الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

16 شخصية مدنية وعسكرية تروي لنبيل المقدم "أسرارا من الحرب اللبنانية" تكشف للمرة الأولى

مي عبود ابي عقل
16 شخصية مدنية وعسكرية تروي لنبيل المقدم "أسرارا من الحرب اللبنانية" تكشف للمرة الأولى
16 شخصية مدنية وعسكرية تروي لنبيل المقدم "أسرارا من الحرب اللبنانية" تكشف للمرة الأولى
A+ A-

تميز الزميل الصحافي نبيل المقدم بكتابة البورتريه في مسيرته الصحافية الطويلة، وكتب عن العديد من الشخصيات السياسية والفنية والحرفية في لبنان. وكانت هذه الخبرة خميرة كافية لتشكل الحافز لاصدار كتابه الأول "وجوه وأسرار من الحرب اللبنانية" الذي كتب مقدمته النائب ادمون رزق، ويسرد فيه المقدم محطات من سيرة حياة 16 شخصية سياسية وعسكرية وحزبية، اختارت العيش في الظل، بعدما كانت في قلب الحدث ولعبت دورا مهما في تاريخ لبنان الحديث، ولاسيما في فترة الحرب الأهلية وحروب الآخرين على أرضنا، وبعضها مات وأخذ معه الكثير من الأسرار.


ثلاث سنوات من العمل والأبحاث، و 170 كاسيت تسجيل، وآلاف الساعات من اللقاءات والاستماع والكتابة، تطلبها الكتاب ليصدر عن "دار نلسن" للنشر. في 590 صفحة، يروي المقدم احداثا بقيت طي الكتمان ويكشف اسرارا من خزانة الذاكرة. "أنا نقلت الخبر ولم أتدخل فيه، بل استمعت وسجلت وكتبت، وحرصت ان يعيد كل شخص قراءة ما كتبته للأمانة التاريخية، بعضهم حذف اشياء، وبعضهم زاد بعض التفاصيل" كما أكد المقدم لـ"النهار".
16 شخصية تتوزع بين 8 عسكريين هم : ابراهيم طنوس، وأحمد الخطيب، ونبيل قريطم، وشريف فياض، ولطفي جابر، وأنطوان دحداح، وفهيم الحاج، وهشام جابر. و4 حزبيين هم : اسعد شفتري، وفؤاد ابو ناضر، ورياض رعد وشارل غسطين. و3 سياسيين هم: جوزف الهاشم، وعصام نعمان وعمر مسيكه. كل واحد منهم ينبش من الذاكرة القريبة أحداثا كان لها تأثير في مسار الأمور وغابت عن معرفة الناس، ينسجها نبيل المقدم ويعرضها بأسلوب سلس وبسيط يشدك الى القراءة حتى النهاية، ويعرض وثائق ورسائل بخط اليد.
عقوبة عون
في هذا الكتاب يروي قائد الجيش العماد ابراهيم طنوس كيف اسقط السوريون مخيم تل الزعتر، والأسباب التي ادت الى احداث الفياضية وحرب المئة يوم، وما قاله لقائد اللواء الثامن في حينه العقيد ميشال عون عقب فشل خطته في الوصول الى تلة الرادار وسقوط اكثر من 60 شهيدا من الجيش "إن اكبر عقوبة لك على فشلك هي ان تذهب وتجلس مع ضميرك، وأن لا تحاول ان تركب رأسك مرة اخرى".
ويؤكد رياض رعد ان "اغتيال كمال جنبلاط جاء في سياق تفاهم بين اطراف فلسطينية وعربية ودولية على اعتبار اي تقارب بين جنبلاط والرئيس حافظ الاسد سيؤدي الى نسف مشروعها الرامي الى ابقاء الوضع الامني متفجرا في لبنان، والذي فضح جنبلاط الغاية منه في إحدى رسائله الى الاسد"، ويعترف احمد الخطيب بقصف القصر الجمهوري واجبار الرئيس سليمان فرنجية على مغادرته الى الكفور، ويروي كيف وقع في مصيدة السوريين واقتادوه الى سجن المزة ثمن استدراجه وحركة فتح الجيش السوري الى داخل صيدا والانقضاض عليه بالقذائف الصاروخية . ويسرد شارل غسطين احداث الصفرا وخلفياتها وقصة الاتفاق الثلاثي، والعلاقات المدمرة والصراع بين ديوك القوات اللبنانية، اما اسعد شفتري فيصرح بأن رائحة الموت ما زالت ترافقه حتى اليوم ، ويسترجع قصصا من الصراعات الدموية بين جعجع وايلي حبيقة وأحداث صبرا وشاتيلا، ويؤكد ان المخابرات الاسرائيلية كانت اول الداخلين الى هذه المخيمات ويستبعد لت يكون ايلي حبيقة قد اعطى اوامره بقتل المدنيين الفلسطينيين فيها. ويضيء رياض تقي الدين على احداث وخفايا من زمن الجيش اللبناني وكمال جنبلاط.
بري المدعوم اميركيا
ويضيء العميد هشام جابر على بعض الجوانب المتعلقة بعزوف الرئيس حسين الحسيني عن ترشيح نفسه لرئاسة المجلس النيابي عام 1992، و"بدأت القصة بزيارة قام بها رفيق الحريري الى الرئيس الحسيني محاولا اقتاعه بالموافقة على تمرير مشروع قانون في مجلس النواب يقضي بضم منطقة النورماندي الى املاك سوليدير، لكن الحسيني رفض طلبه ما أوقع جدالا حاميا بينهما، قال الحريري خلاله للحسيني: انا من قام بردم البحر، فأجابه الحسيني: يمكنك ان تأتي بطائراتك وتزق الردميات، فغضب الحريري وخرج من منزل الحسيني وهو عازم على اسقاطه في الانتخابات النيابية القادمة بالتعاون مع اللواء غازي كنعان وعبد الحليم خدام. و"فهم" الرئيس الحسيني من الرئيس حافظ الاسد ان عليه سحب ترشيحه الى الرئاسة الثانية. ويروي جابر كذلك أنه بعد الانتخابات النيابية عام 2005، وعندما أحسّ بري "أن عودته الى رئاسة المجلس النيابي لم تعد مضمونة، اتصل بالأميركيين وأقنعهم بأنه الوحيد على الساحة الشيعية القادر على الوقوف بوجه "حزب الله"، كما اتصل بكل من طهران ودمشق لاقناعهما بأن غيابه عن رئاسة المجلس سيفقدهما حليفاً قوياً على الساحة اللبنانية عامة، والشيعية خاصة". وينقل جابر عن فيلتمان قوله "إن القرار بإعادة انتخاب بري جاء من وزارة الخارجية الأميركية، والتي بعدما حزمت أمرها بتأييد بري أبلغت رغبتها الى المملكة العربية السعودية التي طلبت من سعد الحريري اعلان تأييده لبري".
اما فؤاد ابو ناضر فيحلل الحروب التي خاضها المسيحيون ، ويقلب العميد نبيل قريطم اوراقا من الصفحات العسكرية والديبلوماسية ومن مفاوضات الانسحاب الفلسطيني من بيروت عام 1982 ، ويحكي عمر مسيكه وعصام نعمان اسرار الدولة خلال نصف قرن. ويتحدث جوزف الهاشم عن انطلاقة اذاعة صوت لبنان ودوره في التمهيد لزيارة بيار الجميل الى الرئيس حافظ الأسد، ويكشف أن "الاميركيين تلقفوا بايجابية ارتياح السوريين له، وطلبوا من الرئيس امين الجميل اضافة اسمه الى قائمة الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية والتي ينوي اقتراحها على الرئيس الأسد، لكن الجميل رفض هذا الاقتراح". ويتحدث اللواء لطفي جابر عن انتفاضة 6 شباط و حرب المخيمات. ويبرز المقدم شريف فياض الضابط حيثما ذهب وانتقاله من البدلة العسكرية الى العباءة الجنبلاطية ومغادرته الجيش اللبناني لتشكيل الجيش الشعبي والحروب التي خاضها وخصوصا حلابي الجبل والمطلة.والختام مع أنطوان دحداح "الذي يمكن الوثوق به ولكن لا يمكن التعامل معه" كما وصفه الرئيس حافظ الاسد، والعميد فهيم الحاج القائد الذي رفض تولي قيادة الجيش بسبب البرودو التي كانت قد سادت علاقته بالسوريين في تلك الفترة. ويروي الحاج انه "قبل يومين من عملية 13 تشرين الأول 1990 اقترح على العماد ميشال عون عقد لقاء بينه وبين سمير جعجع برعاية رئيس الجمهورية الياس الهراوي لبحث كل الأمور على الساحة المسيحية، وافق عون على الاقتراح وطلب من العميد الحاج الحضور الى قصر بعبدا يوم 13 تشرين ألول لاستكمال البحث في الموضوع. في صباح ذلك اليوم، وبينما كان العميد الحاج يتهيأ للذهاب للاجتماع الى العماد عون، وصلته اخبار العملية العسكرية التي قام بها الجيش السوري على بعبدا، فعرف ان مهمته انتهت قبل ان تبدأ".
كتاب رائع ومشوق يصعب تلخيصه في مقال، لكن قراءته ضرورية ومفيدة. واليوم الأربعاء 7 كانون الأول الجاري، يوقع نبيل المقدم كتابه من السادسة الى الثامنة مساء في جناح "دار نلسن للنشر" في اطار "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" الستين- مركز بيال للمعارض.
[email protected]
Twitter:@mayabiakl


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم