السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الموت خطف حياة حسن ونور فجراً... "مع السلامة يا أحلى الشباب"

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
الموت خطف حياة حسن ونور فجراً... "مع السلامة يا أحلى الشباب"
الموت خطف حياة حسن ونور فجراً... "مع السلامة يا أحلى الشباب"
A+ A-

هزّت الصدمة جبل محسن صباح اليوم، بعد انتشار خبر وفاة شابين من ابنائها، هما المجند في الجيش اللبناني حسن عبد الكريم رمضان وطالب التمريض نور عبد الكريم الحاج، اللذان رحلا في غفلة، بعد ان انتظرهما شبح الموت إلى جانب الطريق في محلة سهل الجديدة قرب مفرق بحيرة بنشعي في زغرتا، خطف روحاهما تحت جنح الظلام، تاركاً جسدين داخل بقايا سيارة معلقة في شجرة.


وداع أبدي
أبى نور وحسن (23 عاماً) ان يفرّقهما الموت، وكما تصادقا في الدنيا، أرادا البقاء معًا في الآخرة، لذلك عندما فاجأهما الموت وهما في طريق عودتهما الى منزلهما فجراً بعد ان انهيا زيارة لصديقهما في منطقة زغرتا، أسلما الروح معًا، وبحسب ما قال مختار جبل محسن مسقط رأس القتيلين، يوسف الحوري لـ"النهار": "كان حسن ونور في زيارة لصديق الاخير في زغرتا، انهيا الجلسة، صعدا في سيارة الجيب شيروكي، وانطلقا". وأضاف "كان الطقس ماطراً وبارداً ما تسبب بتكون طبقة من الجليد على الطريق، فقد السائق السيطرة على السيارة، التي اصطدمت بقوة بشجرة، وحلّت الفاجعة".
لا يمكن وصف حالة عائلتي الضحايا، في وداع ولديهما قبل انطلاقهما في مشوارهما على امل العودة، فكان الوداع ابدياً، "والد نور وهو شيخ ويعمل خياطاً، ووالد حسن الذي يمتلك محلاً في سوق القمح لبيع البرادي، مصدومان من هول الكارثة، انتظرا جثة فلذتي كبديهما صباح اليوم، وكذلك الحال بالنسبة لوالدتيهما، واشقائهما وكل ابناء الجبل، الذين شاركوا في جنازتهما قبل ان يواريا في مقبرة المنطقة عصر اليوم"، قال المختار قبل ان يضيف: "حوادث السير باتت مشكلة كبيرة يجب وضع حل لها، ارواح الناس تزهق على طرق لبنان، وكل يوم نسمع بضحية جديدة لا بل بضحايا".


خسارة كبيرة
شارك بجنازة صديقيه، وبكى على فراقهما المفاجئ، قبل ان يتحدث لـ"النهار" عن كيفية تلقيه خبر وفاتهما هو الذي امضى سنة ونصف الى جانب نور على مقاعد الدراسة في معهد التمريض، إنه خضر علي، الذي قال بصوت خنقه الحزن "استيقظت صباحاً على هول النبأ، لوهلة شعرت كأن عقارب الزمن توقفت، وأن ما يتداول غير صحيح، كيف لي ان اخسر صديقين في ذات الوقت، فقد كان نور زميلاً وأخاً لي، حبيب الجميع نظراً لروحه المرحة التي يتمتع بها، كان يهوى الرياضة لا سيما كرة القدم، كذلك الامر بالنسبة لحسن، الشاب المقدام، كل من عرفه يعلم انه لم يتوانَ يوما عن مساعدة كل محتاج".
أصدقاء نور وحسن نعوهما على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بالآية القرآنية ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ مع نشر صور لهما، البعض منهم كتب بوستاً تعبيراً عن حالة الاسى التي يشعر بها، منها "يعني المفروض كل سنة نخسر حدا... بس هالمرة الخسارة كبيرة... الله يرحم نفسك يا خيي بحضن العدرا... الله يصبر قلب امك وبس وبس وبس ما فيني قول اكتر من هيك صدمة كبيرة عالصبح"، "مع السلامة يا احلا شباب الله يرحم روحكن، بدمعة اليوم عم نودعكم".



 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم