سفاح اسطنبول يُفجع لبنان بثلاثة شهداء

لم يخطر للبنانيين حتما ان يستفيقوا صبيحة اليوم الاول من السنة 2017 على خبر مشؤوم كذلك الذي راحت كرة الثلج تتدحرج تباعا حول وقائعه الدامية لتفضي الى خلاصة مفجعة مفادها ان ثلاثة لبنانيين استشهدوا في الهجوم البربري الارهابي الذي ضرب ملهى " لا رينا " في اسطنبول فجر البارحة كما أصيب اربعة لبنانيين آخرين إصابات متفاوتة في الخطورة ويعالجون في مستشفيات اسطنبول . حدث مفجع انقض على رؤوس اللبنانيين في رأس السنة الجديدة كما على بلدان ورعايا أخرى عدة راسما ملامح الهجمة الارهابية المخيفة التي نفذها سفاح مجرم او ربما اكثر من واحد في ليل اسطنبول الدامي . المجزرة المرعبة لا تزال غير مكتملة التفاصيل بعد في ظل الارباك الهائل الذي أعقب الهجوم الذي شنه سفاح رأس السنة في احد اكبر الملاهي الليلية في اسطنبول . وتشير المعلومات شبه المثبتة حتى الان ، الى ان الحصيلة الدامية للهجوم بلغت نحو 39 قتيلا بينهم نحو 24 اجنبيا و69 جريحا . كما ان الروايات المتداولة على السنة شهود نجوا من المجزرة تؤكد ان السفّاح الذي ارتكب المجزرة بدم بارد تمكن من الدخول والخروج مرات عدة من الملهى لإكمال مجزرته بالإجهاز على اكبر عدد ممكن من الضحايا ، وانه مجزرته لم تكن فقط نتيجة اطلاق نيران رشاشه على مئات المحتفلين بولادة السنة الجديدة بل عمد الى ذبح بعض الضحايا ايضا . الامر الذي يترك إيحاء واضحا بارتباط المجزرة بتنظيم داعش الذي كان عمم على انصاره واتباعه قبل ايام بشن هجمات على المراجع الليلية في أوروبا في ليلة راس السنة .
في اي حال ادخلت الصدمة الهائلة التي اثارها استشهاد كل من الشاب الياس الورديني والشاب العريس هيكل مسلم والشابة ريتا الشامي وجرح كل من فرنسوا الأسمر ونضال البشراوي وبشرى الدويهي ابنة النائب اسطفان الدويهي وفيليس بارالاردو لبنان في اول ايام السنة الجديدة في تحد لم تكن تداعياته بعيدة عنه حتما وهو المنخرط بكل قوة في مواجهة شرسة مع الارهاب في الداخل وعلى الحدود الشرقية مع سوريا ولكن سقوط شهدائه المدنيين قتلى وجرحى في اسطنبول سيضعه ايضا امام التنبه الى اتساع التحديات الارهابية وما يمكن ان يرتبه ذلك من مزيد من تطوير وسائل المواجهة . وأدت هذه الفاجعة الى استنفار واسع للدولة والوزارات المعنية اذ بدأ الاستنفار بقرار لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري بإيفاد بعثة للهيئة العليا للإغاثة ووزارة الخارجية وفريق طبي الى اسطنبول للعمل على نقل الضحايا والجرحى اللبنانيين الى لبنان . كما ان وزارة الخارجية تولت المتابعة طوال اليوم مع قنصل لبنان في اسطنبول ، واوعزت وزارة الصحة بدورها بمعالجة سائر المصابين على نفقة الوزارة ، كما تولت وزارة الأشغال تأمين التنسيق مع شركة طيران الشرق الاوسط لنقل أهالي المصابين والوفد الرسمي الى اسطنبول . وينتظر ان تبدأ عمليات نقل الجرحى وجثامين الشهداء في الساعات المقبلة باستثناء الجرحى الذين يحتاجون الى مزيد من العناية المكثفة في المستشفيات التي يعالجون فيها في اسطنبول . ( راجع تحقيقات وتقارير أخرى مفصلة عن الفجيعة في أمكنة اخرى من الموقع )