الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

سجنته "النصرة" ولاحقه "جيش الاسلام"... من هو صانع الطفلتين الانتحاريتين؟

المصدر: النهار
زياد أبو علي - دمشق
سجنته "النصرة" ولاحقه "جيش الاسلام"... من هو صانع الطفلتين الانتحاريتين؟
سجنته "النصرة" ولاحقه "جيش الاسلام"... من هو صانع الطفلتين الانتحاريتين؟
A+ A-

كان يوم الجمعة الماضي سيمر عادياً على سكان دمشق لو لم يخترق دوي انفجار هدوء عطلة نهاية الأسبوع، مر الخبر سريعاً على الإعلام ولكنه حبس أنفاس سكان العاصمة في أول حدث من نوعه منذ أشهر لكن ثمة سبباً آخراً للمفاجأة حين تبين انه تفجير تم عبر طفلة مفخخة.


لم يستوعب كثيرون الأمر خصوصاً انها المرة الأولى التي تشهد #سوريا عملية من هذا النوع رغم كل ما جرى على مدى السنوات الست الماضية، اعتبر كثير من ناشطي المعارضة أن الأمر برمته فبركة من السلطة بهدف إعادة الشحن ضد المجموعات المسلحة بل ذهب آخرون الى اعتبار التفجير برمته (مسرحية) لصرف الأنظار عن حلب، فيما أكدت مصادر خاصة أن طفلة لا تتجاوز 8 سنوات دخلت بالفعل الى مخفر شرطة حي "الميدان" ليتم تفجيرها عن بعد من دون أي معلومات إضافية.


أيام وسرّب ناشط معارض معلومات تشير إلى أن ما جرى لم يكن مفبركاً بل حقيقاً بالكامل والطفلة لم تكن سوى ابنة قيادي في جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، قام بتفخيخها وإرسالها الى المكان ليتم تفجيرها عن بعد. ولم يكن الناشط المقيم خارج سوريا يتحدث من فراغ فسرعان ما انتشر شريط مصور بعنوان "فاطمة قبل أن تغزو دمشق" يهاجم فيه الأب من قاموا بالتسوية والتوجه إلى "الحافلات الخضر" فيما تقول الطفلة أنها متجهة الى تنفيذ عملية (استشهادية) في دمشق وبجانبها فتاة أخرى يناديها بـ "إسلام"، طالباً منها أيضا عدم الخوف وفق ما يظهر في المقطع الذي يتلوه آخر تبدو والدتهما وهي تودع الفتاتين متحدثة عن الجهاد. ليتبين لاحقاً أن "إسلام" قد توجهت لتنفيذ عملية مماثلة في مبنى وزارة الداخلية في حي "كفرسوسة" من دون أن تتمكن من دخوله فعادت أدراجها.


من هو صانع الانتحاريات؟


بحسب شهادة عدد من الناشطين المعارضين أكدوا صحة المقاطع المصورة فإن الرجل يدعى "عبد الرحمن الشداد" ويلقب بـ "أبو نمر" وهو قيادي سابق في النصرة، كان مسؤولاً عن عمليات إعداد المتفجرات وسبق أن خطط لعدد من العمليات مثل خطف وقتل الممثل "محمد رافع" في خريف عام 2012 وتفجير انتحاري في حي "المزرعة" بدمشق في شباط 2013 قضى على إثره العشرات وتبنته النصرة في شريط مصور ثم آخر في حافلة تقل زواراً لبنانيين في دمشق القديمة في شباط 2015 وفق بيانات صدرت عن الجبهة في ذلك الوقت.


ولا يتمتع الرجل القادم من جبال القلمون بعلاقة جيدة مع الفصائل إذ سبق أن انضم لجبهة النصرة وعمل في صفوفها قبل ان تعتقله في سجونها لتطلق سراحه لاحقاً بتهمة التكفير والعلاقة مع تنظيم #داعش كما عمد #جيش_الاسلام للتهمة ذاتها الى ملاحقته قبل أن يقرر قطع العلاقة مع المجموعات الجهادية التي يتردد أن بعضها اعاد خطوط الوصل معه مؤخراً فيما يتنقل غالباً ضمن حي القابون الخاضع لهدنة غير معلنة مع القوات الحكومية. ولعل قطيعته مع النصرة هي ما تفسر غياب شعار مؤسسة "المنارة البيضاء" عن المقطع المصور اضافة الى الراية التي لا تشبه راية "فتح الشام" في خلفية الشريط الذي بدا لافتاً نشره في اليوم التالي للتفجير.


والمثير للجدل بالتزامن مع الحديث عن "أبو نمر" هو صورة تناقلها ناشطون معارضون تتحدث عن وصية الطفلة "فاطمة" وتتحدث عن ضرورة استمرار العمليات (الاستشهادية) فيما تشير لزوجها "أبو دجانة" داعية إياه للحاق بركبها والأخير هو ابن عم الطفلة الذي لا يزيد عمره عن عشر سنوات قام الشداد بتربيته بعد مقتل والديه ضمن المعارك في الغوطة الشرقية قبل أن يزوجه ابنته حرصاً على الاختلاط بحسب مصادر قريبة من الرجل الذي عاد وأرسله لتنفيذ عملية انتحارية في وسط دمشق لم يعرف بعدها أن كان قد قتل أو تم اعتقاله.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم