الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله" لن ينسحب من سوريا "إلا منتصراً"

عباس الصباغ
"حزب الله" لن ينسحب من سوريا "إلا منتصراً"
"حزب الله" لن ينسحب من سوريا "إلا منتصراً"
A+ A-

لم يكن متوقعاً ان يسارع "حزب الله" الى اعلان انسحابه من سوريا بعدما استعاد الجيش السوري وحلفاؤه مدينة حلب اواخر العام المنصرم. لكن لم يكن متوقعاً ايضاً ان يسارع المستشار الأول للمرشد الإيراني علي أكبر ولايتي للتأكيد انه وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، فإن الحزب لن يخرج من هذا البلد.


"حزب الله" باق في سوريا وليس من موعد محدد لعودته الى لبنان وباق في العراق واليمن وربما في دول اخرى دفاعاً عما يسميّه الحزب "محور المقاومة" الممتد من طهران الى غزة مروراً ببغداد ودمشق وبيروت. وبالتالي من كان يراهن على انهاء الحزب قتاله الى جانب النظام السوري بعد "الانتصار في معركة الوجود في حلب"، فهو واهم وبحسب تعبير حارة حريك فهو "مشتبه وفهِمًنا غلط".
الحزب الذي خسر اكثر من 1200 عنصر على الاراضي السورية وجلّهم في حلب وريفها، ربما سيردد طويلاً كلام قائده الميداني مصطفى بدر الدين الذي سقط قرب دمشق بأنه لن يعود الاّ حاملاً راية النصر أو مستشهداً.


"من حماية المقامات الى حماية النظام"


قال مرجع امني سابق في العام 2013، ان "حزب الله" غرق في المستنقع السوري على شاكلة غرق الجيش الاحمر السوفياتي في افغانستان وقبلهما الجيش الاميركي في فيتنام. ولكن اصدقاء دمشق كانوا يجيبون بأن الحزب يدافع عن المقامات في الشام، ومنها مقام السيدة زينب ابنة الامام علي بن ابي طالب. وبعد ابعاد "الخطر التكفيري" عن دمشق، باتت مهمة حماية الحدود على رأس أولويات المقاومة. وبعد تنظيف الحدود من الجماعات الارهابية جاء دور القصير ومن بعدها القلمون ومن ثم جرود عرسال، وصولاً الى ثاني اكبر مدينة سوريا التي دفع اليها الحزب بخيرة قادته الميدانيين وفرقة "الرضوان" التي تعد من فرق النخبة لديه. وبعد استعادة حلب بات التساؤل عن المعركة المقبلة والتي لاحت طلائعها في وادي بردى في ريف دمشق.
لكن يبدو ان "حزب الله" لن يعود قبل انتهاء المعارك في سوريا او التوصل الى حل سياسي للأزمة التي ستدخل عامها السابع بعد شهرين. ومن المرجح ان تستمر لسنوات مما يعني ان على الحزب الاستمرار في دفع المزيد من عناصره الى الجبهات الممتدة على مئات الكيلومترات، من جنوب سوريا الى شمالها مروراً بالبادية والحدود مع العراق، مما يعني ان الانغماس في اتون الأزمة طويل، وعلى جمهور الحزب الصبر وتقديم التضحيات.
وفي سياق متصل، لا يمكن التغاضي عن تساؤل مشروع ويكمن في دور الحزب في العملية السياسية في سوريا وهل سيشارك في المفاوضات ام انه يقدم الدعم والمساعدة لدمشق فقط، وعندما يحين موعد الحل السياسي يحزم حقائبه ويعود الى البلاد التي تشهد انطلاقة جيدة للعهد الجديد.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم