الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

شاشة - زينب تبحث عن أمها، أيّ "صدمة" سنشهدها الليلة؟

فاطمة عبدالله
شاشة - زينب تبحث عن أمها، أيّ "صدمة" سنشهدها الليلة؟
شاشة - زينب تبحث عن أمها، أيّ "صدمة" سنشهدها الليلة؟
A+ A-

فيما الضحالة تنتشر من حولنا، يقدّم "أحمر بالخط العريض" درساً تلفزيونياً في الإنسانية وعمق المعالجة خارج شهوة الاستغلال والتجارة بمعاناة الآخر. الليلة، تستكمَل القصة. نتابع حقّ زينب بلوط في الحقيقة مهما قست، واكتشاف هوية أمّها كائناً مَن كانت.


القصة بدأت قبل سنة، حين استضاف مالك مكتبي زينب. ربّتها زوجة أبيها ظناً منها أنّها أمها، ثم نقلها والدها إلى دار أيتام.
والدة زينب عاملة من سري لانكا، لم تعرف عنها شيئاً، إلى أن وقعت بين يديها مستندات قلبت حياتها.
"أحمر بالخط العريض" ("أل بي سي آي") يبحث عن إبرة في كومة قَش. عن أم رُحِّلت حين أنجبت طفلتها واختفت آثارها. البحث طويل، شاق متعبٌ، ممزوج بكل الاحتمالات: الأمل مقابل الإخفاق. والنجاح مقابل الخيبة.
نستعيد قصة شابة في الـ24، لم تملك سوى مستندات قديمة تحارب بها، سلّمتها لمكتبي ليجعلها بوصلة تُهديه إلى طريق ما، إلى خيط ونافذة مشرقة. بدت مهمة البرنامج مستحيلة، إمكان الضياع فيها يفوق إمكان الوصول إلى الهدف، ولا استسلام.
كثّف مكتبي (وفريق العمل) الجهد، وقال لزينب بأنّ قصتها لو بلغت خواتم سعيدة سينتصران معاً. نصرٌ لها على المستوى الشخصي، وله على مستوى الإنسان والمهنة. ضحكَ فضحكت.
لمست فيه منقذاً من ضلالها وأسئلتها وعذابات الانتظار الطويل، منقذاً من الكذبة الكبرى.
زينب مجدداً في الاستوديو، لم تستطع حبس الدمع. صفحة تلو الأخرى انكشفت أمامها: ميزات الأم الضائعة، بعض طباعها، عمرها حين أنجبتها. شريط حياة يمرّ أمام عينين حزينتين وشخصية تملك من الجرأة الكثير حتى تواجه الكاميرا وذاتها والتفاصيل بأثمانها الباهظة. بلحظة، تحوّلت الحقائق وهماً. العاملة السري لانكية قد لا تكون الأم المقصودة.
أسماء جديدة ومحاولة أخرى، ثم عُلِّق كلّ شيء، كما تُعلّق طائرةٌ بين سماء وأرض. طائرة ستقلّ مكتبي وزينب الليلة إلى وطن آخر، و"صدمة" قد تكون مزلزلة.


[email protected]
Twitter:@abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم