السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

من طلب دخول "الحزب" سوريا يَطلُب خروجَه!

سركيس نعوم
سركيس نعوم
من طلب دخول "الحزب" سوريا يَطلُب خروجَه!
من طلب دخول "الحزب" سوريا يَطلُب خروجَه!
A+ A-

لن أتناول موضوعاً واحداً في أول "موقف هذا النهار" ينشر في السنة الجديدة بل موضوعات بعضها محلّي وبعضها إقليمي. والسبب عدم توافر ظروف حسم الموضوعات التي سأعالجها باختصار، وحاجة اللبنانيين الى معرفة شيء عنها يوضح معالم المرحلة التي دخلها لبنان بعد ملء الفراغ الرئاسي وتأليف حكومة جديدة، ومباشرتهما مع مجلس النواب الذي كان شبه معطل العمل لاقناع "شعوبه" بأن مرحلة جديدة وجيّدة قد بدأت فيه.
الموضوع الأول هو العلاقة بين "حزب الله" حليف "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" حليفة الأخير منذ مدة غير طويلة. والسؤال الذي يُطرح هنا هو: هل بدأت اتصالات بينهما بعد وصول الحليف المشترك الى الرئاسة، وبعد الإشارة الانفتاحية على "القوات" التي أعطاها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إحدى إطلالاته الإعلامية؟ والجواب استناداً الى مصادر سياسية مطلعة أن الدكتور سمير جعجع التقى السيد نصرالله مرة واحدة في مجلس النواب في إطار اجتماع موسّع للحوار الوطني. وأن محاولات غير رسمية قام بها أصدقاء مشتركون لـ"سيد معراب" لإقامة اتصالات مع "سيد المقاومة" أو فريقه. لكن شيئاً لم يحصل، ولم يكن سهلاً على الحزب اتخاذ قرار إذ أن "القوات" كانت تعني له ومن زمان إسرائيل. كما كانت تعني الشهيد رشيد كرامي. طبعاً الاتصالات قائمة بين "حزب الله" وحزب الكتائب وهو "أم القوات" رغم المعنييْن المُشار إليهما. لكن يبدو أن بعض الدوائر في "الحزب" بدأت درس موضوع التعاطي مع "القوات" وخصوصاً بعدما تمثل في الحكومة وصار الاتصال معه ضرورياً. وقد يُتخذ قرار في هذا الشأن. لكن ترجمته بحوار عميق حول كل الخلافات والقضايا الشائكة لا تزال مستبعدة. ويدل على ذلك ما تعرّض له النائب علي فياض من مساءلة حزبية بعد التقائه بنائب زحلة "القواتي" الأرمني في "مطعم الساحة" على طريق المطار، كما بعد انتشار نقد واسع له في وسائل التواصل الاجتماعي.
والموضوع الثاني هو المقولة التي راجت في البلاد بعد انتخاب "الجنرال" عون رئيساً للجمهورية، وتأليف حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى في العهد الجديد وهي دخول لبنان العصر الشيعي بعد عصرين مسيحي طويل وسنّي غير ثابت عاشهما منذ الاستقلال. فالسيد نصرالله نفى في ظهور إعلامي له أن يكون الشيعة أو الحزب في وارد السيطرة على البلاد، وأن أحداً لا يحاول تشييع السنّة وما إلى ذلك. وما يُقال هنا هو أن العصر الشيعي لا يعني تشييع اللبنانيين وخصوصاً السنّة منهم، بل تحوّل الشيعة و"ثنائيتهم" بمرجعيتها "حزب الله" أصحاب الكلمة الأولى في لبنان ورسمياً منذ الانتخاب الرئاسي. فهم أصروا سنتين ونصف على رئاسة عون وحقَّقوها. وكان لهم الدور الأول في تأليف حكومته الأولى. و"الحزب" لا ينكر ذلك. لكنه يقول أن هدفه ليس سيطرة فريقه واستئثاره بل بناء دولة.
والموضوع الثالث هو خروج "جيش" "حزب الله" من سوريا الذي لا يزال تطالب به جهات لبنانية على الأقل في العلن. فهو يقول، استناداً الى المصادر السياسية المطلعة نفسها والى مواقفه في العلن، أنه تدخل عسكرياً في سوريا لمحاربة التكفيريين وإرهابهم وبطلب من رأس النظام السوري بشار الأسد. ويقول أيضاً أن سوريا المقاومة والممانعة هي التي تهمه وليست سوريا المذهبية أي العلوية. و"الجيش" المذكور لن ينسحب منها عائداً الى لبنان إلا بعد انتهاء الحرب ضد التكفيريين وإرهابهم وبعد طلب الأسد أو النظام السوري منه ذلك. إلا أنه سيبقى هناك طالما بقيت الحاجة الى محاربة هؤلاء والمصلحة. أما الكلام اللبناني المطالب بالانسحاب فإن الهدف من بعض قائليه هو إرضاء "القواعد" الشعبية. ذلك أن الهدف الأول في هذه المرحلة هو الاستقرار وضرب الإرهاب وهذا الكلام يُقال في اجتماعات عدة مغلقة.
أما الموضوع الرابع والأخير فهو هل سيحظى اللبنانيون بقانون انتخاب جديد؟ والجواب عند الفريق المطالب به باصرار ومنهم "حزب الله" أنه سيحظون به على الأرجح. وسيتضمن نسبية ما. ومن شأن ذلك فتح نافذة على مستقبل يساهم اللبنانيون كلهم في بنائه. لكن وليد بك جنبلاط الزعيم الدرزي الأبرز لا يريدها لأنها تقلص عدد نوابه وربما دور طائفته. والرئيس الحريري الضعيف شعبياً عما كان عليه عام 2005 وما بعده يناسبه قانون انتخاب لا يعكس حقيقة وضعه هذا، لكنه يبدو حاظياً على رضى "أعداء" الأمس. وقد يظهر ذلك في الحكومة الثانية بعد الانتخابات، وربما في غيرها.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم