شكري في بيروت... ومصر مع كل الدعم للبنان

لم ينتظر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انتهاء الرئيس المكلف سعد الحريري تشكيل حكومته لارسال وزير خارجيته سامح شكري لتقديم التهنئة الى العماد ميشال عون لانتخابه رئيسا الجمهورية فطلب اليه ان يزور بيروت في الساعات المقبلة حاملا معه كل الدعم والاستعداد لتنشيط العلاقات الثنائية في شتى المجالات والوقوف الى جانب لبنان في مواجهة الاٍرهاب ولتحصينه من انتقال شرارة الحرب السورية الى ربوعه .اضافة الى الوقوف الى جانبه في المحافل الدولية والعربية . وسيقابل شكري الحريري ورئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري ويعقد جلسة عمل مع وزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس ويختمانها بمؤتمر صحافا مشترك .
وتجدر الاشارة الى ان السيسي كان الأكثر اهتماما من القادة العرب بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء الفراغ في قصر بعبدا وسبق ان أرسل شكري الى بيروت قبل ثلاثة أشهر في مهمة متصلة بهذا الاستحقاق وابلغ رغبته انذاك الى المرشحين وزعماء القوى السياسية ولكن من دون التوصل الى اي نتيجة . مكث ثلاثة ايام ولم يكن يحمل اي مبادرة بل طرح أسئلة واستمع الى الاجوبة وجمعها في تقرير رفعه الى رئيس بلاده . وكان يصحبه في تلك الزيارة السفير المصري الحالي في لبنان نزيه النجاري . واجرى السفير المصري السابق محمد بدر الدين زايد الكثير من المساعي التي لم يكتب لها النجاح .
ويضع السيسي لبنان على جدول اعماله نظرا الى العلاقات التاريخية بين البلدين ليس في السياسية فحسب بل ايضا الثقافية والتجارية والى الصداقات التي تربط عدد من المسؤولين اللبنانيين لأركان الحكم والبعض من هؤلاء يعتبر ان مصر هي التي تدعمه في التركيبة السياسية كما السعودية.
اما السيسي فيعول كثيرا على التعاون مع اللبناني المنتشر في الكثير من الدول الافريقية .وتقرر تأسيس آلية عملية لترجمة ذلك وهو ان يروّج رجل الاعمال والتاجر اللبناني في تلك الدول لما تنتجه المصانع والمعامل المصرية . واتفق على تنظيم لقاءات دورية لتبادل الاّراء والخبرات تسويق البضائع .
وقال مسؤول ديبلوماسي لـ "النهار" ان "لجوء القاهرة الى الاستعانة بالخبرة اللبنانية الوازنة في الاسواق الافريقية دليل على اهمية الثقل لكثير من اللبنانيين الذين يشكلون العمود الفقري لبعض اقتصادات الدول الافريقية المزدهرة" .
واضاف ان "القيادة المصرية متفهمة لتداعيات الازمة السورية على لبنان لجهة التضخم السكاني والكلفة اليومية للتعليم والتقديرات الصحية والاستعمال المجاني للكهرباء والانتشار العشوائي لمخيمات اللاجئين في مختلف المحافظات والتخوف من اندساس ارهابيين فيها ومنافسة اليد العاملة اللبنانية ". وتشاطر مصر المسؤولين في بيروت جراء اعباء إلاقامة الطويلة لهؤلاء اللاجئين .
اضافة الى ان الازمة السورية غير قابلة للحل في المدى المنظور على الرغم من ان الولايات المتحدة الاميركية وروسيا ودوّل اقليمية كايران وتركيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها تقاتل من الجو ضد التنظيمات الارهابية على الأخص مواقع "داعش" ولم تنتصر عليها بشكل نهائي، ولا سيما ان موسكو دربت فرقا من الجيش السوري النظامي الذي كان مفككا ويقاتل ضد الارهابيين فسيطر على مناطق بدعم روسي جوي وبري وايراني ومن مقاتلي حزب الله" .
وختم المصدر ان "السيسي مرتاح لانتخاب عون وسيحمل شكري رسالة خطية تتجاوز التعابير البروتوكولية وسيشدد فيها على التعاون في شتى المجالات وتوجيه دعوة له لزيارة القاهرة".