الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

شاشة - ترامب رئيساً: الميديا وصناعة المشهد

فاطمة عبدالله
شاشة - ترامب رئيساً: الميديا وصناعة المشهد
شاشة - ترامب رئيساً: الميديا وصناعة المشهد
A+ A-

الثالثة فجراً بتوقيت بيروت، لم تكن أرجحية الفوز للرئيس المُنتَخب. الفضائيات الإخبارية منهمكة: مراسلون، تحليلات، أرقام. الجوّ في لبنان، قُبيل الفجر، همود ونعاس. التلفزيونات في سباتها، عكس حماسة الفضائيات، لا سيما "العربية" المُخصِّصة للسباق الأميركي العدّة والفريق والموازنة.


نَفَش المُنتَخب دونالد ترامب ريشه وظلّ منكمش الوجه رغم الاطمئنان إلى الفوز. كأنه كذب كذبة والجميع الآن صدّقها. حلّ الفجر فبدأ الاهتمام اللبناني بحدث حبس الأنفاس: نَقْلٌ عن "سي أن أن" مع تعليق، وكان "تلفزيون لبنان" مُشاركاً. تأخّر إعلان النتيجة حتى الصباح، وهذا من حظّ مَن فضَّل النوم والأحلام ودفء الأسرّة. هي حال بعض الإعلام اللبناني المُنطلق بطيئاً في الرصد والمتابعة. الناظر إلى تغطية الفضائيات الكبرى، إلى خلايا النحل ووَصْل الليل بالنهار، يزداد إحساساً بأهمية اللحظة على مستوى العالم، وشغفاً وحماسة لئلا يفوته تفصيلٌ، أصواتٌ في ولاية، دمعة على خد، ضحكة على وجه، وهو في اللااكتراث والنوم، وهذا ما كنّاه طوال ليل الثلثاء - الأربعاء في "النهار".
أعلنت "سكاي نيوز" قبل الآخرين تنصيب ترامب رئيساً، ولم يبدُ ذلك سَبَقاً بقدر ما بدا استعجالاً لتأكيد ما بات مؤكداً: فوز الملياردير المتجهّم. مارست الميديا الأميركية البروباغندا بالتباطؤ في إعلان فوز ترامب أو التباطؤ في الإقرار بهزيمة هيلاري. وراق بعضها تصريح حملة المرشحة الديموقراطية بأنّ لا شيء محسوماً وهي لم تُهزَم. إلى أن كان لا بدّ من عنوان عريض عاجل: ترامب رئيس أميركا، كلينتون لن تصرّح، أما هو فيستعدّ لإلقاء خطاب الفوز.
دخل مع ابن يُشبهه والزوجة ميلانيا وباقي العائلة. هذه المرّة راقب الحشد كرئيس مُنتصر. ملأه شعور بالارتفاع عن الأرض والتفوّق الكاسح. ملامحه المنقبضة عكست صدمته. ضحكته الفاترة خرجت من قلب متعب، نبضه مضطرب كساحة صراع التناقضات بأسرها. مَدّ اليد ووعد بتشغيل الملايين، فوصلت مزحة "بيّ الكلّ" إلى أميركا. و"ترامبك جايي من الله" لضرورات اكتمال النكتة.


[email protected]
Twitter:@abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم