الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مات بحادث قبل وداع والدته... الكلمات لا تُعبّر عن جسامة الخسارة

المصدر: "النهار"
اسرار شبارو
مات بحادث قبل وداع والدته... الكلمات لا تُعبّر عن جسامة الخسارة
مات بحادث قبل وداع والدته... الكلمات لا تُعبّر عن جسامة الخسارة
A+ A-

قاد سيارته لشراء حاجات عمله، من غير أن يتوقع أن شبح الموت بانتظاره على طريق #العبدة، فما إن وصل الى منطقة البيادر حتى انقض عليه، قاومه لكن في النهاية انتصر عليه، سلّم الروح وفارق الحياة، هو عبد الكريم الرفاعي ابن بلدة ببنين الذي أبكى رحيله أبناء بلدته.
عند نحو الثانية بعد ظهر أمس، وقع الحادث بين سيارة "رابيد" يقودها عبد الكريم وسيارة "مرسيدس"، أصيب خلاله ابن الخامسة والعشرين ربيعاً في صدره، "عانى نزيفاً في رئته، أدى إلى وفاته في مستشفى معن اليوسف- #حلبا. رحل قبل ان يودع والدته التي كان يحلم ان يساعدها في "الميني ماركات" التي تمتلكها حتى تتوقف عن العمل"، وفق ما قاله قريبه عبد الرحمن الرفاعي. وأضاف: "هاتفني قبل يومين، اخبرني عن طموحه بتوسيع دكان والدته، وتأمين كل ما تحتاجه، فهو كبير عائلته بعد وفاة والده قبل نحو سنتين".


قضاء وقدر
ما حصل بحسب الرفاعي "قضاء وقدر، نحن نسلم بأمر الله، لم نتقدم بدعوى ضد سائق سيارة المرسيدس وهو شاب يبلغ نحو العشرين عاماً تم توقيفه للتحقيق معه. فلا شيء سيعيد عبد الكريم الذي ووري اليوم في جبانة البلدة، الى حضن والدته التي صعقت بعد إبلاغها خبر وفاته، هي التي كانت تتكل عليه في كل صغيرة وكبيرة، وتحلم باليوم الذي تفرح به وتحمل اولاده، فحمل نعشه قبل ان تحقق حلمها". وتابع: "كان حنوناً عليها إلى أبعد الحدود، لم يخالف لها رأياً ولم يرفض لها طلباً. كان يعمل كل ما في وسعه ليراها سعيدة، وفي لحظة مقتله ماتت فرحتها ورغبتها بالحياة".


ذكرى طيبة
في عائلة مؤلفة من شابين وثلاثة فتيات تربى عبد الكريم على حب الجميع "هو الفرح الذي لا تفارق الضحكة وجهه، كان يهوى السباحة وكرة القدم، يومياً يسهر مع اصدقائه الذين لا يصدقون الى الآن كيف خطف من بينهم بهذه السرعة. هو الذي كان ينهي عمله في رش الموبيليا، يقصد منزله لأخذ قسط من الراحة قبل ان يراهم"، بحسب الرفاعي الذي استطرد "كل الكلمات لا تُعبر عن مدى جسامة الخسارة التي حلّت على الجميع، الغصة في القلب لن يمحوها الزمن. نعم رحل من بيننا عبد الكريم لكن ذكراه الطيبة ستبقى حية في كل من عرفه، فقد غرس خلال سنواته القليلة التي مر بها في هذه الدنيا بذرة حسنة ستكبر مع الايام".
عبد الكريم اسم جديد أضيف الى لائحة ضحايا الموت على طرق لبنان، التي لا يكاد يمر يوم من دون أن تمهر بدم احد المواطنين. تلك اللائحة التي تخفي وجع عائلات حرمت من أبنائها في لحظة قاتلة!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم