الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عون في السعودية الأسبوع المقبل... "لبنان خارج المحاور"؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
عون في السعودية الأسبوع المقبل... "لبنان خارج المحاور"؟
عون في السعودية الأسبوع المقبل... "لبنان خارج المحاور"؟
A+ A-

ينطلق الأسبوع المقبل قطار العلاقات الخارجية للعهد الجديد بخارطة طريق تبدأ من السعودية كمحطة الأولى للرئيس ميشال #عون ولوفد وزاري يمثل التنوّع اللبناني الطائفي والسياسي. ويراهن اللبنانيون على هذه الزيارة لتكون بداية للعلاقات السعودية-اللبنانية بعد توتر ساد خلال العامين الأخيرين تبعاً للفراغ السياسي والانفراد بالمواقف حيال القضايا الاقليمية، ما اعتبرته السعودية خروجاً من الحضن العربي.


ملفات عديدة ستكون على طاولة البلدين، وعلى رأسها اعادة الثقة وتفعيل الهبة السعودية لتسليح القوى الأمنية والجيش اللبناني، ورفع الحظر عن السعوديين استثماراً وسياحة إلى لبنان وعن تحويلات اللبنانيين التي تشكل عموداً فقرياً للاقتصاد اللبناني، وهي ببساطة محاولة لاعادة العلاقات التاريخية بين البلدين.
الوزراء مروان حمادة ونهاد المشنوق وعلي حسن خليل وجبران باسيل وملحم رياشي ورائد خوري ضمن الوفد الذي سيرافق عون، ويمثلون فسيفساء الحكومة الحالية والتنوّع الطائفي والسياسي، فيما كان لافتاً غياب وزير الدفاع يعقوب الصراف عن الوفد، في وقت سيطرح فيه ملف الهبة السعودية.
خطاب القسم كان واضحاً ازاء التزام العهد الجديد اتفاق الطائف وميثاق الجامعة العربية. لكن كيف سيطمئن الرئيس عون السعودية ويعيدها إلى الساحة اللبنانية، وأي التزامات معنوية في السياسة الخارجية سيعتمدها لبنان خلال هذا العهد؟ فخطاب القسم أطلق اشارات ايجابية أثارت ارتياحاً كبيراً، لكن هل سيكون ذلك كافياً بالنسبة إلى السعودية بناء على أن العبرة في التنفيذ وانطلاق عمل المؤسسات اللبنانية؟



فصل بين السياسة والاقتصاد
أن تكون السعودية أولاً، هي رسالة ايجابية لبلد محفور تاريخ مساعداته للبنان سواء في الاعمار أو في بناء أعمدة الاقتصاد كالسياحة والاستثمار. ويقول وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري لـ"النهار": "مرت العلاقة السعودية - اللبنانية في الأعوام الأخيرة بنوع من التوتر، والسعودية بلد أساسي وتاريخي بالنسبة الى لبنان. لذا فإن حرص الرئيس عون على ان تكون المملكة باكورة زياراته الخارجية له دلالات عديدة:
أولاً: لبنان بالنسبة إلى الرئيس هو بلد صديق للسعودية مثلما هو صديق لدول خليجية ومجاورة.
ثانياً: للزيارة أهمية في تشجيع السعوديين على العودة إلى لبنان من أجل السياحة والاستثمار.
ثالثاً: هناك أهمية كبيرة بالنسبة إلى وضع اللبنانيين في السعودية وتحويلاتهم إلى لبنان لأنها تشكل عموداً فقرياً للاقتصاد". ويؤكد أن "هذه الزيارة الأولى لكنها لن تكون الاخيرة وستتبعها زيارات لتنشيط الاتفاقات بين البلدين".
وبات واضحاً أن العهد الجديد، حكومة ورئاسة، يحرص على أن تكون الجمهورية بعيدة من الصراعات والانقسامات الاقليمية. وفي شأن انتقاد البعض لزيارة عون إلى السعودية أولاً، يقول خوري: "السعودية هي من أول الدول التي قدمت دعوة الى الرئيس عون ومن الطبيعي أن يلبّيها أولاً، وهذا لا يعني ان الدول الاخرى مثل الدول الخليجية او ايران ليست على لائحة الزيارات". ويوضح ان "لبنان يتعامل في الشأن الاقتصادي بطريقة منفصلة عن السياسة والانقسامات حول القضايا الاقليمية".



عون رئيس اللبنانيين
لم يعد عون بالنسبة إلى السعوديين طرفاً معادياً، وغيوم الحساسية تبددت في الفترة الأخيرة خصوصاً بعد التسوية التي أدت إلى انهاء الشغور الرئاسي. ويؤكد المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاني لـ"النهار" أن "الرئيس عون يحطّ في الرياض وهو يمثل كل لبنان بجميع طوائفه ومذاهبه واحزابه، ليعلن بدء مرحلة جديدة من العمل السعودي-اللبناني المشترك الهادف الى عودة لبنان الى محيطه العربي وحمايته من يد الطائفية التي قد تختطفه والحزب الواحد الى خارج السرب العربي".


ويضيف: "سيقدم عون الشكر للقيادة السعودية التي ساهمت في ايجاد ظروف محلية وإقليمية ساعدت على إنهاء الشغور الرئاسي. ومن الطبيعي أن يبحث الملفات السياسية والامنية والاقتصادية، وسيسمع من القيادة السعودية تأكيدها انها ستبقى إلى جانب لبنان العروبة وانها ستعمل على حفظ استقراره ومساعدته على النهوض من المشكلات التي يمر فيها، وان يكون لبنان حراً مستقلاً في قراره وليس محطة لتصدير الارهاب والسلاح".



لبنان خارج المحاور
ويرى عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب فريد الياس الخازن أن الانفتاح الحاصل هو في اتجاهين، "سواء من المملكة او الرئيس عون، وهذا طبيعي ويجب أن يحصل وأن تعود العلاقات اللبنانية-السعودية إلى سابق عهدها، وهذا هو الهم الأول. أما الموضوع الثاني فيرتبط بالهبة السعودية للجيش، وثمة حاجة الى تفعيلها لأن القوى الأمنية تقوم بمهمات كبيرة وناجحة في الأمن الاستباقي ويحتاج الى دعم والجانب الفرنسي جاهز للعودة. وثمة فرصة اليوم مع العهد الجديد كي نطوي أي صفحة فيها بعض الاشكالات والانطلاق نحو مرحلة جديدة"، معتبراً أن انتقاد الزيارة الى #السعودية "أمرٌ مبالغ فيه، فلبنان اليوم ليس ضمن أي محور وانتخاب عون يؤكد هذا الأمر. لبنان منفتح على الجميع بدليل ان الحكومة تضم كل المحاور، والرئيس يقوم بدور هو عبارة عن جسر لكل المحاور لمصلحة لبنان وليس لمصلحة محور ضد آخر، ففي السابق كان لبنان ساحة حرب وحيدة للنزاعات، ولم يعد كذلك بل هناك ساحات اخرى ولا بد من توظيف هذا الوضع لمصلحة كل الوطن".


 


[email protected]
twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم