الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فوتوغرافيات رانيا مطر: نحبّ هذه الآتية من الطفولة وتلك المرأة الممتلئة أنوثة

لور غريّب
فوتوغرافيات رانيا مطر: نحبّ هذه الآتية من الطفولة وتلك المرأة الممتلئة أنوثة
فوتوغرافيات رانيا مطر: نحبّ هذه الآتية من الطفولة وتلك المرأة الممتلئة أنوثة
A+ A-

يتكون معرض الفنانة الفوتوغرافية اللبنانية رانيا مطر في "غاليري جانين ربيز" من عالمين متكاملين، الطفلة والمرأة، ينطقان بالصدق والطراوة والحنان والانفعال، كأنها تحكي قصصاً صغيرة وحميمة من دون أن تعترضها صعوبات في نقل الوقائع والخلفيات والدلالات.


نعرف رانيا مطر منذ سنوات وهي لا تتوقف عن مفاجأتنا في معارضها ومشاركاتها في نشاطات فنية عديدة. أعمالها لم تعد تحتاج إلى تعريف، لأننا نعرف قدرتها على التعامل مع ماكينات فوتوغرافياتها وهيئات اشخاصها، فتلتقط المفاصل الحياتية الصعبة والسهلة، عند الصغار والمعمّرين على السواء، وما بينهما من اختبارات ومراحل، من خلال التركيز على نقاط الجمال والفرح والانشراح، وكأنها تدعونا إلى تقاسم البحبوحة بالابتعاد عن مناخات الدراما والمأساة.
تجسد فوتوغرافياتها أسماء وشخصيات من الشرق والغرب، تفوح من هيئاتها وأشكالها عطور البداهة والتلقائية التي لا تتحايل ولا تمثل وضعيات مغايرة للواقع الذي تضعها فيه العدسة. تمتلك المصوّرة مهنية رائعة، بحيث نشاهد عناصر الألفة المبتعدة عن التصنع والتفلسف والادعاء. شخصياتها قريبة من القلب، والأطر التي تحتضنها مشتقة من مناخات وحيوات عادية، طبيعية، لا تبحث عن التكلف والأبهة والتعقيد. لا عنجهية ولا تنمير، ولا أي ملمح من ملامح السنوبيسم الكريه والمنفر.
اتوقف مطوّلاً عند الصور التي تنقل الينا حالات الفتيات في عمر ينتقل قليلا من الطفولة الى عمر المراهقة فإلى النضج. نشاهد كلارا من بيروت في طهارتها وجلستها واستسلامها للعدسة، كأنها ترسل التحية إلى من يراها في ملابسها البيتية، في حين تفلش جمال شعرها وتكاوين جسمها بجاذبية بريئة. لا ندري إن كانت رانيا مطر قد رزقت بأطفال او ربّت ولداً او فقدت ابنة. ربما نعم، ربما لا. المهم انها تحب الاشخاص الذين تصورهم وتحترم اجسادهم وتبارك طهارتهم، وهذا ما يفرح العين كثيرا ويدعونا الى الابتسامة المقترنة بشيء من المحبة، وخصوصاً عندما نلمح هذه الصغيرة الاتية من الطفولة، وتلك المرأة الممتلئة انوثة التي تسمح لنا بالوقوف امام صورتها وتأمل شكلها وملابسها وجلوسها أو استلقائها على مقعد او سرير من دون ان تثيرنا جنسيا.
نقدّر رانيا مطر لأنها لا تستغل الحالات التي تبعد المتلقي عن عمق المشهد ونوعيته البعيدة عن السهولة. فهي لا تنساق وراء غواية تحويل الصورة من مشهد حقيقي عميق الى مادة رخيصة استهلاكية. الالوان الظاهرة في المواقع او الملابس تبقى غير فاجرة كأنها مستخدمة فقط لنقل الجو، ولكن من دون اللجوء الى الإثارة ولا سيما في ملابس النساء.
المعرض يستمر الى 18 تشرين الثاني 2016.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم