الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ترامب والبداية المتعثرة والمقلقة

هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

بعد اسبوع من انتخابه يواجه دونالد ترامب انتقادات قوية بسبب تعييناته الاولية، ولان فريقه الانتقالي تعثر لاسباب سياسية وقانونية ونتيجة الخلافات الشخصية، بدأ التعثر فور اقصاء الحاكم كريس كريستي رئيس الفريق الانتقالي واستبداله بنائب الرئيس مايك بنس (لاكثر من سبب بينها ان صهر ترامب جاريد كوشنر حاقد على كريستي لانه حاكم والده وسجنه بتهمة الاحتيال في 2004 عندما كان كريستي المدعي العام لولاية نيوجيرزي). وواصل كوشنر، المقرب جداً من ترامب والذي كان من أبرز مستشاريه غير الرسميين خلال الحملة، تطهيره للفريق الانتقالي، حين ارغم النائب السابق مايك روجرز، الذي عينه كريستي المستشار الامني للفريق الانتقالي، على الاستقالة.


وفي الايام الأخيرة كان دور أولاد ترامب في الادارة الجديدة محور اهتمام وسائل الاعلام بعد تسريب أنباء عن احتمال اعطائهم تصاريح أمنية تعطى فقط لكبار المسؤولين. ولا يحق للرئيس الاميركي توظيف أي فرد من عائلته. ومن المتوقع بروز تضارب في المصالح، لان الرئيس المنتخب متورط في دعاوى قضائية عدة، واذا أبقى أولاده مسؤولين عن شركاته، كما يبدو، فان ذلك سيتسبب بمشاكل قانونية، لانه يفترض في أي رئيس منتخب ان يضع ثروته في ائتمان مغلق بحيث لا يعرف عن استثماراته أي شيء خلال ولايته. واذا أبقى ترامب شركاته في عهدة أولاده، فانه سيبقى على اطلاع على استثماراته.
لكن التعيينات الاولية لترامب والشخصيات التي تطرح لاحتلال المناصب الحساسة في ادارته أثارت وستثير الكثير من الجدل والاستهجان. قرار ترامب تعيين راينس بريبوس رئيس الحزب الجمهوري مديراً للبيت الابيض قوبل بالارتياح من قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس لان بريبوس مقرب منهم، واعتبر تعيينه محاولة لاسترضاء "المؤسسة الجمهورية التقليدية" في واشنطن. لكن تعيين ترامب ستيف بانون مدير حملته مستشاراً خاصاً، أثار عاصفة من الاحتجاجات لان بانون المدير السابق لموقع "برايتبارت" الالكتروني معروف بتصلبه وعدائه لقادة الحزب الجمهوري وبمواقفه السياسية المتعصبة، ونشر موقعه مقالات معادية لليهود والمسلمين والمثليين. وجاء تعيين بانون على خلفية الزيادة الكبيرة في أعمال التحرش والترهيب التي قام بها متطرفون أيدوا ترامب في حق المسلمين واليهود والاميركيين ذوي الأصل اللاتيني.
الاسماء المرشحة لمنصب وزير الخارجية أثارت المخاوف أيضاً لأن أبرزها هو رودي جولياني رئيس بلدية نيويورك خلال هجمات 11 أيلول 2001 والمعروف بطبعه الناري وتطرفه ولانه يفتقر الى الخبرة الديبلوماسية. الاسم الآخر هو جون بولتون، المسؤول السابق في الوزارة وأحد أبرز "المحافظين الجدد" والذي دعا في السابق الى قصف المنشآت النووية الايرانية. مواقف ترامب المتصلبة أبعدت عنه شخصيات جمهورية جدية مؤهلة لمساعدته، وهذا سيساهم أكثر في تعثره.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم