السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هنا أصاب السيسي

سميح صعب
سميح صعب
هنا أصاب السيسي
هنا أصاب السيسي
A+ A-

ترافق تدمير المنطقة اعتباراً من عام 2011 مع تدمير الجيوش في الدول التي اجتاحتها الاضطرابات. من ليبيا الى سوريا واليمن وقبلها في العراق عام 2003، كان تركيز على تفكيك القوات المسلحة في هذه الدول شرطاً لتغيير أنظمتها بينما تخوض الجماعات الجهادية حرب استنزاف ضد الجيش المصري.


تفكيك جيوش المنطقة وجد دعماً في الغرب الذي غامر بدعم الاسلام السياسي بديلاً من الجيوش. وهكذا دعمت أميركا ودول أوروبية جماعات متشددة لا تعرف الكثير عن ايديولوجياتها، لكنها وجدت فيها أداة لتغيير الانظمة الحاكمة من "الاخوان المسلمين" الى الجماعات الجهادية. وكانت الحصيلة هذا الخراب الذي يعم دولاً عربية أساسية ويستنزف دولاً أخرى مالياً بعدما باتت هذه الجماعات جزءاً لا يتجزأ من سياسة هذه الدول.
وأخفق الداعون الى التغيير سواء في الغرب أو في الاقليم في إقامة فاصل بين الأنظمة كأنظمة حاكمة والمؤسسات التي تشكل عماد الدولة في أي دولة من الدول وخصوصاً القوات المسلحة التي كان يفترض تحييدها عن الصراع السياسي. لكن كل القوى المحسوبة على المعارضات وجلها معارضات اسلامية متشددة، وضعت تدمير الجيوش هدفاً أوّل لها.
وفي العراق اجتاحت "القاعدة" البلد بعد الاجتياح الاميركي الذي حل الجيش العراقي، مما سهل الطريق أمام صعود الجهاديين. وفي ليبيا أفضى تفكيك الجيش بعد إطاحة معمر القذافي الى نشوء ثلاث دول تتنازع السيطرة على النفط والمرافئ. وفي اليمن انقسم الجيش اليمني بعد إطاحة علي عبدالله صالح ولا تزال الحرب الاهلية والاقليمية دائرة في هذا البلد مع تقسيم الامر الواقع للنفوذ. وفي سوريا ترافقت الحملة على النظام مع حملة لتفتيت الجيش مما افسح في المجال لبروز التنظيمات الجهادية.
ولم يعد مفاجئاً ان ضعف الجيوش الوطنية في هذه الدول بات مرادفاً لانتشار الجماعات الاسلامية المتشددة. وقد مسَ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتراً حساساً بحديثه عن معادلة الجيوش الوطنية في مواجهة الارهاب، على رغم ما أثاره حديثه عن تأييده للجيش السوري من استغراب في دول اقليمية تدعم الجماعات التي تقاتل الجيش السوري منذ أكثر من خمسة أعوام.
وكل المهللين لحمى تغيير الانظمة لم يحصدوا بالنتيجة لا تغييراً ولا ديموقراطية، وإنما تعميماً للتوحش والدمار والفوضى والغرق في الحروب الداخلية. إن المشكلة ليست في المطالبة بالتغيير أو الاصلاح وإنما في السياق الذي وُجّهت فيه هذه المطالبة، والى أين أدت منذ الغزو الاميركي للعراق والذي كانت تتمته غزوات من الداخل لا تزال مستمرة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم