضيها، وثالثاً موقفها الحساس الناجم عن تغير موقفها في الحرب السورية .


ويوضح أولغن، وهو مدير مركز الرأي "إيدام" الذي يعنى بالسياستين الخارجية والامنية ومقره اسطنبول، في اتصال مع "النهار" الديناميات الثلاث قائلاً إن موقف تركيا صار أكثر عدوانية حيال "داعش" أخيراً، وهي تخوض حرباً شرسة ضد التنظيم في سوريا، بما فيها المعركة التي تشنها على مدينة الباب الاستراتيجية.



وكانت تركيا أطلقت خلال الصيف هجومها العسكري الاكبر في سوريا دعماً لفصائل من "الجيش السوري الحر" لاخراج "داعش" من منطقة حدودية استراتيجية على طول حدودها ومنع الاكراد السوريين من تحقيق مزيد من المكاسب.
وهذا التحول في موقف أنقرة دفع التنظيم الى "شن هجمات إرهابية منسقة" داخل الاراضي التركية انتقاماً من التدخل العسكري التركي ضده.
وسهل مهمة "داعش" في رأي الباحث ضعف المؤسسة الامنية التركية في ظل خوضها مواجهات على ثلاث جبهات، ضد "داعش" وأنصار الداعية الاسلامي فتح الله غولن والمقاتلين الاكراد.
ويجمع خبراء على أن عمليات التطهير التي أجرتها السلطات بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان في تموز الماضي تركت فراغاً أمنياً في البلاد في وقت حساس، وخصوصاً أن الأجهزة العسكرية والامنية شهدت اعتقال وتسريح عدد كبير من أفرادها وضباطها، وهو ما أضعف قدرتها على مواجهة التهديدات الارهابية.


أما العامل الثالث المتغير فتتعلق بموقف تركيا من الحرب السورية عموماً.
ويقول أولغن: "دعمت تركيا الثورة السورية بين 2011 و2014، وسمحت لبعض الاسلاميين الاكثر تطرفاً باستخدام الاراضي التركية وغض الطرف عنهم مما مكنهم من اقامة شبكاتهم فيها، وهم يستخدمونها هذه الشبكات خالياً للضرب داخل البلاد".


التوجهات الجيوسياسية الجديدة لتركيا


الى هذه العوامل الثلاث، يشير خليل كارافيلي، وهو محلل بارز في المركز التركي لآسيا الوسطى التابع لبرنامج دراسات القوقاز وطريق الحرير إلى سبب آخر للاضطرابات التي تشهدها تركيا، وهو الصراع على التوجهات الجيوسياسية لتركيا.


ويقول في مقال كتبه في مجلة "فورين أفيرز" أن هناك البعض في أجهزة الاستخبارات التركية ممن لا يزالون ملتزمين تقديم المساعدة لإسلاميين، وغير راضين عن التقارب بين أنقرة وموسكو وبالتالي الابتعاد عن الولايات المتحدة.
فعلى رغم تقارير نشرت في وسائل إعلام تركية، عن دعوات من داخل المؤسسة الحاكمة تحرض اردوغان على قطع علاقاته مع الولايات المتحدة وأوروبا، والاصطفاف بشكل كامل مع روسيا، يلفت كارافيلي إلى أن تلك سمة السياسة الخارجية والأمنية التركية منذ أربعينيات القرن الماضي. فقد أدى الاعتقاد بأن موسكو عدو تاريخي لتركيا، إلى شعور بوجوب الوقوف لها بالمرصاد، وأن تسعى أنقرة لتقوية علاقاتها مع الغرب. وقد يرى بعض ممن يسيرون من المؤيدين لهذا الاتجاه، مثل الشرطي مرت ألطنطاش، في العنف سبيلهم الوحيد لإعادة أنقرة الى المسار الصحيح".


ويذهب هذا الباحث الى أن أجهزة الاستخبارات التركية، أو من ينسق معها( الدولة العميقة)، لها تاريخ قديم في الاستعانة بإيديولوجيا متطرفة من أجل ضمان عدم ابتعاد تركيا عن مسارها الاستراتيجي التقليدي، وأن تبقى متيقظة من عدوها التاريخي، روسيا.


مصير أردوغان
الثابت أن هذه الضربات الارهابية تنشر الفوضى في بلد بات غير مستقر وتكبده كثيراً من رصيده السياسي والاقتصادي والامني. ويبدو أن اردوغان هدف رئيسي لها، الا أن أولغن يرى انها يمكن أن تؤدي الى واحدة من ديناميتين متضادتين، وليس واضحاً في أي من الاتجاهين ستتطور الامور.
ويقول: "قد يعتبر الاتراك أن الحكومة فشلت في توفير الامن لهم وهو ما يدفعهم الى نبذه وبالتالي اضعافه شعبياً. ولكن يمكن أن تؤدي الهجمات الى اثارة شعور بأن تركيا تحت الحصار، وهو ما يدفع الناس الى رص صفوفهم خلفه في ظروف خطرة".



وبين هذين الاحتمالين المتضادين، ثمة اعتقاد سائد أن المذبحة التي شهدها ملهى "رينا" ستثير موجة أخرى من الاعتقالات والتوقيفات، بعد تلك التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة، وستدفع السلطات الى اتخاذ مزيد من الاجراءات التي تنهي حرية التعبير في تركيا.
[email protected]
Twitter: @monalisaf

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم