الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

معارضة وترقب في طرابلس: ريفي يصعّد ضد خيار الحريري وهكذا يرد "المستقبل"

المصدر: النهار
طرابلس- رولا حميد
معارضة وترقب في طرابلس: ريفي يصعّد ضد خيار الحريري وهكذا يرد "المستقبل"
معارضة وترقب في طرابلس: ريفي يصعّد ضد خيار الحريري وهكذا يرد "المستقبل"
A+ A-

تحل التسوية التي عقدها الرئيس سعد الحريري مع النائب ميشال عون في ظل انقسام لم يتعاف البلد منه تحت وطأة الأحداث الدائرة في الاقليم. لذلك، خشي كثيرون من أن ترتد التسوية باصداء سلبية على الشارع العام، خصوصا منه الشارع السني المؤيد للحريري.


"النهار" جالت في طرابلس، أحد أهم المواقع التي يمكن أن تتأثر بالتسوية التي عقدت، والتقت قيادات من أطياف المدينة المختلفة، ورغم تفاوت المواقف، لكن رد الفعل لما يزل في الإطار المتعقل، والمنتظر للتطورات، والمترقب لحال أفضل تنجم عن الاتفاق. هذا بشكل عام بمعزل عن بدء الوزير أشرف ريفي التحرك على الارض.


القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق الدكتور مصطفى علوش علق بقوله: "الخطاب الذي القاه الشيخ سعد الحريري باعلان تأييده لانتخاب العماد ميشال عون كان واضحا، واستطاع ان يعبر بدقة عن الوضع الدقيق الذي وصلنا له على مدى السنتين والنصف الماضيتين، ومن دون اي التباس، الخيار الذي اتخذه هو خيار الضرورة".


أضاف: "انا اتفهم اننا بحاجة لملء سدة الرئاسة بغض النظر من هو الرئيس في الوقت الحالي، لانه تبين عمليا ان القرار من الطرف الآخر، وبالاخص حزب الله، هو استمرار الفراغ الى ما له نهاية، وهذا الفراغ يؤدي الى وصول لبنان الى دولة فاشلة، وبالتالي عندما يحين وقت تقاسم الحصص في المنطقة، فستشمل سوريا والعراق، ولبنان سيصبح قسما من الصفقة. وبما ان حزب الله هو المهيمن، والممثل لصالح ايران على الساحة اللبنانية، فبالتأكيد الحل سيكون على حساب لبنان الدولة الفاشلة، والتي من دون ادارة".


واستطرد علوش: "الرئيس الحريري عندما اتخذ خياره اتخذه على هذا الاساس . لقد جرى صراع وصدام عنيف مع العماد عون وصل فيه العماد عون الى حد اهانة الشارع الحريري على مدى الفترة الماضية، لكن الرئيس سعد الحريري يعلن ترشيحه لعون أمام جمهوره ومحاذبيه ونوابه، وهذا يعني ان سعد الحريري الغى كل المكونات الشخصية لردات الفعل، واعتبر نفسه رجل دولة، وانا كطبيب اعتبره جراح لحالة مستعصية، رأى ان الوضع يحتاج الى هذا الحل. بكل صراحة اؤيد الحريري بدون اي التباس".


وعن رأيه بتحركات اللواء ريفي قال:" هناك فرق بين الزعيم الشعبوي،ورجل الدولة، فالزعيم الشعبوي يتخذ خيارات تطرب الناس، وتدفعهم للتصفيق له، لكن بالنهاية خياراتهم ليست بالضرورة صحيحة، وانا اعطي مثالاً ان اكثر شخص كان متوافقاً مع القرار الشعبي هو ادولف هتلر عندما كان الشعب الالماني يفرح بخطاباته، ولكن بعد ست سنوات من الحرب فالشعب الالماني دفع خسائر هائلة، ورجع لرشده. فانا ارى بغض النظر عن مدى شعبية هذا القرار، الناس الذين في بيوتهم، والذين لديهم رغبة بالاستقرار والامان استطاعوا ان يتفهموا قرار سعد الحريري، وربما الآخرون لا يقدرون، ولكن مع الوقت سيدركون انه لمصلحة البلد".


وختم بقوله: "في المقابل لا اقول انني لا اتفهم مواقف الزملاء، والرفاق، الذي اتخذوا هذا المنحى، لكن اعتبر بان بهذه اللحظة بالذات يجب ان نلتف خلف الشيخ سعد الحريري ليدخل الى اية تسوية بقوة، خاصة اننا نعلم انه لما كان اتخذ هذا القرار لو لم ير انه الخير، والحل الوحيد لانقاذ البلد.


رحيم
عضو "هيئة العلماء المسلمين" الشيخ نبيل رحيم علق باسمه الشخصي على التسوية بين الحريري وعون بقوله: "في الامور السياسية، من المؤكد هناك خلاف، وتنوع، وهذا التنوع موجود في لبنان، وليس هناك رأي ديكتاتوري يفرض على الناس. وكل شخص عنده رأيه، وكما ارى ان الناس تريد ان ترتاح، واذا كانت هناك قضايا مهمة معلقة لانه ليس هناك رئيس للجمهورية، فيجب ملء هذه السدة، وليكن رئيساً، كائناً من كان، وانا اتمنى ان تحل المشاكل في البلد، وتتحرك الخطط الانمائية ، وتصبح عندنا دولة، وانا مع ان ينتخب رئيس".


"الجماعة الاسلامية"
المسؤول السياسي ل"الجماعة الإسلامية" في الشمال إيهاب نافع علق على تأييد الحريري لعون بقوله: "لم يكن موقف الشيخ سعد مفاجئا بالأمس، فقد تم التحضير له، لكن عتبنا أن الموقف لم يدرس مع قيادة السنة في لبنان. الموقف غير المدروس قد يصل إلى أمور لا تحمد عقباها، وهذا ما كنا نخاف منه. لم تتم الاستشارات بشكل جيد، وكنا نجد معارضة كبيرة في الشارع السني. بغض النظر إن كان هذ الأمر مناسبا أم غير مناسب، لكن هذا كان يحتاج إلى توضيح أكثر من ذلك. المكتب السياسي للجماعة لم يأخذ قراره النهائي بعد، وهو قيد الدراسة، وسيصدر موقفاً بهذا الشأن في اليومين المقبلين. والمكتب يعكف على دراسة الموقف ليعرف أثر الموقف في الشارع، ومدى قبول الشارع السني له، وقبول الشارع الوطني له، وبناءً عليه سيتخذ القرار المناسب".


وقال: "لن تكون عندنا أية تحركات مهما كان الموقف. فانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يخضع لظروف إقليمية ومحلية ولا نستطيع أن نفرض على شارعنا أسلوبا محددا، ونخضع للظروف العامة وراء هذا الموضوع. ليس عندنا موقف في الشارع. ونحن عندنا نائب واحد في البرلمان هو النائب عماد الحوت، وبانتظار موقف المكتب السياسي، سيشارك، وينتخب في ضوء ما يرتئيه المكتب".


"جبهة العمل"


الشيخ سيف الدين الحسامي، رئيس "جبهة العمل الاسلامي- هيئة الطوارئ"، قال عقب اجتماعها الاسبوعي في مقرها طرابلس، ان "ترشيح عون هو آخر المغامرات الجريئة المتاحة للرئيس الحريري".


وطالب الحسامي الرئيس الحريري ب"الضمانات الكاملة التي تضمن حقوق اهل السنة في لبنان، والكل يعلم ان حزب الله يريد الفراغ في البلاد".


وبات معروفاً ان ريفي بادر إلى رفض المبادرة، واكد العمل على إسقاطها، وعلقت باسمه لافتات ضخمة عند مداخل المدينة، تعاهد على منع أن يقع لبنان تحست السيطرة الإيرانية.


وعلم من مصادر مقربة منه، أن محازبيه سيقومون بجولات سيارةستجوب في طرابلس بدءا من بعد ظهر السبت وترفع الاعلام اللبنانية وصور الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء "ثورة الارز"، وسيستقبل في مكتبه وفودا شعبية من المدينة ومناطق اخرى، حيث سيعلن موقفا حيال الاستحقاق الرئاسي.


أما الرئيس ميقاتي فصدرت له مواقف منها ان "عون يشكل استفزازاً للشارع السني، خصوصاً أن علاقته به دائما متوترة". وجاء في تغريدات متصلة "انها مغامرة جديدة نخشى أن تقود الوطن الى مزيد من الانقسام والتأزم"، مضيفاً "إن أية اتفاقات ثنائية لا يمكن أن تلغي التراكمات التاريخية التي حصلت على صعيد العلاقة بين جميع اللبنانيين".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم