الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أيّ أيام تنتظر طرابلس؟

المصدر: "النهار"
طرابلس – نعيم عصافيري
A+ A-

تتناسى طرابلس شيئاً فشيئاً تداعيات الاشتباكات الدامية وتظاهرات المسلحين لتدخل بزخم في رحاب شهر رمضان. المدينة اطمأنت الى حزم الجيش والقوى الأمنية في تأمين الاستقرار وبث روح التفاؤل بأمن مستتب ترعاه الدوريات المؤللة والحواجز المتنقلة، فالطرابلسيون مصممون على قضاء شهر الصوم من دون قلق او توتر. اذ يكفى هذه المدينة انحداراً اقتصادياً وركوداً في الحركة التجارية وانعدام الزائرين من خارج المدينة، وآن لعاصمة الشمال أن تعود الى ألقها، كما يقول أحد التجار.


ويحرص الطرابلسيون على استقبال شهر رمضان بعدد من العادات والتقاليد التي تسبق أو تواكب هذا الشهر المميز، إذ تحرص ربة البيت على تفقد حاجيات المطبخ من ادوات وأوان وصحون من مختلف الأحجام، ويشهد السوق حركة غير اعتيادية لتأمين هذه اللوازم الضرورية لاعداد طعام الافطار.
وتبدأ مؤشرات هذا الشهر بتوزيع امساكيات مواعيد الصلاة والامساك والافطار التي يتطور اخراجها عاماً بعد عام. ولا يتخلى الطرابلسيون عن السيران في رمضان الذي كان في الأمس القريب نزهات خلوية في البساتين والحقول المجاورة يقضون نهارهم في شيّ اللحوم وشرب النراجيل والاسترخاء في رحاب الطبيعة استعداداً لشهر صوم يطول يومه، مع اشتداد حرّ تموز.


وسيران هذه الايام فسحة للعائلة نحو كورنيش الميناء البحري ومساء لتناول المثلجات او لرحلة بحرية نحوالجزر المجاورة وحفلات سمر وغناء على ظهر المراكب، او مشوار نحو معرض طرابلس وحديقة الملك فهد للذين تعجز ميزانياتهم عن ارتياد مطاعم المنية والضنية التي تكتظ بالعائلات حيث الطقس المنعش وعجقة الرواد تبعث على الاطمئنان، مع تبادل الدعوات بأن يقبل هذا الشهر حاملاً معه البركة والرحمة والأمان.
ويستعد سوق الخضر لاستقبال ما يحتاجه الصائم على مائدته، خصوصاً لوازم الفتوش والتبولة حيث يتفنن الباعة في عرض بضاعتهم من الخس والنعناع والبقدونس والبصل الأخضر والفجل والخيار والبندورة. ولا صحة حتى الآن لتلك الشعائعات التي تتحدث عن ارتفاع الاسعار بصورة مضاعفة. وقد تحدثنا مع عدد من الباعة عن صحة ما يشاع فأنكروا ذلك وأكدوا ان الاسعار باقية على عهدها، ولا حاجة الى رفعها في هذا الشهر باستثناء رفع سعر الليمون من 7000 ليرة للصندوق الى 15000 ليرة بغية تسفيره الى الخارج وكذلك الجزر. ويحرص العديد من المحال التجارية في سوق العطارين والقمح على عرض ما تحتاجه ربّة المنزل من مكسرات مختلفة للصحن الرمضاني.


ويشدّد الصائم الطرابلسي على ان يتوافر على مائدة الافطار ثلاثة صحون يومياً هي الفتة والكبة النية وجاط الفتوش أو التبولة واحياناً يضاف اليها صحن رابع هو الشوربات اذا كان هناك من يشتهيها في هذا الحر.
وكان في رمضان طرابلس عادة تلمس هلال الشهر بواسطة منظار يراقب منه مفتي المدينة عرض البحر ليعلن بدء شهر الصوم واستعيض عنها بالاعلان عند من دار الفتوى التي كثيراً ما يكون منسجماً مع توقيت السعودية.
ويترقب الطرابلسيون اعلان بدء الصوم من مدفع رمضان الذي يطلقه الجيش من جوار المعرض بعد أن كان مقره قلعة طرابلس.


"إن شاء الله لا عودة الى المآسي" قال احد المواطنين متمنياً أن يعم الهدوء ارجاء المدينة ليتفرغ المؤمنون لشعائر العبادة في مساجد المدينة، ويكون بمقدور الطرابلسيين ارتياد المقاهي الشعبية كما العادة في مثل هذا الشهر.


اليوم، تكتسي الاسواق الشعبية الحلّة الرمضانية، وتحتشد على ارصفتها وفي زوايا الشوارع والساحات بسطات الشراب من خرنوب وتوت وسوس وعصير الليمون والتفاح والجزر وقمر الدين، والمخللات والمكابيس المنوعة التي لا يتخلى عنها الصائم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم