الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الأردني سديم قديسات يفوز بـ"نجوم العلوم"، كواليس النهاية وأحلام صنّاعها

المصدر: "النهار"
الدوحة - فاطمة عبدالله
الأردني سديم قديسات يفوز بـ"نجوم العلوم"، كواليس النهاية وأحلام صنّاعها
الأردني سديم قديسات يفوز بـ"نجوم العلوم"، كواليس النهاية وأحلام صنّاعها
A+ A-

حمل الأردني سديم قديسات لقب الموسم الثامن من #نجوم_العلوم، مانحاً أملاً جميلاً لمرضى السرطان. في لقاء معه بالدوحة، الطبقة الثامنة داخل مؤسسة #قطر، وصف اختراعه ببداية ثورة في عالم الفحوص الجينية. الحلم الإنساني يستحقّ الفوز.


ينساب صوت فيروز رقيقاً من مذياع في زاوية الفندق: "شو كان بدّي بهالتعتير، وبخاف من الحبس كتير"، متوجهة إلى "مختار المخاتير". كان ذلك قبل الانطلاق إلى مؤسسة قطر، حيث المؤتمر الصحافي للمخترعين الأربعة، فاللقاء بهم على حِدة. حَرّ في الخارج، فالصيف لم يلملم أنفاسه بعد. اللقاء في الطبقة الثامنة، والمصاعد مشغولة. الجميع يحجز مكانه إلى الأعلى، فصدف أن حُشرنا في مصعد واحد مع البروفيسور الغاضب باستمرار: عضو اللجنة الدائم فؤاد مراد. كان على عكس إطلالاته التلفزيونية مزوحاً ضاحكاً، يجمع في ملامحه الرصانة والهيبة. "كنتُ شاباً حين جئتُ إلى نجوم العلوم"، يقول، مُلمحاً إلى شَيب غزا الرأس. عرّف المشتركون الأربعة باختراعاتهم، رووا تحدّي التجربة، تحدّثوا عن الحلم والأمل والمستقبل، مُحمّلين الشباب رسالة رائعة: "الاستسلام ممنوع. لا تفقدوا الأمل".



 


متحمّسٌ سديم (28 عاماً)، مع بعض التوتّر على الملامح. أخبرنا عن علاقة تجمعه منذ الصغر بمرضى السرطان، وذكرياته في "مركز الحسين للسرطان" بالأردن. درّبه والداه على التطوّع في خدمة الموجوعين، وتركاه ينمو ويتلقّن العِبر بين آهاتهم ودموعهم. كبر وفي الذاكرة حسّ بالمسؤولية تجاههم، وحافز للابتكار والخَلْق العلمي خدمةً لمجتمع يعمل لتضميد عذابات أبنائه. قال لـ"النهار" أنّه يرى الشريحة إنساناً، دمعةَ متألم، وروحاً تستحقّ العيش. "مجرّد دمعة من عينيّ طفل، كانت تستفزّ في داخلي حِسّ النهوض للمساعدة. عاهدتُ نفسي بأن أقدّم للإنسانية اختراعاً يسهّل إجراء الفحص الجيني ويتيح الدقة والحدّ من الخطأ. سأطوّر "جينوميك" (نال مبلغ 300 ألف دولار من مؤسسة قطر)، ومستشفيات عدّة طلبته مني. سأستمرّ طالما أملك القدرة على ردّ الجميل لمجتمع له الحقّ عليّ، علّمني بأنّ الشريحة ليست أداة جامدة، بل روح بني آدم".


أهلٌ للفوز أيضاً هو اللبناني سيڤاغ بابيكيان (27 عاماً)، حامل ماجستير هندسة الميكانيك من الجامعة الأميركية في بيروت. التقيناه بحماسته وابتسامته، إلى جانبه بسام الجلغة، صديقه ومشجّعه، حامل لقب الموسم الأول من البرنامج. تحدّث عن مشكلات تواجهه، خلال عمله كمهندس، في استعمال الآلة الطابعة. "أردتُ إيجاد الحل. أردتُ المحاولة"، يقول لـ"النهار". أسدى له الجلغة نصيحة: "إليكَ نجوم العلوم!". "لم تكن آمالي كبيرة، لكني لم أستسلم. مشروعي "موديفيكس" هو طابعة مكتبية ثلاثية البُعد تتيح جَعْل التكنولوجيا في كلّ متناول، عبر تحسين آلات طابعة يستخدمها الملايين حول العالم. إننا مستهلكون للتكنولوجيا. الثورة الصناعية تغزو العالم، وأجدني جزءاً منها". بملامح حالمة، يعترف سيڤاغ بخوفٍ أصابه. "كنتُ خائفاً. كيف سأستطيع القيام بذلك؟ الأمل الضئيل أوصلني إلى النهاية. نجوم العلوم بدايتي، وسأستمر". (نال المركز الثالث وجائزة 100 ألف دولار من مؤسسة قطر لتطوير إنجازه).



 


كحماسة سيڤاغ، تلمع الحماسة في عيون الجزائري عبدالرحيم بورويس (29 عاماً) والبحريني غسان يوسف (33 عاماً). أخبرنا عبدالرحيم عن اختراعه: قميص "ووندركيت" الذكي، دليل الأم إلى كيفية التعامل مع ابنها المتوحّد. يستعيد مشاركته ذات يوم في مسابقة خاصة بالمكفوفين نظّمتها الأمم المتحدة، ولقاءه بأم شكت له معاناتها مع ابن متوحّد لا تدري كيف تتفهّم إشاراته. رجته سائلة ابتداع حلّ. "شعرتُ أنّها مسؤوليتي كمخترع. صمّمتُ على إنجاز القميص، هو متوافر بكلّ الأحجام، وقابل للغسيل، تصله الأم بجهاز يشبه الهاتف، فيرسل إشارات متعلّقة بتحرّكات ابنها ويدلّها إلى كيفية التصرّف. أنا فخور به، وفائز بكل الأحوال". (حلّ ثانياً، مع مبلغ 150 ألف دولار).


غسان يوسف الرابع (نال مبلغ 50 ألف دولار). لاعب تايكواندو يخبرنا أنه ذات يوم ظُلم واستُبعد من الذهاب إلى كوريا رغم فوزه في البطولة الوطنية. يتحدّث عن مشكلات في التحكيم جعلته يتخلّى مدّة عن اللعب ويفكّر بجهاز مثالي لتقويم مباريات الفنون القتالية. "جهازي "تايك وان" يؤرخ للاعب ومؤهلاته وقدراته. كاميرته قادرة على تحليل حركة اللعب، وتسجيل ضدّ مَن تجري المباراة، وفي مواجهة أي دولة من دون تدخّل العنصر البشري. سأعمل على تطوير إمكانات الكاميرا لتقليل نسبة الخطأ. أتطلّع إلى المستقبل. إلى السيطرة على أولمبياد 2020، والفوز. لن أتوقّف عن العمل، نجوم العلوم بداية مشواري".



 


إنها السادسة مساء بتوقيت قطر، والطقس يميل إلى حرارة أقل، خارج قاعة التكييف الباردة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، مكان تصوير الحلقة النهائية. استنفار داخل فريق التصوير، وطوني واكد لا يهدأ، يعطي التعليمات ويتأكد بتوزيع النظرات بأنّ الأمور تحت السيطرة . اللقطات تُعاد من أجل اللحظة الأجمل، والجميع في الباحة الخارجية يراقب وينتظر. ندردش مع واكد، بعدما اطمأن إلى أنّ اللقطات قابلة للعرض بمستوى لائق. يُخبرنا بأنّ التلفزيون صناعة متعبة، ومَن يتابع خلف الكاميرا ليس كمن يشاهد من كنبة منزله. واكد مُلمّ بتفاصيله، يتقن فنّ اللعبة. نقل صورة مميزة لبرنامج مميز ("أم بي سي 4") ينير الشاشة بمبادرات ريادية تختزل تطلّعات شباب مبدع إلى عالم متبدّل، الإنسان والتكنولوجيا فيه ملتصقان حداً يدهش العقل.



[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم