الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فيديل كاسترو ... اكبر من زمنه

المصدر: "النهار"
سميح صعب
سميح صعب
فيديل كاسترو ... اكبر من زمنه
فيديل كاسترو ... اكبر من زمنه
A+ A-

إنطفأ فيديل كاسترو. مضى متأبطا زمنه الذي لا يشبه عالم اليوم. انه من زمن آخر كان فيه الاحرار هم المقدمون وهم المثال الملهم. وحده فيديل رفض الدخول في عالمنا الذي بات سلعة وفقد معناه. رفض فيديل حتى الرمق الاخير ان يفقد معناه او ان يساوم على مبدأ آمن به، فاستحق من شعبه الحب، فكسر الحصار بعناد المؤمن بحقه.


كان فيديل كاسترو ليحصل على كل ما يريد لو انه ماشى الولايات المتحدة. وكانت اميركا مستعدة لتلبية كل طلباته لو انه تخلى عن الثورة او ساوم عليها. لكنه عاند، فغزته لتسقطه فاحتضنه شعبه. ومن يحتضنه شعبه لا يسقط. هذه مقولة ربما لم تعد تعني الشيء الكثير في عالم يستغرب فيه البعض ان ثمة من لا يزال يقول لا لأميركا على رغم كل قوتها الاقتصادية والعسكرية.
لذلك كان كاسترو غريبا في عالم يتهافت لنيل الرضى الاميركي فيما هو يعاند ويرفض تسليم كوبا الى واشنطن ولو طال الحصار. صحيح ان الكلفة كانت باهضة، لكن بقيت الجزيرة مستقلة وعصية على الاخضاع. وربما كان ثمن رفض القبول بالشروط الاميركية أقل كلفة من "الانفتاح" الذي كان تنادي به واشنطن.
منذ عقد تنحى فيديل كاسترو، لكنه بقيت الروح التي بثها في شعبه باقية. وقاد شقيقه راؤول عملية التطبيع مع الولايات المتحدة من دون هرولة . وكانت كل خطوة في هذا الاتجاه محسوبة بعناية. وكان فيديل يراقب من بعيد تعتصره الحسرة والالم.
انه الثائر ابدا. انه الرمز الذي لا يطويه موت او يحتويه نسيان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم