الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

العرب المنقسمون "متفقون على الاختلاف" في جنيف

جنيف - رضوان عقيل
العرب المنقسمون "متفقون على الاختلاف" في جنيف
العرب المنقسمون "متفقون على الاختلاف" في جنيف
A+ A-

تقدم نائبان يمنيان من الرئيس نبيه بري قبيل افتتاح الدورة الـ 135 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف وطلبا إليه التدخل العاجل مع زملاء لهما بغية الجمع بين وفدي بلدهما الذي كان سعيداً. ولم يكن ينقصه إلا الغوص في رمال أزمة هذه الدولة ولجوئه الى استعمال"مواد لبنانية" للتوفيق بين معظم الأعضاء العرب المشاركين الذين لم يعد يجمعهم خبز ولا وملح. وانهمك رئيس المجلس بمتابعة جلسات المؤتمر والعمل على تنظيم المجموعة العربية قدر المستطاع التي تغرق في بحر من الأزمات المفتوحة. وكان على تنسيق مع نظيره المصري علي عبد العال، وافتقد هذه المرة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بسبب حل البرلمان. ولم تمنعه استقبالاته في جنيف من إبقاء خط الاتصالات الساخن مفتوحاً مع بيروت لتلقي أخبار آخر التطورات حيال الملف الرئاسي واعطاء التوجيهات المطلوبة للمتصلين به.
وسيطر على كلمات معظم رؤساء البرلمانات، لا سيما الآسيوية والإفريقية روتين التكرار من مستلزمات حقوق الانسان ومكافحة الفقر وحماية البيئة. ولم يفوت بعضهم نقل تحيات القادة والملوك الى قاعة المؤتمر، ولم تخرج دولة بوتان عن هذا التقليد العربي.
وخاطب بري في أقل من سبع دقائق البرلمانات الدولية باسم الاتحاد البرلماني العربي ومجلس النواب اللبناني. ولخص في كلمته معاناة الفلسطينيين وصولا الى آفة الارهاب التي تهدد اكثر من خريطة عربية: "أود توجيه عنايتكم في شكل اساسي الى الانتهاكات الاسرائيلية اليومية لحقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الحياة واستمرار تشريد الملايين من ابنائه والاستيلاء على أرضه واقامة المستوطنات والجدار العازل والتقسيم المكاني والزماني للمسجد الاقصى، والعمل على تهويد القدس وتحويل المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة معتقلاً كبيراً، إضافة الى الاعتقالات اليومية التي تطاول الأطفال والنساء".
وتطرق الى "الوضع الانساني الناجم عن الحروب في الشرق الاوسط والارهاب القائم في تلك المناطق بالقوة والنار وابشع عمليات القتل والتعذيب والارهاب. ان احدى نتائج هذه الحروب هو النزوح الذي طاول لبنان".
واعتبر ان "الحل الاساس هو قيام البرلمانات بجهود من اجل صنع حلول سياسية تضمن الاستقرار في البلدان المضطربة والوصول الى حل عادل وشامل بدءا بالقضية الفلسطينية. وفي مجال الوقائع الشرق اوسطية ادعو الى بناء حلول سياسية وصنعها للمسألة السورية حيث تجمع الارهاب من كل انحاء العالم تقريباً ضد هذا البلد الشقيق من اجل تقسيمه وتفكيكه، وكذلك مشكلة اليمن وليبيا بمشاركة جميع الأفرقاء في انتاج نظامهم السياسي واعتماد النظام الديموقراطي البرلماني، مع أخذ صناعة الوطنية للديموقراطية في الاعتبار دائماً".
وانتقل بعد هذا العرض الى الدعوة"لدعم لبنان في المحافل كافة لمواجهة الأزمات الناتجة من وجود ما يوازي نصف عدد سكانه من النازحين وضمان وقف التدخلات في الشؤون الوطنية للدول ومكافحة الارهاب العابر للحدود وتجفيف مصادره". وتابع: "أؤكد على ضمان حقوق الأقليات داخل الدول عبر قوانين ملزمة.
- التزام السياسات الوطنية بشرعة حقوق الانسان الدولية واقرار خطط وطنية لحقوق الانسان في كل مجالات الحقوق بما فيها حقوق المقيمين فوق اراضي الدول.
- ادعو الى انشاء آلية رقابة وطنية وجهوية من الاتحادات البرلمانية للمراقبة.
- ادعو الى دعم زيادة مشاركة المرأة في صنع كل ما ينتج حياة المجتمعات والدول وصولاً الى صوغ مشاركة كاملة تؤدي الى نشوء الحكم الرشيد.
- ادعو الى اعتبار تعزيز الديبلوماسية البرلمانية أولوية لاتحادنا، لأن ديبلوماسية الحقائب السود الحكومية لم تعد مجدية، والديبلوماسية البرلمانية من شأنها العمل على تعزيز الحقوق الانسانية والرقابة ضد انتهاكها".
وعقد بري على هامش المؤتمر سلسلة لقاءات، فاستقبل رئيسة مجلس الشعب السوري هدية عباس التي قالت بعد اللقاء: "كانت الأجواء جيدة وتعلمون اننا ولبنان بلد واحد، وهذا اللقاء يعزز العلاقات البرلمانية بين بلدينا، كما بحثنا في البند الطارئ واقتراحنا في اجتماع الجمعية العامة، وتمنينا على مجلس النواب اللبناني دعمنا. وكان هناك كثير من الامور التي تحدثنا عنها لمصلحة بلدينا وشعبينا".
والتقى بعد الظهر رئيس مجلس النواب المصري علي عبدالعال. كما التقى رئيس الوفد الفلسطيني عزام الاحمد، ولم تخل جلستهما من تناول الوضع الفلسطيني في لبنان، كذلك استقبل نائب رئيس مجلس النواب الأندونيسي سردار أياز صادق.
وترأس بري اجتماع البرلمانات العربية، فشدد على توحيد الموقف العربي في الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، داعياً الى توحيد الاقتراحات العربية للبند الطارئ في اعمال الجمعية تحت عنوان حماية سيادة الدول.
وقال: "من واجباتنا في الاتحاد البرلماني العربي حيث توجد نقاط الخلاف ان نعمل وفق الديبلوماسية البرلمانية وان نتميز عن ديبلوماسية الحقائب".
وانتهى الاجتماع عند صدور نداء "الله اكبر" من هاتف احد المشاركين، فوضع بري يمينه فوق رأسه من دون التوصل الى اتفاق حول البند الطارئ على غرار ما نشهده في اجتماعات جامعة الدول العربية. وودعهم على طريقته: "اذا كان هذا هو الواقع فلنقل اننا متفقون على الاختلاف". ليتوجه بعدها اعضاء اكثر من وفد لالتقاط صور معه ولا سيما منهم التونسيون الذين بادلوه بالتصفيق عندما تطرق الى دستور بلدهم والمشاركة الكبيرة للمرأة في البرلمان.


[email protected]
Twitter: @radwanakil

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم