الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

جلسة مصارحة "مسيحية" بين ناشطين أوروبيّين ومشرقيّين

المصدر: "النهار"
بيار عطاالله
جلسة مصارحة "مسيحية" بين ناشطين أوروبيّين ومشرقيّين
جلسة مصارحة "مسيحية" بين ناشطين أوروبيّين ومشرقيّين
A+ A-

ان يعبّر مسيحيّو الشرق الاوسط وتحديداً سوريا والعراق ولبنان عن خشيتهم من الابادة ومحو كل اثر لوجودهم بنتيجة ما يجري من حروب طائفية ومذهبية، فذلك أمر مبرّر ومفهوم نظراً الى الصراع المدمّر على مساحة الشرق الاوسط بين مركّبات اساسية من مجتمعات هذه الدول. لكن ان يتحدث ناشطون من النمسا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا عن خشيتهم على مجتمعاتهم وخوفهم من طفرة "الاسلام الراديكالي" في مجتمعاتهم، فذلك امر آخر يستحق التوقف عنده، خصوصا عندما يعبّر الآتون من أوروبا للقاء المسيحيين في الشرق الاوسط عن عجبهم الكبير من الانماط الثقافية والتربوية التي يقدّمها "الاسلام الراديكالي" والتي تتولى مسح كل ما تقوم به المناهج التربوية والثقافية الوطنية في الدول الأوروبية لصالح الفكر التكفيري الذي يدفع بالمئات والآلاف من الشبان المسلمين في هذه الدول الى الانضمام الى "داعش" واخواتها في مشروعهم التدميري.
وبدعوة من "الرابطة السريانية" اجتمع على مائدة متواضعة في النادي السرياني في البوشرية، وتحت عنوان "لا للإبادة مرة ثانية"، ناشطون أوروبيون من النمسا وبلجيكا من جمعيةADF international التي تعنى بمساعدة مسيحيّي الشرق، مع ناشطين لبنانيين وسوريين من مختلف الطوائف والجمعيات المسيحية الى عدد من رجال المال والاعمال والاعلاميين، وكان السؤال: "كيف السبيل الى منع تكرار ما جرى من ابادة وتهجير في حق المسيحيين والاقليات في العراق؟"، الى اسئلة اخرى قد يبدو طرحها مستغرباً للبعض لكنها اسئلة يطرحها كل عاقل في هذا الشرق وكل رب عائلة على نفسه خشية تكرار سيناريو "داعش" و"النصرة" في اي مجتمع تعدّدي يتعايش فيه المسلمون والمسيحيون جنباً الى جنب، واذا بالازمات الطائفية تنفجر دفعة واحدة كما يجري في مصر، التي لولا القبضة الصارمة للسلطة المركزية لوصلت الامور الى ما لا تُحمد عقباه.
يطرح الناشطون الأوروبيون الامور بصراحة، وهم لدهشتهم لا يستطيعون ان يجدوا تفسيراً لهذا العدد الكبير من الجهاديين الذي أنتجته المجتمعات ذات الاصول الاسلامية في دولهم، خصوصاً في دول علمانية مثل فرنسا وبلجيكا والنمسا، حيث يتراجع دور المؤسسة الكنسية المسيحية ويختفي امام مشروع الدولة الوطنية، وعلى نقيض المؤسسة الدينية التبشيرية لدى المسلمين التي تستمر في عملها الرعائي ونشر افكارها وقيمها وصولاً الى ضخ المؤيدين للحركات الاسلامية المقاتلة في أوروبا او في الجهاد العالمي، الى اسئلة اخرى محيرة ومعقدة وتتضمن الف علامة استفهام عن كيفية التعامل مع هذه الاحداث. الى حد ان المحامية البلجيكية صوفي كوبي لا تجد غضاضة في الاعتراف ان ما رأته في الشرق يجب ان يشكل درساً للسياسيين والمجتمع في أوروبا، لما يجب ان تكون عليه الامور ولرد الفعل المطلوب على المستوى المحلي والعالمي. اما رفيقها اندرياس توانسر المسؤول الاعلامي في الجمعية فيرى ان أوروبا نسيت جذورها، ويجب ان تفتح الدول الأوروبية أعينها على ما يجري لتبدأ مسار الاتعاظ بما يجري، والبحث عن طرق للتدخل في مواجهة الحرب المعلنة عليها.
في المقابل لا يجد الناشطون المحليون سوى الرد بعبارات التأكيد على الصمود والتصميم على المواجهة، مع تسجيل ملاحظة التأييد الكامل للتدخل الروسي، الذي لولاه لكانت الامور انقلبت رأساً على عقب لصالح الهجمة التكفيرية. والتشديد على أهمية النموذج اللبناني التعددي، والمساواة بين المسيحيين والمسلمين. وأنّ "لبنان الرسالة"، ورغم علّاته يبقى النظام السياسي الافضل للتعايش وتأمين استمرار دورة الحياة شرط المساواة بين اطرافه كافة. وفي الخلاصة لدى كثر: "انه لولا التدخل الروسي لأصبحت الاقليات في خبر كان".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم