الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

فيديو مرعب للطفلة الانتحارية ووالدها... كيف يردّ الدين؟

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
فيديو مرعب للطفلة الانتحارية ووالدها... كيف يردّ الدين؟
فيديو مرعب للطفلة الانتحارية ووالدها... كيف يردّ الدين؟
A+ A-

شكل فيديو موزع على مواقع التواصل الاجتماعي عن أب يجمع بقربه طفلتيه مع والدتهما ويجهزهما لتنفيذ عملية انتحارية صدمة، وردود فعل عنيفة مستنكرة.
وأجمع المعلقون ومصادر اعلامية ومنهم المرصد السوري لحقوق الانسان على ان هذا الفيديو يعود بالفعل للطفلة التي نفّذت الهجوم الانتحاري على قسم شرطة الميدان في دمشق.
وتظهر في الفيديو، اضافة الى الوالد الذي يبدو انه يلقن الموجودين الكلام، أم الطفلة الملقبة بـ"أم نمر" ، وهي تحتضن طفلتيها فاطمة (8 سنوات) وإسلام البالغة 7( سنوات)، مؤكدة إن "الجهاد فرض على الجميع، وليس هناك من صغير او كبير عليه".
وفي الفيديو يسأل الوالد الذي يضع خلفه علم "جبهة النصرة"، ابنته عن قيامها بـ"غزو"، وقبل ان تجيب، يلاحقها بأسئلة اخرى، كيف لها ان تفعل هكذا، وماذا تركت للرجال؟ يجيب بنفسه انهم غادروا بالباصات "الخضر" (ملمحاً إلى الذي جرى في حلب وطريقة اجلاء المقاتلين)، وانت لم تسلّمي نفسك للكفار؟ لا بل ستقتلينهم لأننا دين عزّة وليس دين ذلّة، ويعود ويسأل ابنته الثانية عما اذا كانت خائفة، ويشجعها ويؤكد انها "ذاهبة لعند الله".
ويؤكد لاحقاً بصوته ان ابنتيه تقومان بهذا العمل نصرة للدين ولتؤكدا لـ "الروافض، اننا لسنا حطباً في حلب وانما نار تشوي وجهوكم يا اعداء الله".
وفي حين، لم تتبنّ اي جهة معروفة هذه العملية حتى "حركة فتح الشام" التي يضع الوالد الذي ظهر في الفيديو علمها خلفه، بل كثرت التحليلات والتعليقات عن ان هذا الشخص هو كان فعلاً منتسبا الى جبهة النصرة ولكنه طرد منها، كما ان العملية المنفّذة بقسم شرطة الميدان، نفذتها طفلة واحدة، بينما تظهر في الفيديو طفلتان، فأين الطفلة الثانية؟ وماذا حلّ بها؟ اضافة الى الاخراج الركيك لهذا الفيديو بينما يعرف عن تنظيمي "النصرة" و"داعش" اتقانهما الاخراج بطريقة عصرية، وخصوصاً في ما يتعلق بالعمليات الانتحارية.
كما ان هذه المنشورات يستحيل التأكد منها من مصدر موثوق، وخصوصاً انه ظهر خلال الحرب آلاف الاصدارات والفيديوهات، وتبين ان جزءًا منها مفبرك ومركب، كما ان عملية تفخيخ الاطفال واستعمالهم في عمليات انتحارية، لم يحدث كثيراً خلال الاحداث السورية رغم ما شهدته من اجرام وعلى الاقل لم يظهر الى العلن سوى حادثة واحدة، قام بها تنظيم "داعش" عبر طفل انتحاري. فلا يمكن التأكيد انها صحيحة مئة في المئة.
وفي تعليق على الحدث قال الشيخ هشام خليفة ان الذي ظهر في الشريط وبغض النظر عن مصداقيته" ليس فقط مرفوضاً ومستهجنًا، انما يناقض المبادئ الاسلامية".
واشار في حديث إلى "النهار" الى ان "قتل النفس هو من الكبائر والمعاصي في الاسلام" لافتاً الى ان الدين الاسلامي "حرّم قتل مشروع الطفل اي الجنين فكيف بالنسبة الى طفل ولد وعاش وأصبح لديه علاقة عاطفية بأهله؟".
ورأى ان "هذه النماذج تظّهر الاسلام بصورة بشعة جداً تُذكِّر بأيام الجاهلية"، مذكراً بقضايا وأد البنات كيف كان "الاب يغوي طفلته ويكذب عليها ويجرها الى ان يدفنها، وجاء رسول الله وأقام ثورة على هذه الامور".
وأكد ان "الشرائع السماوية جميعها حرّمت القتل الا لاسباب قليلة جداً جداً ومنها العقاب على امور كبيرة" ، لافتاً الى انه "لا فرق اذا كانت امرأة او رجلاً وهي تصب في النهاية بخانة قتل النفس".
ورأى ان ما نشهده في عصرنا الحاضر من قتل وترويع آمنين هو "اكبر شذوذ طرأ على الدين، ويجب ان تتحرك ضده جميع الفعاليات الدينة، وهو ما بدأ يظهر في الآونة الاخيرة من وعي لدى الفعاليات مذكراً بإجراء اتخذته احدى الدول الاسلامية بضرورة الرقابة على الخطب الدينية قبل إلقائها وهذا تدبير احترازي مهم".
وشدد خليفة على ان "هذه الامور كانت موجودة في السابق ولكنها قليلة، كما ان الاختلاف الفكري على بعض القضايا كان ولا يزال موجوداً، لكن ما يحصل اليوم تخطّى مرحلة الخلاف الفكري واصبح ارهاباً وخطراً محدقاً على الديانة الاسلامية بشكل عام".
ووضع الشيخ خليفة خطة لكبح هذا الفكر المتطرف:
"اولاً: العمل على فضح هذا الفكر والدلالة على انحرافه عن كلام الله والدين، وقد بدأت حركة في عالمنا العربي بهذا الاتجاه .
ثانيا: تنسيق جدّي محلي عربي اقليمي مترافق بدعم اعلامي مادي وسياسي من الدول والمرجعيات وكل المعنيين بمعارضة هذا الفكر، لتضييق الخناق على هذه المجموعات واستئصالها مهما كانت التكلفة، لأنها لن تكون اغلى من تكلفة ما يجري حالياً".


 


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم