الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

افتح يا سمسم

امين قمورية
A+ A-

ميشال عون وفى بوعده وعاد الى بعبدا، صار رئيساً على رغم الممر "الثقيل" في مجلس النواب. وبقدرة قادر تجاوز السياسيون اللبنانيون فتات الصغائر وملفات الزوايا والزواريب، وعاد الرأس الى الجمهورية ومرت على خير مرحلة جمهورية الرأس المقطوع. وصار للدولة رئيس يشغل الكرسي في القصر وسيصير لها مجلس للوزراء يجتمع دورياً ومجلس للنواب مشرع الابواب.


افتح يا سمسم. ففتح سمسم الباب ونال كل من المتخاصمين الحصة التي يريدها. فريق 8 آذار أصر على وصول مرشحه الى سدة الرئاسة وكان له ما أراد. سعد الحريري انتظر طويلاً العودة الى جنة السرايا وسيعود اليها ظافراً. انصار ايران يتباهون بان صديق حليفها الاوثق صار رئيساً، ويعدون ذلك انتصارا مدوياً لفريق الممانعة والمقاومة عل امتداد الساحة من بغداد الى بيروت مروراً بدمشق وصنعاء. واحباب السعودية يرون انها صانت حضورها في لبنان بحفاظها على اتفاق الطائف الذي رعته وصار دستوراً لهذا البلد، وجاء التوافق اللبناني الجديد تحت سقف هذا الاتفاق وقبول الجميع به بمثابة اقرار بدورها. كما أعادت حليفها اللبناني الى الموقع الافعل في الجمهورية، فحفظت ماء وجهها في لبنان على عكس ما فعل بها حلفاؤها في حكومة اليمن وفي المعارضة السورية. والمجتمع الدولي مرتاح أيضاً ومطمئن الى الحدث الجديد في لبنان، فهو لا يضيره ان يعم الاستقرار هذا البلد، لا حباً بأهله وحرصاً عليهم، بل لان هذا الوطن الصغير صار مخيم نزوح سوري كبير، لا اكثر ولا اقل، ولا مصلحة لاحد في اقفال هذا المخيم أو تهجير رواده مجدداً بحثاً عن ديار أكثر أمناً أقربها الى المحيط اوروبا المهتزة باثقال المشكلات وفي مقدمها اثقال اللاجئين وما يستتبعها من آفات تطرف وشعبوية.
لا بأس ان يكون الانجاز اللبناني انجازاً موقتاً أو معلقاً في انتظار نتائج الحروب في الاقليم، وفي الوقت الضائع ثمة فرصة قد لا تتكرر لبناء شركة لبنانية تخرج لبنان من زمن المماحكات والتلاشي وتضعه على سكة الدولة التي دمرناها عام 1975 ولم نعد بناءها بعد. هذه الشركة هي حتى الان شركة يديرها زعماء الشعوب اللبنانية وطائفية بامتياز، واذا أراد أركانها حصانة وطنية لتفاهمهم الجديد، فالحل بسيط ويكون بتطبيق الدستور اللبناني نفسه في بنوده الاصلاحية وأبرزها تحرير الادارة من قيود الطائفية والمحاصصة، وسن قانون للانتخابات على أساس النسبية.
فتح سمسم كل الابواب المغلقة ونال الجميع مرادهم وتحققت كل الشعارات الكبيرة، ولكن ماذا عن العناوين الصغيرة؟ ماذا عن مطالب شعب بات جل طموحه توفير الماء والكهرباء والنظافة والسلامة والعيش الكريم. فهل يشمل سمسم اللبنانيين بعطفه أم تكون مطالبهم كـ"حلم ابليس بالجنة"؟


[email protected]
Twiter: @amine_kam

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم