عملية استباقية للجيش في جرود عرسال توقيف أمير "داعش" أحمد أمون و10 متورطين

سجّل الجيش إنجازاً أمنياً جديداً صباح أمس في البقاع، من خلال توقيف أمير تنظيم "داعش" في عرسال أحمد يوسف أمون المعروف بـ"الشيخ" في محلة وادي الأرانب في بلدة عرسال، وهو متورط في جريمة قتل العسكريين في عرسال وخطفهم وتفخيخ سيارات وارسالها الى القرى البقاعية والضاحية الجنوبية، وقصف بلدتي الهرمل والبزالية بالصواريخ.

فقد أفاق اهالي البقاع الشمالي على ارتياح لدى سماعهم بالعملية التي نفذتها قوة خاصة من مخابرات الجيش في عرسال، اقتحمت عند السادسة صباحاً "مخيم ابو خليل" في محلة وادي الأرانب بعد عملية رصد محكمة لمخيمات لاجئين السوريين في البلدة ومحيطها بحثاً عن خلايا ارهابية، وتبين وجود أمون وترأسه مجموعة ارهابية تضم اكثر من 9 افراد داخل المخيم.
وبعد إحكام الطوق على البلدة ومحيطها وجرودها بمشاركة الوحدات العسكرية الموجودة في المنطقة، حصل اشتباك بين عناصر القوة الخاصة وأمون ومجموعته استمر قرابة ساعة وعشر دقائق وانتهى عند السابعة والنصف على أثر توقيف امون الذي اصيب في رجليه، و10 افراد غالبيتهم من المتورطين في أعمال ارهابية، هم: عصام صديق، عبدالرحمن الغاوي، محمد الغاوي، حسام العكلة، عكرمة عيوش، تهامة عيوش، عدنان فاضل، عبداللطيف صديق، محمد وعلي أمون، ونقلوا على الأثر بواسطة مروحية عسكرية الى بيروت ليحالوا على التحقيق، وصادر الجيش أسلحة وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة.
وأمون هو أحد أمراء تنظيم "داعش" وقائد مجموعة عسكرية أمنية وعضو مجلس الشورى في التنظيم في جرود رأس بعلبك، وخضع لــ"دورات شرعية" عدة مع التنظيم ويشغل منصباً امنياً رفيعاً في التنظيم، وكان يشرف على تفاصيل تحركات الجيش اللبناني لمصلحة تنظيم "داعش" ومطلوب من الجيش بأكثر من 80 مذكرة توقيف لقيامه بأعمال ارهابية، منها تنفيذه اعتداء الاول من شباط عام 2013 على الجيش مستهدفاً دورية في وادي حميد مما أدى الى استشهاد الرائد بيار بشعلاني والرقيب اول ابرهيم زهرمان، وتطويق مراكز الجيش في وادي حميد، واقتحام مبنى قوى الأمن الداخلي واحتجاز عسكريين في حوادث عرسال عام 2014، والمشاركة في تفخيخ سيارات استهدفت المواطنين في الهرمل والقرى البقاعية والضاحية الجنوبية، كما أنه قائد مجموعة إطلاق صواريخ من عرسال في العام 2012 و 2013 و 2014 في اتجاه البقاع الشمالي ومدينة الهرمل وبلدتي حربتا والبزالية، وزرع عبوات ناسفة على جوانب الطرق كانت تستهدف الجيش في بلدة عرسال وادت الى مقتل عسكريين ومدنيين، واحتجاز لبنانيين وسوريين وخطف آخرين لمدة ثلاث سنوات، ورمي رمانات يدوية على دوريات الجيش ووضع عبوة استهدفت الجيش أدت الى استشهاد معاون أول في بلدة عرسال.
وأكد مصدر أمني لـ "النهار" أن التحقيقات مع أمون ستتركز على تفجيرات القاع باعتبار أنه المشتبه فيه الأول في التخطيط لتلك التفجيرات ويملك معلومات عن خطف العسكريين.
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش ، بياناً جاء فيه: "في عملية استباقية نوعية وخاطفة، هاجمت قوة خاصة من مديرية المخابرات فجر اليوم (أمس)، بمؤازرة وحدات الجيش المنتشرة في منطقة عرسال، مركزاً لتنظيم "داعش" الإرهابي في وادي الأرانب في جرود المنطقة، حيث اشتبكت مع عناصره بمختلف أنواع الأسلحة، وتمكنت من اقتحام المركز، وأسر 11 عنصراً على رأسهم الإرهابي الخطير أمير "داعش" في عرسال أحمد يوسف أمون الذي أصيب بجروح بالغة. وأنهت القوة العملية من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصرها، وصادرت كمية من الأسلحة والذخائر والأحزمة الناسفة.
ويذكر أن الموقوف أمون متورط في أوقات سابقة في تجهيز سيارات مفخخة وتفجيرها في مناطق لبنانية عدة منها الضاحية الجنوبية لبيروت، إضافة الى اشتراكه في جميع الاعتداءات على مراكز الجيش خلال حوادث عرسال، وقتل مواطنين وعسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي والتواصل مع الأجهزة الأمنية، وتخطيطه في الآونة الأخيرة لإرسال سيارات مفخخة إلى الداخل اللبناني لتنفيذ تفجيرات إرهابية".

مواقف
وصدرت مواقف تنوه بالعملية النوعية للجيش.
الرئيس ميشال سليمان قال:" إن عملية عرسال النوعية تؤكد المؤكد، أن جيش بلادي هو الأقدر وحده دون سواه على حماية لبنان من الارهاب". ونوه رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة بالعملية وأكّد "ضرورة دعم الجيش والقوى الأمنية في مواجهة الإرهابيين الذين يجب التصدي لهم ولا سيما في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة".
واعتبر وزير الإعلام رمزي جريج أن العملية الإستباقية التي نفذها الجيش "تأتي في سياق حماية الوطن ضد محاولات زعزعة استقراره من قبل الجماعات الإرهابية التي تتربص به شرا".
وحيّا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن "الجهود الاستثنائية التي تبذلها مؤسسة الجيش اللبناني بكل وحداتها في ضرب كل مخلّ بالأمن وكل عابث بالسلم الاهلي".
و أشاد "حزب الله" في بيان، بـ"الضربة النوعية التي وجهها الجيش اللبناني إلى المجموعات الداعشية الإرهابية في جرود عرسال"، ورأى فيها "تأكيدا لدوره الأساسي في حماية الحدود وتخليصها من الإرهابيين، دفاعا عن لبنان وأهله".