الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بكاء وراء السياج واسئلة... نازحون عراقيون الى الخازر يفتشون عن الاهل

المصدر: "أ ف ب"
بكاء وراء السياج واسئلة... نازحون عراقيون الى الخازر يفتشون عن الاهل
بكاء وراء السياج واسئلة... نازحون عراقيون الى الخازر يفتشون عن الاهل
A+ A-

يحدق مسعود بسياج حديدي يحيط بمخيم الخازر للاجئين على ابواب كردستان العراق، بحثا عن افراد عائلته الذين لم يرهم منذ صيف 2014، يوم سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على بلدته، وتمكّن من الفرار منها في حينه.


وتمكن شقيق مسعود وزوجته واطفالهما الثلاثة من الفرار من بلدتهم بزوية التي يسيطر عليها التنظيم، بعد 10 ايام على بدء القوات العراقية، مدعومة من التحالف الدولي، هجوما على مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل الجهاديين في العراق.


منذ عامين، تعاني البلدة التي تتألف غالبية سكانها من الرعاة، والواقعة في الجهة الشرقية للموصل، تسلط الجهاديين. وبالكاد كان الشقيقان يتصلان ببعضهما البعض هاتفيا بين وقت وآخر، بعدما علق أحدهما في بزوية، ولجأ الآخر الى كردستان العراق.


ويقول مسعود اسماعيل حسن (61 عاما)، وقد ارتدى اللباس الكردي التقليدي: "كان رجال "داعش" يمنعوننا من الاتصال. لكن عندما نتمكن من التقاط الشبكة، نجري اتصالا سريعا".


ويروي عصام سعدو، وهو طالب يبلغ 22 عاما: "كان الجهاديون يتهمون الاكراد الموجودين في مناطق سيطرتهم بأنهم ينقلون معلومات الى البشمركة"، القوات الكردية المقاتلة التي تشارك اليوم في معركة استعادة الموصل. ويشير الى انه لم ير ستة من اشقائه العشرة منذ صيف 2014.


وكان لجأ بعد احتلال التنظيم لمساحات واسعة في شمال العراق وغربه، الى مخيم واقع بين الموصل وإربيل. وقد اتصل بهم بعد وصوله، وينتظر منذ ذلك الحين ان يتمكنوا من مغادرة بلدتهم المحتلة من الجهاديين.


تصل يوميا أعداد جديدة من النازحين الى مخيم الخازر، حيث يقوم عناصر من البشمركة بتسجيل أسمائهم وتفتيشهم. ويوضح مسعود: "ما إن تنتهي كل هذه المعاملات، سيكون في الامكان تقديم الطعام والشراب اليهم، وكذلك البطانيات".


حول خيم بالازرق والابيض غطاها الغبار، ينتشر عشرات عمال الاغاثة الذين انشغلوا في توزيع مواد غذائية. وعلى امتداد سياج حديدي يفصل المقيمين داخل المخيم عن الواصلين الجدد، يلتقي افراد عائلات، بعضهم يبكي، وآخرون يطلقون سيلا من الاسئلة، وغيرهم يسعى الى ملامسة ايدي من يعرفه في الجانب الآخر.
ويقول أحدهم: "والدي مريض، لا أعرف حتى إذا كنت سأتمكن من تقبيله قبل ان يموت". ثم يرى والده من داخل المخيم يتجه نحو المسؤولين عن تسجيل الاسماء.


وفقا للامم المتحدة، فر نحو 10 آلاف شخص من الموصل منذ بدء الهجوم في 17 تشرين الاول. الا ان هذا العدد لا يزال بعيدا عن العدد المتوقع للنازحين مع اقتراب القوات الحكومية من المدينة التي يقطنها 1،5 مليون شخص.


ويبلغ عدد النازحين في العراق 3،3 ملايين منذ توسع سيطرة الجهاديين العام 2014، مما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن ارتفاع هذه الاعداد، والقدرة على تأمين مساكن لهم ولحاجاتهم الاساسية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم