الأسواق المالية تودّع 2016 بحذر كبير... والأنظار إلى 2017

شهدت الساعات الاولى لأخر جلسة تداولات لسنة 2016 بعد التذبذبات في إنتظار ما ستحمله السنة الجديدة من تدورات في العديد من الملفات وعلى رأسها تنفيذ إتفاق دول اوبيك والدول المنتجة للنفط والخاص بخفض الانتاج، ومصير القطاع المصرفي الايطالي في ظل العاصمة التي تشهدها بعض المصارف الايطالية، بالاضافة الى توجه انظار المستثمرين الى دخول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب البيت الابيض حالما معه خطة إقتصادية " إستثنائية"، مع إنتظار بدء تطبيع الخروج الفعلي لبريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وغيرها من الملفات.

صباح آخر جولة تداولات لسنة 2016 كان إيجابيا على السواق الصينية حيث ارتفعت المؤشرات الصينية في ختام التداولات لأول مرة خلال 4 جلسات مع مكاسب قرب 0.25% ووصل المؤشر الى مستوى 3103 نقاط، مع الإعلان عن مزيد من التشديدات على التحويلات المصرفية، رغم ان مؤشر شنغهاي أنهى تداولات العام على خسائر بنحو 12.4%. وقد ساهم تراجع اليوان الصيني في الفترة الماضية الى إرتفاع حجم التدفقات النقدية الخارجة من البلاد، مع إقبال المستثمرين على شراء الأصول الأجنبية للتحوط ضد هذا التراجع، في الوقت الذي سجلت فيه العملة المحلية أسوأ أداء بين العملات الآسيوية خلال هذه السنة بعد إنخفاضها بنسبة 6.6% مقابل الدولار.

وبالفعل، ألزم البنك المركزي الصيني المؤسسات المصرفية إعلامه بأي تحويلات يقوم بها العملاء إلى خارج البلاد وقيمتها من 200 ألف يوان وما فوق ، بالاضافة الى ضرورة إبلاغ سلطات مكافحة غسيل الأموال بأي عمليات سحب أو إيداع تصل أو تتخطى 50 ألف يوان.

حال المؤشرات اليابانية لم تكن مماثلة في آخر جلسة لسنة 2016، فقد تراجع مؤشر نيكي إلى أدنى مستوساته منذ ثلاثة أسابيع نتيجة عمليات جني أرباح شهدتها الاسهم بعد المكاسب التي حققتها في الجلسات الماضية. وانخفض مؤشر نيكي اليوم 0.2% ليغلق عند 19114.37 نقطة مسجلا أدنى مستوى إغلاق له منذ 9 كانون الأول، في الوقت الذي إستطاع فيه المؤشر إنهاء السنة مع مكاسب تُسجل للعام الخامس على التوالي وهي أطول موجة مكاسب تُسجل منذ أواخر الثمانينات، وقد وصلت في 2016 الى 0.4%. ومن أبرز اخبار السوق اليابانية اليوم، إرتفاع سهم شركة تاكاتا بأكثر من 20% إلى 857 ينا بعد أنباء عن أن الشركة تتجه للخروج بتسوية بشأن اتهامات جنائية مع وزارة العدل الأميركية بشأن الادعاءات الجنائية المتعلقة بقضية الوسائد الهوائية المعيبة قبل مغادرة حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطة الشهر المقبل. في الوقت الذي إرتفع في سهم توشيبا بأكثر من 10% ووصل سعر السهم الى 283.1 ين نتيجة عمليات تغطية مراكز بعد الخسائر الكبير التي سجلها السهم في اخر 3 جلسات ووصلت الى نحو 40%، فيما حمل الشركة خسائر تقدر بـ 6.5 مليارات دولار من قيمتها السوقية نتيجة إعلان الشركة انها نيتها كانت حسنة فيما يتعلق بصفقة الاستحواذ التي أجرتها على وحدة نووية في الولايات المتحدة، والتي أيضاً قيل إنها قد تضطر الشركة لشطب مليارات الدولارات بسبب نزاع على قيمتها.

الى اوروبا حيث الانخفاض كانت سيد الموقف في التداولات الصباحية نتيجة المخاوف المتعلق بالقطاع المصرفي الايطالي وفي ظل أحجام تداولات ضعيفة قبيل عطلة عيد رأس السنة. وفيما يتعلق بالوصع المصرفي الايطالي، أشار البنك المركزي الإيطالي إن الحكومة الايطالية ستقدم حزمة إنقاذ لمصرف "مونتي دي باتشي"، الاقدم في العالم، بقيمة 6.6 مليارات اورو، بعد إنتقادات شديدة وجهها وزير المال الإيطالي للمركزي الأوروبي بشأن مطلباته المصرف المتعثر جمع 8.8 مليارات اورو لدعم رأس ماله. وتراجع مؤشر "فوتسي" البريطاني بنسبة 0.15% إلى 7109 نقاط، وانخفض مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.1% إلى 11442 نقطة، فيما هبط مؤشر "كاك" الفرنسي بنسبة 0.15 إلى 4833 نقطة.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب الى 1160.7 دولارا للاونصة تقريبا، فيما ارتفعت عقود الفضة إلى 16.25 دولارا للاونصة. وحقق المعدن مكاسب بنسبة 2.8% خلال جلساته الأخيرة ليتخلص من أدنى مستوياته في 11 شهراً.

اسعار النفط عاد للإرتفاع صباحاً، بعد التراجعات التي سجلتها في جلسىة الامس نتية إرتفاع مخزونات النفط الاميركية لتتجه لتحقيق أول مكاسب سنوية في ثلاثة أعوام، مدعومة بتراجع الدولار. وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بـ 0.4% إلى 57.08 دولارا للبرميل، فيما ارتفع خام "نايمكس" الأمريكي إلى 53.94 دولارا للبرميل. وبحسب إدارة معلومات الطاقة الاميركية، فقد ارتفاعت مخزونات النفط في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بمقدار 614 ألف برميل، مقارنة بتوقعات أشارت إلى انخفاض قدره 1.5 مليون برميل، فيما هبطت مخزونات البنزين بمقدار 1.6 مليون برميل. وارتفعت أسعار النفط خلال العام 2016 بنحو 45% مستفيدة من اتفاق أعضاء #أوبيك" مع مجموعة من المنتجين الاخيرين على تطبيق خطة لخفض الانتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً للحد من تخمة المعروض العالمي وتحقيق التوازن في الأسواق.

الى جولة العملات حيث إرتفع الاورو صباحاً إلى أعلى مستوياته في أسبوعين تقريبا مقابل الدولار، وارتفع الاورو بنسبة 0.4% إلى 1.0531 دولار. بدورها، تراجعت العملة الأميركية أمام الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.2275 دولار، فيما ارتفعت مقابل العملة اليابانية بنسبة 0.2% إلى 116.79 يناً. وبشكل عام، كانت وما زالت العملة الاميركية تتلق الدعم من التوقعات الواسعة برفع إدارة ترامب لحجم الإنفاق في الولايات المتحدة، بالاضافة الى توقعات مستنمرة برفع إضافي لأسعار الفائدة الاميركية في العام 2017. بدوره، انخفض الين الياباني أمام الدولار صباحا بنسبة 0.1% إلى 116.67 يناً وبلغت مكاسب العملة اليابانية هذا السنة نحو 3.2%.