الرياض ترسل وفداً للقاء مسؤولين السلاح سيصل من السعودية وفرنسا

حجبت العملية النوعية التي نفذتها وحدة خاصة في مديرية المخابرات ضد أمير "داعش" في وادي الارانب في جرود عرسال فجر امس، أخبار المساعي الجارية لتأليف الحكومة، وخصوصا ان التهافت على الحقائب الاساسية لا يزال قائما لدى القوى السياسية التي عارضت انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون.

وقد اكتسبت العملية التي استهدفت مركزا كان يأمره أمير "داعش" أحمد يوسف أمون في جرود عرسال، أهمية مضاعفة لجهة إبقائه حيا بعد إصابته برصاص المهاجمين الذين اضطروا الى فتح النار عليه لانه بدوره حاول قتل كل من تقدم في اتجاهه، ولم يسجل أي اصابة لدى القوة العسكرية.
وأتت العملية لتضيف الى سجل هذا الجهاز تفوقا جديدا استحوذ على اهتمام الوسط الديبلوماسي الدولي والعربي، خصوصا أن الملحقين العسكريين في السفارات المعتمدة في لبنان ابلغوا وزارات الدفاع في دولهم بتفاصيل العملية وتمكّن قوة المخابرات من تحقيق الهدف في اقتحام مكان إقامة أمير التنظيم وعناصر حمايته.
وأثنى المسؤولون وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال عون على العملية الاستباقية والنوعية الخاطفة، وشدّدوا على أهمية التحقيق مع أمون نظرا الى تورطه في تنفيذ عمليات تفخيخ استهدفت أحياء سكنية وشخصيات سياسية. وأشادت القوى السياسية على اختلافها بالعملية، معتبرة أن الرئيس عون يمكنه أن يوظّف هذا النصر العسكري في جولته العربية التي سيستهلها من السعودية بعد نيل الحكومة الثقة، ثم في قطر والدول الاخرى لمجلس التعاون الخليجي، والتي لم يتسنّ لها بعد إرسال موفدين لها لتوجيه دعوات الى رئيس البلاد، بسبب سفر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الى البرازيل.
وغنيّ عن البيان أن محاربة تنظيم إرهابي كـ"داعش"، عجزت عنه الدول الكبرى من الولايات المتحدة الاميركية الى روسيا ودول متحالفة مع كل منهما.
وعلمت "النهار" ان وفدا سعوديا سيزور بيروت قريبا لعقد لقاءات مع مسؤولين مدنيين وعسكريين من اجل إعادة إنعاش "دوناس"، اي الهبة السعودية من العتاد الفرنسي بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتقوية الجيش اللبناني. وتجدر الاشارة الى ان هذه الهبة كانت أوقفتها الرياض قبل نحو سنتين بعد تنفيذ جزء منها بتسلم الجيش بعضا من الاسلحة الفرنسية المصنوعة لحسابه، وذلك بعدما اتخذ باسيل موقفا متحفظا عن مشروع سعودي طرح على مجلس وزراء الخارجية العرب يعتبر فيه "حزب الله" تنظيما إرهابيا.
وأوضح مصدر ديبلوماسي ان مهمة الوفد السعودي هي التمهيد للاعلان عن إعادة الهبة الى القوات المسلحة اللبنانية اثناء زيارة عون الرسمية للرياض. كما ان الدوحة تحضّر لإرسال وفد للوقوف على حاجات الجيش قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية تلبية لدعوة من امير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأشار الى طريقين لارسال الاسلحة الى لبنان، الاولى من الرياض، في الجزء المنجز من المصانع الفرنسية والموجود في المخازن العسكرية السعودية، والثانية من فرنسا للاعتدة التي أنجزتها المصانع الفرنسية خلال السنتين الماضيتين، على ان تستكمل التصنيع على ما هو متفق عليه وفقا لما طلبه الجيش.