أبو هموم: شو أخدك على ارمينيا؟

على الواتس اب رن السيلولير لتظهر صورة ابو هموم الحزين منذ الولادة. وسمعت صوته الحامل كل النكبات يقول: تعودت نشرب فنجان قهوة مرة سوا. انت فنان تشكيلي وانا فنان بشكيلك. وينك من جمعة ما بينت؟ أجبته: يا ابو هموم انا خارج البلد سافرت ولكن راجع بعد كم يوم،ببقى بخبرك. هنا علا صوت ابو هموم وقال: المخابرة ببلاش وانو انطر يومين حتى اعرف التفاصيل مش واردة. تفضل وبالتفصيل الممل. ركوة القهوة مليانة وما حدا شاري قنينة مي من عندي. وينك؟ أجبته: انا بجمهورية ارمينيا وبالعاصمة يريفان، حبيت اهرب من البلد شوي. الضغط الموجود بالبلد بيقتل، الحكي المسموم بين الناس على الصفحات الاجتماعية ديمول وزرنيخ. ما حدا راضي. وكل مين حابب يفصل البلد على ذوقو، ويلّي كانو مش متفقين صارو متفاهمين وبطلوا عارفين انو يللي كانوا مبسوطين صارو زعلانين. وضعنا مين صار مع مين ومين صار ضد مين، بقا حملت حالي يا ابو هموم وهجيت من البلد كم يوم يمكن اعرف من برا شو اخبار جوا - مع شدة على الواو - هنا دخل ابو هموم بمداخلة على الخط مباشرة وقال: اترك تراثنا السياسي وخبرني شو الفكرة الأولية عن البلد يللي عم بتزورو، عندن زبالة؟ عندن عجقة سير؟ بيستعملوا كتير اصبعن النصاني؟ بتنقطع عندن الكهربا؟ بيعتلوا هم كيف بدن يدفعوا قسوطات مدارس ولادن؟ خبرني شو شفت هونيك. ليك يا ابو هموم شفت عندن النظافة، والقانون، وبتنكسر ايدو يللي بيقطع شجرة، وشفت احترام الانسان وعندما يريد ان يقطع الشارع من ميل لميل هو صاحب الطريق. وشاهدت معاهد الموسيقى والفنون، وشاهدت الجامعات. وبطريقي طليت على دار الأوبرا، وشاهدت المسارح على مختلف أنواعها وابوابها مشرعة للموهوبين المدعومين من الدولة. شاهدت الملاعب الرياضية على مختلف أنواعها. أغلى تاكسي بدولارين. وعندما ترى يا ابو هموم ما أراه على الاكيد ستزداد همومك وستتحجر الدمعة بعيونك، ورح تصير تهلوس لوحدك وتضرب راسك بالحيط وليش وصلنا لهون. ابو هموم لمن ارجع بخبرك تفاصيل اكتر اوكي؟ ابوهموم وينك؟ الو... الو؟ جاء صوت ابو هموم من غير كوكب: اخبرني بعد. يا ابو هموم بالعاصمة الأرمينية الشوارع بعضها يحمل اسماء دول وعواصم وأغلبيتها يحمل اسماء فنانين وموسيقيين ورسامين ونحاتين وأدباء وشعراء وما في ولا شارع يحمل اسم سياسي او شي فخامة او شي معالي او سعادة. عم تسمع ابو هموم؟ ما في جواب. وقد عرفت بعد ساعة انه نقل الى غرفة العناية الفائقة، وقد زال الخطر.