الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مارتن إيميس يتحدّث عن أميركيين يحسبون ترامب صورة تلفزيونية

المصدر: النهار
رلى راشد
مارتن إيميس يتحدّث عن أميركيين يحسبون ترامب صورة تلفزيونية
مارتن إيميس يتحدّث عن أميركيين يحسبون ترامب صورة تلفزيونية
A+ A-

لا يمكن إختزال تجربة مارتن إيميس التأليفيّة بحفنة من الأفكار المسبقة المنوطة بالتصريحات المشاغبة والمُستفزّة في شأن المسلمين والمسنّين من مواطنيه وغيرهم وبالنزعة إلى استقطاب الجدال عن سابق تصوّر وتصميم. لا شك في أن التبجّح والإنعطافات المباغتة عنده سليلة الإرث الأميركي في الكتابة أما الميل إلى الشكوى فمصدره التركة الأدبيّة البريطانية الكلاسيكية.


في السابعة والستين لا تزال شهيّة إيميس مفتوحة على إعتراض (قد يكون صار أكثر هدوءاً) لا يصيب في مجمل الحالات لكنه يترك خلفه فتيل فضيحة من السهل إشعاله. منح الكاتب البريطاني إيميس أخيراً مقابلة لصحيفة "مينت" الهنديّة الإلكترونيّة الصادرة بالإنكليزية وذات التوجّه الليبرالي والتي ارتبطت لأعوام عدة على المستوى التحريري بصحيفة "وال ستريت جورنال".
من اللافت دوماً متابعة إيميس في حواراته يسترسل في التعليق على المسائل المعاصرة علماً ان توجهه إلى جمهور هندي وآسيوي في المقام الأول وعالميّ في المقام الثاني لا بدّ استدرجه إلى الخروج من المحليّة البريطانية والأوروبيّة. ها هنا نقرأ ملاحظة مثيرة للإهتمام في شأن الرئيس الأميركي المُنتخَب دونالد ترامب على سبيل المثال، فيشير إيميس إلى أن الأميركيين يحسبونه مجرد فكرة ترويجيّة لا تمتّ إلى الحقيقة وأنه تكوين مماثل لما يعكسه عن نفسه، على شاشة التلفزيون.
وها هنا أيضا يبدي إيميس رأيه في مناخ حالي استقطب حالة مستجدّة تختزل بترامب و"بريكسيت" وهو المُنتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ خمسة أعوام، آتياً من مسقطه بريطانيا. يشير إيميس إلى تغيير ذهنّي أصاب الناس العاديين ويسوق مثالاً معيارياً على ذلك، التمادي في إضعاف الحقيقة. والحال ان الناس في رأيه "فقدوا الإهتمام بالحقيقة لأنهم باتوا معتادين على أن ما يقال ليس حقيقياً بالضرورة". يضيف "ذكر أحدهم قبل أعوام عدة أن ستين في المئة فحسب مما نجده على شبكة الإنترنت هو حقيقي. لقد هالني أن تصل النسبة اليوم إلى ثلاثين في المئة فحسب، شوّش ذلك مقاربة الناس للواقع واجتذب مشاعر قبيّلة وبدائيّة غير سارة".
إيميس ككاتب دخيلٌ على فسحة الأحكام المُبرمة فهو عاين شبابه الضائع كأزمة في "الخبر" وجعل بعض نهايات رواياته تتسم بالإبهام، كأن الأمور المُبكرة كما الأخيرة مأزق فقط.
وها إنه يُستفهَم كمُحكم في المقابلة عن تجارب سواه الأدَبيّة فيلفِت إلى انه حين يبدأ قراءة جُملّة معينة مرّتين بداعي المتعة فإن ذلك يعني أنه مهتمّ فعلاً. يروح بعدذاك يستعيد نابوكوف وكلامه حول انه يتعذّر على المرء قراءة أي رواية وأن المتاح هو إعادة قراءة الروايات فحسب.
يتبدّى رأيه كتبصّر أخير يصدر عن أحد أمراء الإنتيليجنتسيا البريطانية المقتنع بأن الكاتب هو القارىء، وأن أبناء حِرفته لا يُقدمون سوى على اقترافات محسوبة النتائج.



[email protected]
Twitter: @Roula_Rached77


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم