الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

وزير الخارجية نأى بنفسه عن موقف نظيره التركي من الأسد

خليل فليحان
وزير الخارجية نأى بنفسه عن موقف نظيره التركي من الأسد
وزير الخارجية نأى بنفسه عن موقف نظيره التركي من الأسد
A+ A-

لم تمر زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لبيروت بسلام، إذ هاجم الرئيس السوري بشار الأسد أمام وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في قصر بسترس ظهر أمس، وكان يرد على سؤال واحد وجّهه الى الوزيرين صحافي تركي، فقال: "لا أحد يستطيع الإنكار أنّ بشار الأسد مسؤول عن 600 ألف ضحية أثناء الحرب في سوريا، وبدل الإصرار على تغليب مصلحة فرد واحد في السلطة، لا بدّ من النظر الى مصلحة الشعب ككلّ".


وتابع هجومه متخطيا الإحراج الذي يمكن أن يحدثه لباسيل الذي كان يقف الى جانبه، فقال: "نحن نؤمن بأنّ الرئيس الاسد لا يمكن أن يُعزّز وحدة سوريا، وقد دعمنا سوريا والشعب السوري وحتى الأسد نفسه، لكن في هذه المرحلة إنّ شخصاً مسؤولاً عن قتل أبناء شعبه لا يمكن أن يبقى في السلطة".
أما رئيس "التيار الوطني الحر" فردّ على السؤال نفسه بهدوء: "إنّ الشعب السوري هو من يقرّر نظامه ومستقبله ومصيره، وعلينا أن نحترم خياره، لكن يجب أن نتأكّد من وحدة الأراضي السورية وسلامتها وحريتها. ويجب ان يكون النظام علمانياً يجمع مختلف الأديان لكي تتمكّن من التعبير عن رأيها". ويلاحظ ان باسيل تجنب في جوابه ذكر الاسد، او انه يجب ان يبقى او يغادر السلطة. ووفقا لمصدر متابع، فإن باسيل قد نأى بنفسه عن هذا الموقف.
ودافع أوغلو بقوة عما تقوم به بلاده لمطاردة التنظيمات الارهابية، في معرض رده على سؤال تضمن اتهاما لبلاده بأنها تدعم الإرهابيين، وقال: "نحن نقتل داعش، ولم يقتل أحد من عناصر هذا التنظيم أكثر مما فعلنا نحن، في العراق قتلنا ألف عنصر، وفي سوريا الآلاف. نحن ناجحون جدّاً في هذه المهمة".
وتوقعت مصادر أن ترد قوى سياسية مؤيدة لسوريا على موقف أوغلو الهجومي، لكن الرد لن يؤثر على العلاقات الثنائية، بل سيصار الى تزخيمها وفقا لما تمّ عليه التفاهم مع المسؤولين، وعلى الاخص بين وزيري خارجية البلدين. ولم يكن في وسع باسيل ان يخفف من حدة هجوم أوغلو على الأسد لأن قوى سياسية كثيرة تعارض بقاء الرئيس السوري .
وأفادت مصادر ديبلوماسية ان المحادثات بين باسيل واوغلو كانت هادئة داخل المكتب في قصر بسترس ومتفهمة لما يتحمله لبنان من تداعيات مكلفة من جراء استقباله العدد الهائل من النازحين، وخصوصا السوريين منهم. وانعكس ذلك في المؤتمر الصحافي على لسان الضيف التركي الذي كان يردد على مسامع المراسلين أن باسيل صديقه وله مكانة لديه، ويلتقيه في المؤتمرات التي تعقد خارج البلاد. واللافت ان وزير خارجية المانيا فرنك والتر - شتاينماير اختلف حديثه عما قاله نظيره التركي في ما ذكره عن عدد الضحايا الذين سقطوا حتى الآن في سوريا، فأشار من المكان نفسه في بهو وزارة الخارجية والمغتربين، خلال مؤتمر صحافي مع باسيل، الى أن عدد الضحايا 400 الف، أي بفارق 200 ألف نسمة.
واللافت أيضا أن تزامن وجود وزيري خارجية المانيا وتركيا في بيروت لم يكن مصادفة، وتحديدا في قصر بسترس حيث انتظر المسؤول الالماني بضع دقائق في مكتب باسيل ريثما ينتهي الاخير من مؤتمره مع اوغلو. وعندما علم وزير خارجية تركيا أن الضيف الألماني هو من ينتظر في مكتب باسيل، دخل وصافحه، ثم غادر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم