الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

رسالة الى رئيس الجمهورية

فرحان صالح
A+ A-

فخامة الرئيس،
تحية واحتراماً،
نتقدم منكم سيدي الرئيس، ومن الشعب اللبناني، بالتهاني بانتخابكم رئيساً للجمهورية اللبنانية، آملين أن يشكل وجودكم - وبما تمثلون، مدخلاً لتصويب السياسات التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه - واسطة عقد للحوار والتعاون بين مكونات الشعب اللبناني كافة، وصولاً إلى ايجاد رافعة للإصلاح متمثلة بإعادة الاعتبار للكفايات العلمية والمهنية التي استبعدت خلال العقود الأربعة المنصرمة.
لذا، فإنّ جلّ ما يتمناه الشعب اللبناني ويرجوه منكم يتلخص بالآتي:
1– الاهتمام بالقطاع الزراعي، فالفلاح والأرض هما القاعدة الأولى للانتماء والهوية، أمّا الهدف فإعادة سكان الريف، أو من يرغب، إلى قراهم وأرزاقهم. ولن ننسى أنّ الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 كان هؤلاء، ليسوا وقوداً لها فحسب، بل ضحاياها أيضاً. واستمر التعامل معهم بعد وقف الحرب بدونيّة واستهتار كاملين، ما دفعهم إلى النزوح والهجرة إلى بيروت وغيرها من مدن وبلدان عربية وأجنبية. لقد شكلوا في بيروت حزاماً قابلاً للانفجار، ومادة للاستغلال، خصوصاً الطائفي والسياسي.
2– طرح قانون جديد مبني على النسبية، ليس للانتخابات النيابية فحسب، بل أيضاً لإلغاء الطائفية السياسية، وفصل الدين عن السياسة، مع ما يترتب على ذلك من إلغاء التشريعات والقوانين المعطاة لأحزاب سياسية مبنية على أسس طائفية، أيضاً للمدارس والجامعات والمؤسسات الأهلية.
3– إعادة النظر في المناهج والبرامج المدرسية والجامعية، بحيث تتم تهيئة المناخات للأجيال الجديدة ليقبل بعضها البعض، وللحوار والتعاون، وهذا ما سيساهم في الاندماج الوطني من خلال قانون جديد للزواج المختلط، كما تدعو اليه الشرائع الإنسانية. وبهذا هل أضرّت العلمانية بلبنان وبسواه من بلدان عربية مثلما أضرّت الأيديولوجيات الدينية – الطائفية، التي تتجلبب بالدين، وهي البعيدة عن الإيمان بالإنسان؟
4– حاول نظام الوصاية عبر امتداداته السياسية، بدءاً من عام 1990، تكثيف المشاكل بين اللبنانيين وعدم حل أيّ منها. إنّ تكثيف هذه المشاكل، كان بمثابة قنابل دخانية للتعمية على كل الموبقات التي كان يقوم بها زعماء الطوائف، وهذا ما أدى إلى غرق الشعب اللبناني، بكل مكوناته، بهموم ومشاكل مصطنعة. لنلاحظ مثلاً مسألة النفايات. ولن ننسى أيضاً أنّ كل زعيم من هؤلاء كان يستدرج طائفته لتحميه، موهماً أبناء الطائفة أنّ وجوده هو الحامي لها، وليس الدولة وجيشها وقواها الأمنية. وبهذا أصبحت الطائفة وسيلة وتغطية للفساد، أيضاً أصبح إله هذه الطائفة أو تلك، متورطاً في كل ما مارسه هذا الزعيم – الطائفي أو ذاك. ونلاحظ مثلاً الاستهتار وعدم المسؤولية، الذي ما زلنا نراه في ممارسات هؤلاء الزعماء، منذ ما يزيد على الأربعة عقود، ويتبدى في صرف ما يزيد على ثلاثين مليار دولار لمعالجة مشكلة الكهرباء، والنتيجة أنّ أوضاع هذا القطاع، مثله مثل غيره من قطاعات من سيء إلى أسوأ. كذلك فإن لبنان بلد الأنهار، نجد اللبنانيين عطشى، وكما ذكر بطرس لبكي في إحدى دراساته، أن السياسة التي اتبعت ما بين عامي 1990 حتى 2012، والتي ما زالت مستمّرة، قد أدت إلى هجرة ما يزيد على مليون ومائتي ألف شاب، هم من أفضل الكفايات الإدارية والوظيفية والمهنية.
5– اضفاء المناخات التي سيكون لها قيمة إنسانية ووطنية مضاعفة، تؤدي إلى دفع المرأة للمشاركة في إدارة مجمل مؤسسات المجتمع من دون تمييز، وبخاصة في القرار الوطني، سواءً في المجلس النيابي أم في الوزارات.
أخيراً: إنّ ما تقدمنا به، سيكون مكتملاً في حال تخفيض الرواتب، وبنسب معينة، لكل الوظائف التي يتقاضى أصحابها ما يزيد على عشرة ملايين ليرة لبنانية، وإعادة النظر في التشريعات التي تنصّ على أن من حقّ النائب أن يتقاضى معاشاً تقاعدياً بعد أربع سنوات من انتخابه.
أيضاً تفعيل القانون الذي يطلب من كل من يعمل في القطاع العام، الإعلان عمّا يملكه. لهذا، فالمطلوب تفعيل قانون المحاسبة في المؤسسات القضائية، وفي مجلس الخدمة المدنية، وتفعيل قانون "من أين لك هذا؟".
بهذا سيدي الرئيس، يساهم العهد وفي وقف الهجرة، ومعالجة مسألة الدين العام، وفي تحفيز المهجّرين والمهاجرين الذين تركوا قراهم وبلدهم، للعودة إلى وطنهم. بهذا سيكون كل الشرفاء في خدمة مسيرة الحرية.

الأمين العام لحلقة الحوار الثقافي

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم