الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

إسرائيل تنتظر إدارة ترامب

رندة حيدر
A+ A-

من يتابع التوقعات الإسرائيلية من إدارة دونالد ترامب الجديدة تتكون لديه صورة واضحة عن حجم خيبة الأمل الإسرائيلية من إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما الذي سيسجل التاريخ أنه الرئيس الأميركي الذي سمح بتحول إيران إلى قوة إقليمية عظمى، وأنه ساهم في تعزيز قوة المحور الشيعي المعادي له على حساب الدولة السنية المعتدلة التي تعتبر نفسها من الحلفاء التقليديين لأميركا، وعلى حساب إسرئيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة.


واذا كانت خيبة الأمل من أوباما كبيرة ، فإن التوقعات من إدارة ترامب تبدو مبالغاً فيها وغير واقعية. وعلى رغم عدم وضوح السياسة الخارجية للإدارة المقبلة، يتوقع الخبراء الإسرائيليون أن تقوم هذه الإدارة بتغيير جذري في سياستها في المنطقة تستعيد من خلالها مكانتها السابقة وقدرتها على الردع وتعود إلى ملء الفراغ الذي سارعت روسيا وإيران إلى ملئه جراء السياسة الضعيفة والمترددة التي انتهجها أوباما في المنطقة خوفاً من تورط عسكري أميركي جديد في حروب طاحنة.
وعلى سبيل المثال توقع وزير الدفاع السابق موشيه يعلون أن تنتهج إدارة ترامب سياسة أكثر حزماً مع الإيرانيين الذين تعامل معهم أوباما بصفتهم جزءاً من الحل وليس من المشكلة. ففي رأيه أن النظام الإيراني هو العامل الأساسي لزعزعة الاستقرار في عدد من دول المنطقة مثل العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن. وهو لا يذهب الى حد مطالبة الإدارة الجديدة بالتخلي عن اتفاقها النووي مع إيران، لكنه يحذر من أن إيران لا تنوي في أي حال من الأحوال التنازل عن الخيار العسكري النووي وهي ستسعى بشتى الوسائل إلى تحقيقه بعد انتهاء مدة الاتفاق أي بعد عقد من الزمن. وتوقع سياسة أميركية أكثر وضوحاً في سوريا، بالتنسيق مع روسيا أو من دونه، وينصح إدارة ترامب بالاعتراف بأن سوريا لن تعود دولة موحدة بعد اليوم وأنها ستبقى مقسمة كانتونات طائفية.
لكن ما لا يتحدث عنه الإسرائيليون كثيراً أن الإدارة الجديدة لدونالد ترامب ستكون من أكثر الإدارات الأميركية ولاء لإسرائيل ودعماً لها، وأكبر دليل على ذلك تعيين ديفيد فريدمان سفيراً جديداً في إسرائيل وهو المعروف بدعمه الكبير للمستوطنين اليهود وبتأييده لنقل مقر السفارة الأميركية إلى القدس.
من شبه المؤكد أن عهد إدارة ترامب سيكون بمثابة العصر الذهبي لليمين الإسرائيلي الجديد، حيث من المتوقع أن يستمر الاحتلال الإسرائيلي لمدن الضفة، ويتواصل نهب الأراضي الفلسطينية، وتزداد عربدة المستوطنين. مما يعني أربع سنوات من انعدام الأمل والأفق السياسي المسدود.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم