الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

فيديو شابات الـ"ألبا" يفتح جدل "العنصرية"... والجامعة ترد عبر "النهار"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
فيديو شابات الـ"ألبا" يفتح جدل "العنصرية"... والجامعة ترد عبر "النهار"
فيديو شابات الـ"ألبا" يفتح جدل "العنصرية"... والجامعة ترد عبر "النهار"
A+ A-

"ما بضهر مع سوري". فيديو حرّك رياح "عنصرية" اتهم بها لبنانيون ضد سوريين، فاجتاحت مواقعَ التواصل الاجتماعي موجةُ انتقادات للشريط المصوّر في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة-ألبا. وأُغرقت الطالبات اللواتي ظهرن في الفيلم بكيل من الشتائم، والتسخيف والتجريح، فاعتبر البعض آراءهنّ وكأنهن يسكنّ في المريخ، بسبب تبريرات رفضهن الخروج مع سوري، منها مثلاً "وجود حضارة وقيَم وتربية مختلفة".


عنصرية وعنصرية مضادة
"مش هيدا السوري اللي بينضف"، عبارة قالتها طالبة في شريط الفيديو الذي تقوم فكرته على طرح سؤال على عدة طالبات لمعرفة اذا كان لديهن اي مانع من مرافقة شاب سوري، لتصبّ الـ"بنزين" على مناخ مشحون بنار أحاديث العنصرية، سواء ما تعلق الأمر في برنامج "هدي قلبك" (أو.تي.في) الذي اتهم بالعنصرية بطريقة تعامله مع شاب سوري او بموضوع نشره احد المواقع الالكترونية من ان الفتيات السوريات يزاحمن اللبنانيات على الزواج من اللبنانيين، ما اعتبره البعض "حملة منظمة ضد اللبنانيين الذين استقبلوا اكثر من مليوني نازح قاسموهم ارزاقهم وممتلكاتهم، ليردّ لهم الجميل باتهامهم بين الحين والآخر بأنهم عنصريون بسبب أخطاء يقع بها العدد القليل".
"عنصرية بعض اللبنانيين" قابلتها "عنصرية سورية" طالت الفتاة اللبنانية بشكل عام ونمطي، منتقدة تحررها. والقلّة من رواد مواقع التواصل الاجتماعية كانوا على قدر من المسؤولية، ادركوا لعبة "السوشيل ميديا"، انتقدوا من لا يميّز الاولويات من خلال بوستات جاء في احداها "يوجد لدينا مشكلة واضحة جداً في الاولويات، "ما بضهر مع سوري" احتلت الصدارة اكثر من تدمير مشافي حلب كتداول بين الـ"ناشطين" والـ"ثوار".


الـ"ألبا" توضح
بعد طعن طالبات الـ"ألبا" بسكين العنصرية، أوضح عميد الاكاديمية اندريه بخعازي لـ"النهار" أن المقصود من الفيديو الذي لا يتجاوز الدقيقتين، عكس ما فهمه البعض، وشرح أن "الشريط هو عبارة عن تمرين داخلي لطالباتالسنة ثالثة multimedia من خلال اختيار موضوع مثير للجدل، ومعرفة كيف يمكن ل multimédia ان تحوّر النتيجة المقصودة، الفيديو في الاساس ضد العنصرية، لكن ظهر ان طالباتنا اللواتي مثلن الدور غرقن في العنصرية، وللفيديو جزء آخر نقيض للجزء الأول يظهر حقيقة الغضب ضد العنصرية مثلته الطالبات أنفسهنّ، لكن لم يترك لنا المجال لطرحه".
كان من المفترض أن لا يتم نشر الفيديو الاول، لكنّه "سرب عن طريق بعض الطالبات، انتشر وفهم بطريقة خاطئة، لا بل وصل الامر الى تهديدات تلقتها الطالبات اللواتي ظهرن في الفيلم واللواتي انتقدن كذلك بسبب تحدّثِهن باللغة الفرنسية، كأن هناك من يريد إرجاعنا عشرات السنوات الى الوراء"، قال بخعازي مضيفاً ان "المقصود من هذه الحملة، الجامعة ومن خلالها كل المجتمع الذي يحافظ على الثقافة، الثقافة لا تقبل العنصرية، هناك من يريد محاربة المؤسسات التي تناضل من اجل الثقافة الحرة في لبنان، لم تعد الغاية عنصرية انما امور اخرى فجامعتنا تضم طلاباً واساتذة سوريين".


