أبو هموم: كلينك بالمجلس

نظرت الى وجه ابو هموم المتعب وهو يدخن بشراهة وقلت له: يا زلمي حابب شي نهار شوف الضحكة على وجهك. خلص، صار عنا رئيس وبلشت الأمور تتحلحل وأنت بعدك عابس ومكشر، نص الألف خمسمئة، خللي عضلات وجهك ترتاح شوي. أجاب بعد رشفة قهوة ومن دون مقدمات: كلينك بالمجلس نزل اسمها بصندوق الاقتراع، وما ناقص الا تنزل بالمايوه السترينغ وتحضر الجلسة. والأنكى انو صارت تتنقل بين المحطات، ومين بيسبق مين لياخد حديث معها. قلت له: يا ابو هموم ميريام مرا حلوة وسكسي وهيي ما خصها بيللي صار. الحق على سعادة النائب يللي أنزل اسمها بالصندوقة. خلص، ما بدها هالقد، وبيناتنا كلينك أذكى من يللي أنزل اسمها بكتير. وفيك تتخيل يا ابو هموم لو ترشحت على النيابة ونجحت شو بيصير؟ كون اكيد انو النصاب بيكتمل بكل الجلسات. شو؟ ما رح تشيل التكشيرة عن وجهك؟ بعصبية اجاب: يا إنسان يا مثقف يا محترم، البلد عم بينازع وأنت قلبت كلينكاوي مش عم صدق. بدك تعرف ايمتى بتروق معي؟ إسماع: لمن بتوصل الناس على المطار وما بتروح كوما من ريحة الزبالة. لمن بتوصل من جونية على بيروت بعشر دقايق. لمن بتصير الكهربا أربعة وعشرين على أربعة وعشرين متل بالموزمبيق الشقيق. لمن ما بتنقطع المي ببلد المي. لمن اولادك بيتخرجوا من الجامعات ومش دغري على المطار. لمن بشيبتك بتكون مضمون ومش متروك على الطريق. لمن يللي ماسكين البلد بيقنعوك انو هون وطن مش اوتيل. لمن بدك تعمل معاملة بالدواير الرسمية مش بينقطع نفسك من طابق لطابق وبالآخر تعا بعد يومين. لمن يصير معاشك بيكفي قسوطات مدارس وجامعات وفواتير كهربا وموتور وقسط سيارة وسلة السوبر ماركت. لمن بترجع الثقافة تبيض وجّ البلد قدام العالم. لمن الفنان ما يعود يخاف من بكرا. لمن تبطل تشوف ناس معا مليارات من ورا صفقات مشبوهة. لمن تصير معاملاتك الرسمية توصل لعندك بالبريد الإلكتروني. لمن نطلع من العالم التالت للعالم التاني، بكير على الأول. لمن بترجع تشوف السياح بالبلد على مدار السنة... بدك بعد او بيكفي لليوم؟ سكتت، لكن ابو هموم تابع: واذا صار نص يللي قلتن وحياتك ولعيونك بصير كلينكاوي اصيل.