الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ما هي المتغيّرات التي ستشهدها المنطقة في حال وصول كلينتون او ترامب؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
ما هي المتغيّرات التي ستشهدها المنطقة في حال وصول كلينتون او ترامب؟
ما هي المتغيّرات التي ستشهدها المنطقة في حال وصول كلينتون او ترامب؟
A+ A-

ساعات تفصل الولايات المتحدة والعالم عن وصول رئيس جديد الى البيت الأبيض، يصوت الناخبون الأميركيون في خمسين ولاية وفي العاصمة واشنطن، لاختيار الرئيس الخامس والاربعين للبلاد بين مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. مشروعان مختلفان سيفوز واحد منهما، وعلى اساسه ستدار اميركا وسيتم اللعب على المسرح الدولي، اما رؤية كلينتون "لاميركا متفائلة وكبيرة القلب تشمل الجميع"، او رؤية ترامب للسياسة الخارجية التي اختصرها في عبارة  "اميركا اولا".


 ترامب حدّد خطوط سياسته الخارجية في خطاب ألقاه، قال فيه إن "هناك حاجة إلى خطة طويلة الأمد لوقف تمدد وانتشار الإسلام الأصولي"، وتوعد تنظيم الدولة الإسلامية بأن أيامه أصبحت معدودة. في حين أعلنت كلينتون، عن أولويات الرئيس الجديد الذي  سيواجه "ثلاثة تحديات رئيسية، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك في السياسة الخارجية" وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، اعتبرت أنّ "على الرئيس الجديد ضمان أمن الأميركيين وتوفير الدور الرئيسي للولايات المتحدة في العالم". فما هي المتغيّرات التي ستشهدها المنطقة في حال وصول كلينتون او ترامب؟


أولويات تتخطّى "الشرق"


أستاذ الدراسات الأميركية في الجامعة الأميركية الدكتور كامل وزنة اعتبر في حديث لـ"النهار" أن "أي رئيس يصل إلى السلطة أمامه تحدٍّ كبير وهو كيفية التعاطي مع الملف الساخن في العراق وسوريا وليبيا، وفي المنطقة ككل "لكن في الوقت ذاته "اولويات اميركا ليست الشرق الأوسط بل اكبر منه" وقد تكون بحسب وزنة "الاقتصاد التبادل التجاري، الصعود الاقتصادي والعسكري الكبير للصين، شرق آسيا" ولفت إلى أن "السياسات الخارجية تتعلق بالمؤسسات الأميركية، وكلينتون جزء منها لواحد وثلاثين عاماً، لن تتغير مع قدومها الى السطلة، اما ترامب فقد يكون غامضاً في اماكن عدة لكن فريقه السياسي اكثر تشدداً وداعما اكبر لاسرائيل".


صراع بين ملفّين


"اليوم هناك صراع اقليمي واضح بين ملفّين، ملف تقوده ايران وآخر تقوده المملكة العربية السعودية" بحسب وزنة الذي اضاف "اذا وصلت كلينتون سيكون امامها ملفّان الاول استكمال الدور الذي لعبه أوباما في المنطقة، قد تكون هناك بعض المساعي، لكن الادارة الاميركية غير مستعجلة على دور مباشر في الشرق الأوسط، لديها ثقة ببعض حلفائها هناك وهذا ما تعول عليه بعض الدول الخليجية، اما الملف الثاني فهو الفلسطيني". اما اذا وصل ترامب "سيكون له موقف آخر في كيفية التعاطي مع الملف الايراني، فقد يمزق هذا الاتفاق الاميركي مع تلك الدولة، باعتبار ان ايًّا من الجمهوريين لم يصوت له، وقد يكون هناك ضغط اكبر على ايران في موضوع التفاوض والعقوبات، وربما العقوبات التي خفّفت في مكان تعود الى التصاعد".


اختلاف على نقطتين


من جانبه رأى الكاتب والباحث السياسي الاردني الدكتور عامر سبايلة في حديث لـ"النهار" انه "عندما نتحدث عن الاختلاف بين الجمهوريين والديموقراطيين في هذه المرحلة نتحدث عن فوارق قليلة لكن جوهرية في موضوع السياسة الخارجية، ومن الطبيعيّ أن تكون نقطة الخلاف في التعاطي مع الحركات الاسلامية بين ديموقراطيين يعتبرون أن استيعابهم هو اساس للديموقراطية وجمهوريين يعتبرون انهم اساس للارهاب، وبالتالي يختلف ترامب وكلينتون في هذه الرؤية بشكل واضح". واضاف "ثانياً الاختلاف حول العلاقة مع روسيا: فبينما يشير ترامب بوضوح إلى ان العلاقة مع روسيا يجب ان تكون علاقة ودية تصالحية، وتقود الى حل الكثير من المشكلات، فان المعروف عن ادارة كلينتون انها ستكون نوعا ما متشددة وصقورية بما ينذر بتأزيم العلاقة  بين البلدين في عدة مفاصل، وهذا ما سينعكس على المنطقة خصوصا بعد الوجود الروسي في سوريا اذا نتحدث عن منهجيّتين مختلفتين في هذه النقطتين".


وفي ملف روسيا وتأثيراته على الشرق الأوسط اعتبر وزنة أنه "قد يكون هناك تعاطٍ مختلف مع الرئيس فلاديمير بوتين، وهناك قابلية لدى ترامب من خلال حملته الانتخابية أن يكون أكثر تعاونا مع روسيا باعتبار ان الرئيس نيكسون كان له عداوة مع الصين، لكن هو الذي فتح العلاقة فيما بعد معها، وكان له عداوة مع الاتحاد السوفياتي وهو الذي ايضا فاوض وخفض من الأسلحة النووية ومن ثم جاء اسقاط حلف الشيوعية فيما بعد".


سوريا والحلّ


"من يعول على ان تصنع أميركا التغيير في سوريا فإن التغيير يجب أن يحصل على يد القوى المتصارعة على المستوى الاقليمي، وهذا من الصعب تحقيقه اليوم، خاصة أن الفجوة الموجودة بين المعسكريين الايراني والسعودي والملفات المتصارع عليها كبيرة، من اليمن الى العراق الى سوريا الى المنطقة بما فيها الموارد التي اصبحت تشكل خطرا على جميع الدول، لأن الاقتتال الدائم سيسبّب في النهاية أزمات اقتصادية، باعتبار ان هذه الدول هي دول نفطية والنفط في ادنى مستواياته، كما أن لديها تراكم مديونية وعجزًا في الميزانية، لذلك قد تصل الى نقطة تجري التفاوض، وعندها لن تمانع الادارة الاميركية من دعم هذا التفاوض" بحسب وزنة  أما سبايلة فرأى أن "سياسية ترامب في سوريا ستكون واضحة، فعندما نتحدث عن تقارب مع روسيا سيكون هناك تنسيق لمكافحة الارهاب، وبالتالي سيصار الى الحل السياسي على النمط الروسي. اما اذا وصلت كلينتون فسنعود الى نقطة سابقة لاجتماع فينيا الارث الذي تركه جون كيري وبالتالي اطالة امد الازمة من جهة واختلاف على موضوع الارهاب مما يعني ان لا حل يلوح في الافق".


استعداد لبناني


أما في ما يتعلق بلبنان، فقد رأى وزنة "ان الادارة الاميركية عملت دائما على أن يبقى على الحياد، وقد كان هناك تعاون في ملفات امنية سهلت فيها اميركا اعطاء معلومات مهمة لاجهزة امنية ساعدت في المحافظة على منع التفجيرات في اماكن عدة، كما تم تجنيب لبنان عما يحصل في الشرق الاوسط، ربما يكون هناك استمرار للعقوبات بطريقة متصاعدة ضد حزب الله، لكن قد تفصل الادارة بين حزب الله ولبنان" و بحسب سبايلة "نأى لبنان بنفسه عبر فكرة التوافق الداخلي وانتخاب رئيس للجمهورية عن نتائج الانتخابات الاميركية، مما يعني انه يستعد للحالتين، ولن يكون متضررًا مباشرة، الا اذا كانت قضية حزب الله هي محط هجوم اميركي سواء من ادارة كلينتون او ترامب".


"على مساحة المنطقة"


اذا كان وزنة اعتبر أن "الموضوع الفلسطيني، سيبقى كما كانت سياسة اوباما بدون ضغط حقيقي على اسرائيل، لكن التشدد سيكون اكبر فيما لو وصل ترامب، ففي عهد كلينتون قد يكون ذات الدعم مع دفعة احياء للمفاوضات التي أنهاها بيل كلينتون في وقته" فإن سبايلة تطرق الى قانون جاستا وتأثيراته على دول الخليج حيث قال "اذا استمرت السياسة الاميركية باتجاه تطبيق قانون جاستا المتوافق عليه بين الادارتين، ستكون له انعكاسات على دول الخليج وعلى طبيعة التعاطي مع الحرب في اليمن أما العراق فلن تشهد تغيير حقيقي ملموس".


تبقى الأيام القادمة هي وحدها الكفيلة بترجمة السياسة التي سيتبعها الرئيس القادم على أرض الواقع!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم