رئيس الاتحاد اللبناني لكرة المضرب لـ"النهار": نعيد البناء من الصفر... ما هي الاولويات؟

يعول كثيرون على نتائج ايجابية من التغيير الواسع الذي طال اللجنة الادارية للاتحاد اللبناني لكرة المضرب (التنس) التي انتخبت منذ شهرين بالتزكية برئاسة رجل الاعمال اوليفر فيصل، والتي قد يشكل انتخابها نقطة تحول في مسيرة اللعبة التي تعاني منذ سنوات من مشاكل تنظيمية وادارية ومالية ارخت بظلالها على نتائج اللاعبين المحلية والخارجية.

وفيصل الذي يعرف اللعبة عن كثب من خلال مواكبته لابنته يارا بطلة لبنان لاربع سنوات وتعيش في قبرص، يحمل برنامجا متطورا يهدف لاعادة تنظيمها اداريا من خلال برامج الكترونية حديثة معتمدة عالميا تواكبها لجان متخصصة، وفنيا من خلال برامج تدريب ومدربين كفؤين ومتحمسين لتحقيق نتائج جيدة، وحكام دوليين يخضعون لدورات تاهيل دورية.

"النهار" التقت رئيس الاتحاد فيصل في مكتبه في بدارو وسالته عن واقع ومستقبل اللعبة والمشاريع التي يحملها.

* لماذا اوليفر فيصل رئيسا لاتحاد التنس؟

- بكل بساطة لاني رياضي من عائلة رياضية، احب الرياضة على انواعها وكرة المضرب في شكل خاص. ولا انكر ان ابنتي يارا بطلة لبنان لاربع سنوات متتالية شجعتني بطريقة مباشرة وغير مباشرة على الترشح لرئاسة الاتحاد لانني قادر على خدمة اللعبة من جهة ولان هناك لاعبات كثر مثلها وربما افضل منها بحاحة لرعاية واهتمام.

* كيف يمكن وصف الوضع الاداري والمالي للاتحاد الذي تسلمته من سلفك الرئيس السابق سمير صليبا؟

- مشكور الرئيس السابق للاتحاد الصديق سمير صليبا على الجهد الكبير الذي بذله وزملاؤه خلال ولايته على راس الاتحاد. حاليا الوضع الاداري داخل الاتحاد افضل من السابق رغم اننا لا زلنا نبحث عن داتا المعلومات، ونسعى الى ترتيب بعض الملفات القليلة الموجودة واستعادة الارشيف والنتائج الرسمية للدورات الاتحادية التي لم نجدها في الاتحاد.

* ما الذي ورثته من الاتحادات السابقة وتعتبره ثقلا كبيرا؟

- لا اقصد الاساءة لاحد، ولكن للاسف ما تسلمناه لم يكن سوى اتحادا صوريا، اتحادا فارغا وغير منظم، لا توجد فيه ملفات ادارية ولا مالية، اتحاد خال من الارشيف ومن داتا المعلومات المتعلقة باللاعبين والحكام والنوادي. في الحقيقة لقد تسلمنا اتحادا لا يوجد فيه اي شئ ملموس.

* بعد مرور شهرين على تسلمك رئاسة الاتحاد ما هي الصعوبات التي تواجهك؟

- المشكلة الاساسية تكمن في النقص في الكوادر الادارية والفنية، وفي جمع المعلومات عن اللاعبين والمدربين والحكام. للاسف لا يوجد لدينا لوائح رسمية باللاعبين والمدربين والحكام وقد تبين ان في لعبة التنس في لبنان يوجد حكم دولي واحد.

* كيف ستتعاملون مع مشكلة الملاعب، خصوصا ان الاتحاد ليس لديه ملاعب بتصرفه؟

- المشكلة في طريقها الى الحل قريبا. لقد عقدنا اجتماعات مع ادارتي ناديي "كاب سور فيل" و"اللويزة" للتعاون، وسيصبح للاتحاد ملاعب بتصرفه وبتصرف المنتخبات الوطنية من مختلف الاعمار.

* كم تبلغ الموازنة السنوية للاتحاد، وهل تحصلون على مساعدة سنوية من وزارة الشباب والرياضة؟
- موازنة السنة الماضية ناهزت 100 الف دولار، عبر مساعدة من وزارة الشباب والرياضة بقيمة 50 الف دولار وعقود رعاية بالقيمة نفسها. سنسعى الى رفعها هذه السنة الى اكثر من 200 الف دولار.

* في حال احتاج الاتحاد الى اي مبلغ اضافي هل ستساعده؟

- طبعا، لقد قدمت مبلغ 50 الف دولار الى الاتحاد وقد دون القرار في محضر الجلسة كهبة وليس كدين او سلفة. ونحن مع الزملاء نعمل على وضع اللمسات الاخيرة على الدراسة الكاملة التي تعمل اللجنة الادارية للاتحاد على اعدادها والتي تتضمن الرؤيا المستقبلية والمشاريع والاهداف لاطلاع الجهات الرسمية ومجلس الامناء الذي نحن في صدد تشكيله.

* كيف تصف العلاقة مع النوادي؟ وكيف السبيل لتطويرها؟

- جيدة، ولن نالوا جهدا لتطويرها وتحسينها انطلاقا من حرصنا على اللعبة. لن يكون هناك صيف او شتاء تحت سقف واحد. القانون سيحكم العلاقة المهنية بين الاتحاد والنوادي كما سنسهر على مصالحها والحصول على حقوقها حتى تتمكن من القيام بواجبها.

* طرحت في مشروعك دعم اللاعبين الناشئين وتطوير ادائهم والوقوف الى جانبهم

- طبعا ومتمسك به. صحيح ان الاهتمام باللاعبين دون 14 سنة و16 سنة تاخر ولم يعد يعطي النتائج المرجوة منه. لكننا سنعمل على اللاعبين دون 10 سنوات الذين لديهم طاقات وامكانات يمكن تطويرها من خلال خطة متكاملة. في اوروبا اللاعب دون 10 سنوات يتمرن اربع ساعات يوميا.

* كيف يستعد منتخب لبنان للناشئين للمشاركة في الاستحقاقات التي تنتظره في الشهرين المقبلين؟

- من ضمن اللجان التي تشكلت هناك لجنة مختصة مهمتها الاشراف على تحضير المنتخبات لخوض مسابقات العام 2017. لن نتسرع بقراراتنا نريدها ان تكون صائبة. سنتعاون مع الجميع وسندعم المدرب الكفوء والمتحمس لتحقيق نتائج. واختيار اللاعبين لتمثيل لبنان في الخارج سيخضع لمعايير عدة.

* كيف تقوم زيارتي المدرب والخبير الدولي بالتنس نصري الاشقر المقيم في فرنسا؟

- ممتازة الى حد كبير. المدرب الاشقر خبير دولي ولديه سجل حافل ونحن في الاتحاد نعول كثيرا على التعامل والتعاون معه لتطوير وتحسين العديد من الامور. لقد كون فكرة شاملة عن اللعبة محليا من خلال الجولات التي قام بها على النوادي. عمله سينصب على المنتخبات الوطنية وعلى المدربين الوطنيين وكيفية حثهم وتحفيزهم على المنافسة والمشاركة في المسابقات.

* كيف يتم اختيار اعضاء اللجان، ومراقبة وتقويم عملها؟

- لد تم الاتفاق داخل اللجنة الادارية للاتحاد على ان تكون كافة اللجان برئاسة اعضاء من الاتحاد وعضوية اشخاص كفؤين لديهم الرغبة والحماس في العمل بالتنسيق مع الاتحاد. لقد تعاقدنا مع لويس باز الذي سيشغل منصب مدير اللجنة الفنية التي تضم عارف مارديني، ريشار الحاج، نيكولا ساسين وطانيوس كنعان. كما شكلنا لجنة المناطق برئاسة نبيل قبيطر هدفها زيارة مناطق الشمال والجنوب والبقاع لاكتشاف اللاعبين والاستماع الى مطالبهم وهواجسهم وحثهم على الانخراط اكثر في اللعبة.

* التغيير في اللجنة الادارية للاتحاد لم يقتصر على منصب الرئاسة بل طال الامانة العامة. كيف تصف علاقتك مع الامين العام الجديد الان صايغ؟

- العلاقة اكثر من ممتازة، والان من العناصر الكفية ولديه خبرة جيدة وملم في اللعبة فنيا واداريا. ونحن نعول على العمل الجماعي لانجاح مشروعنا ببناء اسس متينة وصلبة للعبة.

* كيف سيتم تصنيف المشاركة في البطولات والمسابقات الدولية؟ ووفق اي اولوية؟

- كلفة اقامة الدورات الدولية في بيروت التي يرعاها الاتحاد الدولي تناهز 110 الاف دولار. القرار النهائي بشان عدد الدورات التي يمكن استضافتها مرتبط بحجم الموازنة السنوية. لن نتخلف عن الدورات الالزامية الخاصة بالرجال والسيدات، كما سنسعى للمشاركة في دورات التصنيف الخارجية واستقدام لاعبين مصنفين دوليا يحتلون مراتب متقدمة لتحفيز لاعبينا وتشجيعهم.

* هل لا يزال مشروع تعيين مدرب للمنتخبات الوطنية على مدار السنة قائم؟ وما هي المهام التي ستوكل اليه؟

- حسمنا خيارنا ايجابيا وتجربتنا الاولى ستكون مع المدرب الدولي بطرس الاشقر الذي سيتولى مهام الاشراف على وضع وتنفيذ برامج تدريب لاعبي المنتخبات الوطنية وتدعيم عمل المدربين الوطنيين من خلال تنظيم دورات تدريب وصقل لقدراتهم الفنية.

* اين اصبح المقر الجديد للاتحاد؟

- لقد استاجرنا مقر في بناية ريمكو بمنطقة ضبيه بكلفة سنوية تناهز 20 الف دولار، وقد تم تجهيزه باحدث الوسائل والمعدات المتطورة ليتمكن من مواكبة عمل الاتحاد الذي نريده عصريا ويلبي طموحاتنا واهدافنا.

* هل من خطة لاستضافة بطولة قارية او دولية؟

- ساحمل ملف التنس اللبناني الى الاجتماع الخاص المقرر مع رئيس الاتحاد الدولي للعبة دافيد هاغرتي في الاسبوع الاول من شهر شباط المقبل. وسابذل قصارى جهدي لحث الاتحاد الدولي على دعم الاتحاد اللبناني في العديد من المجالات واقامة اكبر عدد من الدورات على الاراضي اللبنانية.

* مطمئن الى مستقبل كرة المضرب؟

- لا خوف طالما هناك اشخاص يحبون التنس. لا شك ان اللعبة بحاجة الى جهد اداري مضاعف. شخصيا مرتاح لفريق العمل ولدي ثقة بما سنقوم به وزملائي في اللجنة الادارية من خلال خطة متوسطة الامد هدفها ايصال لاعبين الى المستوى العالمي.

* متفائل بالجيل الصاعد من اللاعبين؟

- الى حد كبير جدا ومؤمن بهم وبمستقبلهم استنادا لتقرير الخبير القبرصي المدرب الدولي بوليس لوانيدس الذي نوه بقدرات اللاعبين الصغار من الجيل الصاعد خلال زيارته للبنان في كانون الاول الماضي.

* ما هي المدة الزمنية التي ستعطيها لنفسك لتحديد الفشل من النجاح؟

- اعتقد ان مدة 12 شهرا مهلة كافية لتقويم المرحلة الاولى من العمل بين النجاح والفشل. انا اؤمن بالادارة وبالعمل الجماعي.
لقد سددنا الدفعة الاولى من قيمة البرنامج الالكتروني الدولي لادارة لعبة التنس بطريقة احترافية مشابهة للدول المتقدمة عبر شركة "Visuel Réality" الهولندية المتطورة. وسنواصل العمل على تطوير وتحسين كافة القطاعات في الاتحاد بالتعاون مع اشخاص متخصصين ولديهم الرغبة بالعمل.

حـاوره نـمـر جـبـر
[email protected]