مبالغة
"هناك نوع من المبالغة في طرح هذه القضايا، فالفتاة اللبنانية حرّة في رأيها وفي قرارها سواء بشأن الزواج أو غير ذلك، لماذا يضيئون على هذا الجانب فقط ولا يضيئون على لبنانيات تزوجن من جنسيات مختلفة"، بحسب ما قالته أستاذة العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة منى فياض لـ"النهار" والتي اضافت "من الطبيعي أن وجود مليوني نازح في لبنان سيؤدّي الى ردود فعل لدى اللبنانيين من الرفض البسيط الى القوي وصولاً الى العنصرية، وهذه ليست خصوصية انما من القوانين الاساسية في علم النفس الاجتماعي، فوجود كثافة سكانية فائضة عن الاحتمال ستؤدي الى"اوفر دوز" وستزيد هذه الحوادث ليس فقط ضد السوريين، بل حتى فيما يتعلق بالجرائم التي نسمع عنها بين اللبنانيين، بالاضافة الى ان اللبناني عنصري تجاه نفسه، اذ نجد عنصرية بين العائلات والمناطق والمدن اللبنانية".


ظاهرة قديمة
من جانبه، رفض مدير كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية سابقاً الدكتور زهير حطب اتهام اللبناني بالعنصرية وقال "العنصرية تعني تغليب مصلحة الجماعة على اي مصلحة اخرى، في لبنان لدينا موقف ايجابي من السوريين، وليس لدينا مشاعر الضيق والكراهية التي نراها في اوروبا واميركا".
"ليست المرة الأولى التي يواجه فيها اللبناني نوعاً من الظواهر التي تفرض عليه فرضاً، قبل ذلك كان هناك ظاهرة الزواج من الفلسطيني وقبلها الزواج المختلط قبل العام 1975، فالزواج بين اللبناني ومن غير جنسيته ليست ظاهرة جديدة في المجتمع، هي بطبيعة تكوين لبنان المتعدّد الانتماءات الدينية وحتى الحضارية والثقافية"، بحسب حطب الذي أضاف "كان هناك نوع من التقبل، لكن تجربة اللبناني افرزت أحياناً بعض الخلافات والمواجهات، وتسببت بمشاكل للأسر المتشكلة، اذ دائماً الزواج من شخص من جنسية أخرى لا يتقاسم واياه الفرد الثقافة عينها يؤدي الى اختلافات سواء كانت بسيطة أو على مستوى أكبر، كالعادات والتقاليد، لكنها تبقى مقبولة طالماأوضاع الزواج المادية جيدة، خاصة لدى الفئات الوسطى والغنية التي كانت تُقدم على الزواج من لبنانيات، انما اليوم تعتبر الفتيات ان السوري في لبنان بشكل عام نازح، ووضعه الاقتصادي لا يبعث على الراحة فه وهو يعاني من عدم استقرار في جنسيته وسكنه، لذلك يكون الموقف المسبق بعدم استعداد فئات واسعه الزواج من سوري".


لا مسؤولية ولا موضوعية
سيكتشف السوريون ان افضل بلد تعامل معهم هو لبنان، وتلفت فياض إلى أنه "لم يحصل في التاريخ ان تحمل بلد ما يعادل نصف عدد سكانه من جنسية اخرى، ليتحدثوا عن تركيا حيث عدد سكانها 80 مليوناً وتضم مليونين ونصف مليون نازح سوري، والاردن لديه مليون ونصف نازح فيما عدد سكانه 9 ملايين، وضعهم ليس عظيماً لكن لا يمكنهم استغلال الاعلام كما هو حاصل في لبنان حيث اعلامنا بلا مسؤولية ولا موضوعية". كما تحدثت فياض عن عنصرية السوريين تجاه اللبنانيين وقالت "انهم احتضنوا اللبنانيين خلال حرب تموز، وأننا لم نبادلهم ذات الضيافة، لكن هل يعلمون انهم استضافوا مئتي الف لبناني في حين يفوق عددهم عن العشرين مليوناً، فلا مجال لمقارنة الأمر بيننا وبينهم". أما الحل بحسب فياض فهو "باظهار الاعتدال واحتضان المهجرين وقبولهم وادماجهم، وتأكيد أن اي مجتمع فيه ظواهر متعددة، ومع ذلك أقول أن رفض السوري لا يزال ضمن الحد الطبيعي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم