الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جزين خط تماس بين الثنائيتين المسيحية والشيعية معركة قاسية وحسابات دقيقة وإلّا...

بيار عطاالله
جزين خط تماس بين الثنائيتين المسيحية والشيعية معركة قاسية وحسابات دقيقة وإلّا...
جزين خط تماس بين الثنائيتين المسيحية والشيعية معركة قاسية وحسابات دقيقة وإلّا...
A+ A-

الانتخابات في دائرة جزين ليست نزهة، وما يصحّ في جبل لبنان والاشرفية وحتى في الشوف وعالية انتخابياً لا يمكن ان ينطبق على جزين. فهناك تتداخل العوامل الحزبية مع العصبيات المحلية والعائلية والمذهبية والطائفية حتى، وتسقط كل المعايير التي يجري تداولها على مستوى الدوائر ذات الغالبية المسيحية.


لكن الاهم في جزين أنها اول خط تماس سياسي بين الثنائيتين الشيعية القديمة العهد والراسخة بالممارسة السياسية والاجتماعية منذ ان خمدت نار الصراعات الاهلية بين حركة "أمل" و"حزب الله" قبل اعوام بعيدة. في حين ان الثنائية المارونية المستحدثة بعد اتفاق معراب، لا تملك من العمر والتجارب الكثير من الوقت رغم النجاحات المؤكدة التي حققتها في عمرها القصير، وابرزها إنتخاب العماد ميشال عون، الجزيني الاصل، رئيساً للجمهورية. وبهذا المعنى تشكل الانتخابات النيابية في منطقة جزين مفصلاً اساسياً في تظهير مقولة الرئيس القوي وتأكيد حضور العماد عون ، إن لجهة ضمان فوز اللائحة المؤيدة له او التصدي للمرشحين المحتملين المدعومين من الرئيس نبيه بري والذين حصدوا نتائج لا بأس بها في الانتخابات البلدية والاختيارية الاخيرة، اذ حصد المرشح ابرهيم سمير عازار نحو 4500 صوت والمرشح صلاح جبران حوالى 3000 صوت، واي تفاهم على الارجح بين الجانبين سيؤدي الى تشكيل قوة لا يستهان بها، مع الاخذ في الحسبان اصوات الناخبين الشيعة الـ 6000 في اقليم التفاح التابع ادارياً لقضاء جزين وسياسياً للثنائي الشيعي، وله حضوره وثقله في حال المواجهة الصعبة.
جمر الانتخابات النيابية يتوهّج تحت الرماد في جزين، واعداد المرشحين المفترضين تكاد تسجل ارقاماً قياسية في منطقة مثقفة لا تفتقر الى الوجوه والشخصيات الفاعلة، اضافة الى ان السياسة تتداخل في كل شيء تقريباً. والسؤال الاكبر هو ما سيكون عليه موقف الثنائية المسيحية في "التيار الوطني" و"القوات"، علماً ان نتائج الانتخابات البلدية لم تكن على قدر التوقعات، والتنافس الذي يبلغ أشده هذه الايام على تنظيم حفلات توزيع الهدايا والعطاءات للمواطنين قد لا يصلح نموذجاً يمكن التعويل عليه في تركيب اللوائح الانتخابية، مع التكرار بأن ما يصح في جبل لبنان قد لا يصح في الجنوب. واستطراداً يبدو مرشحا "التيار الوطني" النائبان زياد أسود وأمل ابو زيد في شبه جهوزية استناداً الى نتائج الانتخابات الداخلية في "التيار" والتي أعطت 204 نقاط لأسود و 124 نقطة لأبو زيد، لكن المشكلة ليست في المقاعد المارونية بل في المقعد الكاثوليكي الذي يعتبر مرشح "القوات" عجاج حداد من روم انه الاولى به على قاعدة التفاهم بين المكوّنين المسيحيين، في حين ان ثمة من يرى في المرشح "القواتي" سواء اكان كاثوليكياً ام مارونياً مشروع مشكلة مع الناخب الشيعي وتحديداً مع مؤيدي حركة "أمل" الذين اعطوا النائب أمل ابو زيد في الانتخابات الاخيرة لاعتبارات كثيرة، لكن اصواتهم ليست مضمونة للمرشح "القواتي". وهذه النقطة بالذات توفر فرصة كبيرة او هدية الى اللائحة المنافسة التي قد تحظى ربما بأصوات الناخبين الشيعة كقيمة مضافة الى اصوات مؤيدي عازار وجبران.
في حسابات شركات استطلاعات الرأي ان "القوات" قادرة على حشد 3000 صوت لمرشحها في دائرة جزين، في حين يؤكد ناشطو "القوات" ان الكتلة الناخبة القواتية اكبر من ذلك بكثير. والمعادلة ان الناخبين الشيعة المسيّسين جداً قد لا يقفون صفاً واحداً وراء اللائحة المدعومة من الثنائي الشيعي، لكنّ قسماً كبيراً منهم قد يشعر بالاستفزاز من المرشح "القواتي" وليس من المرشحين الاخرين ومنهم النائب والوزير السابق ادمون رزق الذي حاز على 7000 صوت في انتخابات 2009، ومجموعة من المرشحين الآخرين. مع الملاحظة أن استثارة العصبية الجزينية تلعب دوراً مؤثراً في توجهات ابناء المدينة الانتخابية بدليل نتائج الانتخابات الفرعية والبلدية بحيث لم يتجاوز الفارق بضع مئات من الاصوات، مع تسجيل ملاحظة اساسية في الحاجة الى شدّ العصب التنظيمي لدى "التيار" و"القوات" في مواجهة القدرة المبدئية لدى الرئيس نبيه بري على خوض الانتخابات بقوة في دائرة جزين وانتزاع مقعد ماروني مثلاً بالقوة من الثنائية المسيحية في حال اخطأت في حساباتها.
يشاع في جزين ان معادلة الانتخابات في القضاء صعبة، والمعركة قاسية بكل المعايير والامور لا "تنشغل" في الرابية - معراب فقط، بل تحتاج الى احصنة قوية وخطاب سياسي واضح في منطقة تتنشق السياسة وتعيشها في كل لحظة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم