السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مسحة ظلام فوق الموصل... حرائق جهاديي "داعش" "تخنق" السكان

المصدر: أ ف ب
مسحة ظلام فوق الموصل... حرائق جهاديي "داعش" "تخنق" السكان
مسحة ظلام فوق الموصل... حرائق جهاديي "داعش" "تخنق" السكان
A+ A-

منعا لتعرضهم لضربات جوية، اشعل جهاديو "داعش" المتحصنون داخل الموصل حرائق القى دخانها الكثيف بمسحة ظلام فوق المدينة التي تسعى القوات العراقية الى استعادتها. ومصدر الحرائق آبار النفط واطارات سيارات او خنادق مليئة بمواد قابلة للاشتعال اضرم الجهاديون النار فيها.


ودخان الحرائق من اقدم وسائل الحرب. لكن القوات الامنية العراقية تملك معدات وقاية لتفاديها، بينما يفتقر المدنيون اليها، وبالتالي فانهم الاكثر تضررا. عند قرية التينة جنوب الموصل، اختلطت سحب دخان ابيض ناجمة عن حرق جهاديين مصنعا للكبريت قبل ايام، بدخان اسود من آبار نفط.


أُخمِدت النيران في مصنع الكبريت. لكن آبار النفط لا تزال مشتعلة.
واسفرت سحب الدخان عن انخفاض الرؤية الى مئات الامتار فقط، بينما يلعب اطفال على جانب الطريق، وسط انتشار الغبار والدخان.
وقالت طيبة (11 عاما) التي ترتدي ثوبا ازرق، وتضع غطاء احمر على رأسها: "لا نستطيع التنفس بسهولة" بسبب الدخان. واضاف انس، وهو ولد في السابعة، ان الدخان "يؤلم حنجرته".


وفقا لبيان للامم المتحدة، خضع بين 600 الى 800 شخص لمعاينة طبية، اثر تعرضهم للغاز المنبعث من احتراق مصنع الكبريت. وتم فحص غالبيتهم في مركز طبي قرب القيارة، حيث استقبل الاطباء حالات تطلبت ارسالها الى مستشفى تتوفر فيه معدات طبية اكثر تطورا. وقضى مدنيان اثنان من جراء استنشاق غاز الكبريت.


وكان تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف فجّر الاربعاء مصنع كبريت المشراق الواقع على بعد 50 كيلومترا جنوب الموصل، حيث تنتشر القوات الامنية العراقية بالآلاف.


ويتعرض سكان مناطق غير خاضعة لسيطرة القوات الامنية حول الموصل لتأثيرات الدخان وغاز الكبريت، ولا يتوفر لديهم سوى علاجات محدودة. وقال طبيب في مستشفى الجمهوري في الموصل، في اتصال هاتفي معه، ان اعدادا كبيرة تعاني مشاكل في الجهاز التنفسي. واوضح ان "غالبية هؤلاء يعانون الربو، خصوصا الاطفال وكبار السن (...) نبذل اقصى ما في وسعنا. لكن نقص الادوية في المستشفى يزداد سوءا".


وذكر اطباء في مستشفيات الموصل ان الجهاديين يحتفظون بالجزء الاكبر من المواد الطبية لانفسهم، بسبب تعرضهم لخسائر جسيمة في المواجهات مع القوات الامنية. وقال ابو ثائر الذي يسكن الاطراف الشرقية في الموصل انه قصد مستشفى الجمهوري لمعالجة احد اولاده (5 اعوام): "ابني مصاب بالربو، ويعاني كثيرا بسبب الدخان". واضاف: "الادوية المتوفرة مرتفعة الثمن، وجئت الى هنا ليتعالج في غرفة الاوكسجين". واشار الى ان بعض سكان الموصل يحاول الابتعاد الى مناطق اقل تأثرا بالدخان.


كذلك،، قال خبراء في الصحة والاسلحة الكيميائية من اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان سحب الدخان حول الموصل ليست من النوع الشديد السمية. واشارت اللجنة الى ان "المواد الكيميائية السامة الفتاكة والخطيرة هي التي تلك التي لا تشعر بها الحواس الطبيعية بسهولة".


ومع انعدام اقنعة الوقاية، على المدنيين استخدام مناديل مبللة بالماء لتغطية الفم والانف، وفقا للصليب الاحمر. وتظهر صور الاقمار الاصطناعية بقعا سوداء فوق ساحة المعركة في الموصل. لكن الخبراء قالوا ان التكتيك الذي يستخدمه الجهاديون له تأثير محدود، رغم انه يحجب الرؤيا عن الطائرات المسيرة.


وقال الكولونيل المتقاعد من القوات الخاصة الاميركية ديفيد ويتي ان الحرائق غالبا ما تؤثر في "عرقلة مؤقتة على الارض". واضاف: "الدخان يحد في شكل كبير من الدعم الجوي بواسطة طائرات مروحية هجومية. لكنه اقل بالنسبة الى الطائرات المزودة بنظام تحديد المواقع المستهدفة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم